إسطنبول – العُمانية|
يُعد قصر “دولمة بهجة” بمدينة إسطنبول التركية أحد القصور العثمانية العريقة ومن أهم معالم السياحة باعتباره تحفة فنية فريدة من نوعها تجمع بين الطراز الشرقي والطراز الغربي في تصاميمه الداخلية.
قصر “دولمة بهجة” هو ثالث أكبر قصور إسطنبول فقد تم بناؤه في عهد السُّلطان عبد المجيد على مساحة 110 آلاف متر مربع واستغرق بناؤه الفترة من عام 1843م حتى عام 1856م ويتميز بتصميمه المعماري الفريد بجانب حدائقه الجذابة.
وشهد القصر تطورات سياسية مهمة فقد استمر مقرًا لحكم الخلافة العثمانية منذ بنائه وحتى نهاية الدولة العثمانية ثم اتخذه كمال أتاتورك أيضا مقرا للحكم الجمهوري التركي وعاش به حتى وفاته وافتتح القصر للزوار والسائحين باعتباره متحفا تاريخيا عام 1984م.
ويتكون القصر من ثلاثة أقسام، قسم السلام “السلاملك”، وقسم المعايدة، وقسم الحريم “الحرملك”، ويضم 285 غرفة ويضم القصر 43 صالونًا، و6 حمامات تركية، فهو مشهور بالفخامة والترف في تصميمه من الداخل والخارج، و تم استخدام 14 طنًا من الذهب، و60 طنًّا من الفضة في تصميمه.
ويجسد قصر “دولمة بهجة” التطور الذي حدث في حياة وسياسة العثمانيين وانفتاحهم على أوروبا والتأثر بالعمارة الأوروبية القديمة.
ويقول المؤرخالتركي إسماعيل ياغجي في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إن القصر حظي باهتمام العالم حيث تم بناؤه على أفضل المواقع في أراضي إسطنبول لاسيما على ساحل مضيق البوسفور الذي يربط البحر الأسود ببحر مرمرة ويشكل مع مضيق الدردنيل الحدود الجنوبية بين قارتي آسيا وأوروبا وصُنفت مياهه ضمن مجال الملاحة الدولية ويعد إحدى أهم النقاط البحرية في العالم.
وأضاف أن هذا القصر يعد تحفة فنية معمارية، وكل قسم منه، يعد نموذجا فريدًا في فن العمارة”.
يذكر أن”دولمة بهجة” اسم مركب من كلمتي “دولمة” و”بهجة” فكلمة “دولمة: هي كلمة تركية الأصل، وتُعنى بأنها ما رُدم بالتراب، أما كلمة “بهجة” فهي تعني الحديقة الصغيرة، وأريد بها الحديقة أو البستان، ودولمة بهجة تعني حرفيا باللغة العربية “الحديقة المردومة” وقد سُمي القصر بهذا الاسم نظرا لأن الأرض التي شُيد عليها القصر تم ردمها، لأنها على شاطئ البوسفور.
وسُمي القصر بهذا الاسم لبنائه فوق أرضية كانت عبارة عن ميناء طبيعي، تم حشوه وغمره بالتراب، في مطلع القرن السابع عشر، ليصبح حديقة خاصة بالسلاطين، حيث أطلق عليها اسم ” دولمة بهجة” أي الحديقة المحشوة، ثم أمر السلطان عبد المجيد الأول في عام 1843 ببناء القصر، الذي استغرق 13 عاما.