مقال| خريف ظفار وفوضى “السوشل ميديا”

يكتبه: يوسف البلوشي|
 
لربما نعيش في زمن الفوضى الخلاقة لشبكات التواصل الاجتماعي، التي تشهد “تهربيت” وحالة من الإشغال للافراد من خلال متابعة “تافهين” هدفهم كسب مزيد من المتابعين من الناس صغارا وكبارا، وهو من يجعلنا نصاب بحالة من الأمراض النفسية مع حرص كثير من الأفراد على متابعة “تفاهات” ما يقدمه البعض على حسابات “توك توك” وسناب شات”، على وجه الخصوص.
الطبيعة في خريف ظفار جميلة والأجواء ممتعة، لكن هناك من يريد تشوه الصورة والمنظر الجمالي الذي حبا الله به هذه الأرض في موسم الصيف. وتتزايد الفيديوهات وما ينقله البعض من صور وكأنه يسافر لأجل التصوير وليس الاستمتاع بالمنظر وموسم الخريف. كثير من ينقل صور طوال اليوم لا يستمتع هو ذاته بتلك المشاهدات بل تراه يمسك هاتفه ويصور لاكثر من 17 ساعة في اليوم لكل صغيرة وكبيرة سواء تحتاج تصوير أو لا تحتاج.
هذا المرض من مشاهير السوشل ميديا، يضر بالسياحة وبموسم الخريف، البعض يراه ممتعا لكن للأسف هذا لا يشكل متعة سواء للمتابعين أو من ينقل تلك الصور.
البعض يسعى جاهدا في نقل مشاهد جميلة تأخذنا إلى تلك الأماكن لكن كثير مما ينقله البعض أو هم قلة يعد فوضى خلاقة.
وكل من لا يجد شقة ينسف الجهود المبذولة من الجهات القائمة أو كل من يجد ازدحاما يحاول تشويه الموسم، وكل من تقرصه بعوضه، ينشر في حساباته وينشرها للعالم، وهو بذلك يشوه المكان واسم بلد بأكمله.
في كثير من دول العالم قد يحجز شخص ما فندقا ولكنه حينما يصل لا يجده بذات المستوى الذي شاهده في الصور عند الحجز، وكثير من الناس يتعرضون للسرقات في دول كثيرة أو قرصات بعوض وتسمم في الأكل، لكن لا يشوهون سمعة البلد وينسفون كل الجهود. خاصة اذا كان هؤلاء مواطنون يفترض أن يبثون صورا جميلة عن بلادهم وعن ما تملكه من مقومات ومفردات سياحية أو تنبيه القائمين على الموسم بصورة نحاول فيها زيادة الجهود لتحسين الخدمات وغيرها لا أن ننسف كل الجهود بسبب منع طباخ من الطبخ في موقع عام أو منع صاحب كرفانه من الوقوف بدون دفع رسم للوقوف، في حين هو في بلاده يدفع ولا يتذمر.