يكتبه: د. رجب العويسي|
يشمل مفهوم مؤسسات المجتمع المدني في سلطنة عمان: جمعيات المرأة العمانية، والجمعيات المهنية، والجمعيات والصناديق الخيرية، والمؤسسات الخيرية، وأندية الجاليات، والتي تقع مسؤولية الاشراف عليها وفق قانون الجمعيات الأهلية الصادر بالمرسوم السلطاني ( 14/ 20009 )على وزارة التنمية الاجتماعية حاليا؛ وحسب المادة ( 2) من القانون يتسع المفهوم ليشمل أيضا هيئات أهلية وجمعيات وأندية ثقافية وفنية ومؤسسات أخرى خارج اشراف وزارة التنمية الاجتماعية، ومن ذلك على سبيل المثال: الأندية الرياضية والثقافية التي تشرف عليها وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وكذلك النقابات والاتحادات العمالية التي تقع تحت اشراف الاتحاد العام لعمال سلطنة عمان .
وعليه تمثل مؤسسات المجتمع المدني ميزة تنافسية ورقما مهما في مسيرة التنمية السياحية، فمثلا: جمعيات المرأة العمانية بما تتيحه من فرص للأسر المنتجة أو جملة البرامج والمشروعات ذات البعد السياحي وتستهدف التعريف بالثقافة العمانية وإبراز جماليات الولايات في مجالات مختلفة كالسعفيات والفضيات والتطريز والملابس والأنشطة الأهلية الأخرى التي تمارس في الولاية، بالإضافة إلى دور الجمعيات المهنية ومنها جمعيات التصوير الضوئي مثلا التي تقدم ملامح متنوعة من السياحة العمانية وتبرز محطات متجددة للسياحة في المحافظات، واسهمت الجمعيات الزراعية بحضور واسع في المهرجانات السياحية الأخيرة كمهرجان الورد في الجبل الأخضر ومهرجان الأمبا في قريات ومهرجان العنب في شمال الشرقية، بالإضافة إلى الفرق والأندية الرياضية بما تتيحه من فرص العمل التطوعي في المحافظة على البيئة وحملات التوعية والتثقيف للسياح وحملات النظافة للمواقع السياحية، وبدورها تمارس فرق الفنون الشعبية أدوارا نوعية في رفد السياحة الوطنية من خلال ابراز التراث غير المادي على شكل فنون مغنّاه واستحضار الموروث الثقافي في المناسبات المختلفة والمهرجانات، كما تقدم الجمعيات المعنية بالفروسية وغيرها نموذجا داعما للسياحة العمانية يحقق مزيد من المتعة والإثارة للسياح من داخل السلطنة وخارجها.
أخيرا، فإن ملامح الدور السياحي لمؤسسات المجتمع المدني جاء متلازما مع محاور رؤية عمان 2040 وأهدافها، ومن ذلك محور” الرفاه والحماية الاجتماعية” والهدف ” مجتمع مدني ممكّن ومشارك بفاعلية في التنمية المستدامة وإطار تنظيمي فاعل ومحفّز لعمل مؤسساته”، ومحور “تنمية المحافظات والمدن المستدامة” وعبر تجسيد عملي لدور المحافظات في تعزيز السياحة الداخلية والاستثمار في موارد المحافظات وحشد الاهتمام المجتمعي بالسياحة، ويبقى التحدي كيف نحافظ على استدامة وكفاءة وفاعلية الدور السياحي لمؤسسات المجتمع المدني؟.