المتحف الوطني يطلق ركنا يبرز الإرث الحضاري لعُمان في مطار مسقط الدولي

مسقط – العُمانية|

أطلق المتحف الوطني، الاربعاء، ركنه الخاص في صالة المغادرين بمطار مسقط الدولي بهدف إثراء التجربة الثقافية للمسافرين، وسرد قصص التواصل بين عُمان ومحيطها الحضاري، والتركيز على أهمية مطار مسقط الدولي باعتباره فصلًا إضافيا في تاريخ الروابط ومسالك التواصل بين عُمان والعالم.

وقال جمال بن حسن الموسوي الأمين العام للمتحف الوطني: إن إطلاق الركن في مطار مسقط الدولي بالشراكة مع “مطارات عُمان” يأتي لنقل التجربة الثقافية المميزة من بين أروقة المتحف الوطني إلى أروقة المطار الذي يمثل المحطة الأولى التي يمكن للمسافرين التعرف عبرها على الأبعاد الحضارية والتاريخية والثقافية لسلطنة عُمان، وتشجيعهم لزيارة الأماكن السياحية والأثرية والثقافية مما يسهم في رفد القطاع المتحفي والسياحي.

من جانبه، قال الشيخ أيمن بن أحمد الحوسني الرئيس التنفيذي لمطارات عُمان: إن ركن المتحف الوطني في صالة المغادرين بمطار مسقط الدولي يشكل إضافة داعمة لتنشيط السياحة الثقافية في سلطنة عُمان التي تمتلك تاريخا عظيما وكنوزا متعددة في ثرائها.

وأضاف: من ال​​مهم أن يتعرف الزوار القادمون إلى سلطنة عُمان أو المسافرون عبر رحلات “الترانزيت”، عن ماهية هذه الكنوز التي يزخر بها المتحف الوطني.

وأكد الحوسني على أن تعزيز السياحة الثقافية يأتي بمردود كبير على القطاع السياحي من جانب وتدفق السياح إلى سلطنة عُمان للتعرف على الإرث الحضاري من خلال دعوتهم بصورة غير مباشرة من خلال هذا الركن لزيارة المتحف الوطني، والغوص في قاعاته المتعددة التي تعرض سلسلة من كنوز حضارة عُمان وتاريخها التليد.

وينقسم الركن إلى عدة أقسام أبرزها: الخنجر العُماني، وثقافة الطيب، والأثر الحضاري العُماني في شرق أفريقيا، وكنز دبا، وفترة سمد.

ويضم الركن 23 قطعة أثرية تُعرض لمدة 5 سنوات قابلة للتمديد والتجديد تعود لفترات تاريخية مختلفة، من بينها قطع تذكارية مقدمة لسلاطين زنجبار تعكس الأثر الحضاري العُماني بشرق أفريقيا، ومجموعة مُنتقاة من اللقى لكنز دبا تعود إلى العصر الحديدي المبكر (1300- 600 ق.م.) والتي اكتُشفت حديثًا في موقع مدفن جماعي في دبا على الطرف الشرقي لشبه جزيرة مسندم، كما يعرض الركن جرتين تعودان لفترة سمد في عُمان (من عام 300 ق.م.- 100-200م)، ويركز الركن على الخناجر في سلطنة عُمان حيث استخدمت منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد على الأرجح.

ويشمل أيضا على مجموعة من اللقى الأثرية التي تعكس ثقافة الطيب وتحمل بُعدا تاريخيًّا لعُمان عبر العصور، حيث كانت القلب النابض لطرق تجارة اللبان، والتي ازدهرت بدءًا منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد، فكانت أرض اللبان ملتقىً للتجار من بلاد ما بين النهرين، ووادي السند، ومصر الفرعونية.

ويبرز الركن كنز دبا الذي يتكون من آلاف اللقى التي اكتُشفت حديثًا في موقع مدفن جماعي في دبا على الطرف الشرقي لشبه جزيرة مسندم، ويحتوي على بقايا عظام 188 شخصًا على الأقل؛ وعثر بداخل المدفن وفي محيطه على أوان من البرونز، ومن الحجر الأملس، وخناجر، وأساور، وخرز، ورؤوس سهام، وميداليات تعود إلى العصر الحديديﱢ المبكر (1300–600ق.م.).

جدير بالذكر أن المتحف الوطني يهدف إلى تحقيق رسالته التعليمية، والثقافية، والإنسانية، من خلال ترسيخ القيم العُمانية النبيلة، وتفعيل الانتماء، والارتقاء بالوعي العام لدى المواطن، والمقيم، والزائر، من أجل عُمان، وتاريخها، وتراثها، وثقافتها عبر تنمية قدراتهم الإبداعية، والفكرية، ولاسيما في مجالات الحفاظ على الشواهد، والمقتنيات، وإبراز الأبعاد الحضارية لعُمان؛ وذلك بتوظيف واعتماد أفضل الممارسات والمعايير المتبعة في مجالات العلوم المتحفية.

وتواصل مطارات عُمان منذ تأسيسها النمو بخطى ثابتة نحو النجاح والتميّز في مجالها كمشغل مطارات مؤثر ولاعب رئيسي مهم على الساحة الإقليمية والدولية كمرآة تعكس طموح وطاقات سلطنة عُمان بكل ما تملكه من حضارة وتراث ضيافة أصيل وفريد من نوعه في الشرق الأوسط بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين والجهود المتضافرة التي يبذلها جميع الأطراف المعنيين.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*