مسقط – العُمانية|
نجحت جامعة السلطان قابوس في تسيير أول رحلة عبر حافلة شركة النقل الوطنية العُمانية “مواصلات” والتي تعمل بواسطة الديزل المدمج مع الوقود الحيوي المنتج في مختبرات جامعة السلطان قابوس والمستخرج من نوى تمر النخيل.
رعى تدشين الحدث صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى بن ماجد آل سعيد رئيس الجامعة.
وانطلقت الرحلة من أمام مركز جامعة السلطان قابوس الثقافي في الخوض، سالكةً شارع السلطان قابوس وصولًا إلى قصر العلم العامر، والعودة بعدها إلى نقطة البداية.
وأشار صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد رئيس الجامعة إلى أن هذا الحدث يترجم أهمية التعاون والتكامل بين مؤسسات البحث العلميّ، والقطاعين الحكومي والخاص في تنفيذ هذا النوع من المبادرات الوطنية التي تحقق جملة من الأهداف الاستراتيجية، من ضمنها: الارتقاء بمنظومة البحث العلميّ في سلطنة عُمان، وتحويل المعرفة إلى عائد اقتصادي من خلال إيجاد حلول وبدائل للتحديات التي تواجه القطاعات الاقتصادية.
ويعد المشروع البحثيّ العلميّ الذي تقوده جامعة السلطان قابوس بإشراف فريق علمي يضم كلًّا من الدكتورة لمياء بنت عدنان الحاج أستاذ مشارك في كلية العلوم، والأستاذ الدكتور علاء حامد المحتسب نائب مدير مركز أبحاث الطاقة المستدامة في الجامعة.
ويهدف المشروع إلى إنتاج ديزل حيوي مستخلص من زيت نوى التمر باستخدام محفز كيميائي مبتكر قابل لإعادة التدوير، وبذلك يخفض تكلفة الإنتاج ويكون منافسًا تجاريًّا.
وحصل الفريق البحثي على تمويل من شركة تنمية نفط عمان للعمل على المرحلة الثانية لإنتاج أول 100 لتر من الديزل الحيوي، بالإضافة إلى إجراء تجارب إضافية لإنتاج منتجات ثانوية مثل الجليسيرول (glycerol) المستخدم في الكثير من الصناعات والسولكيتال (Solketal) المستخدم كمحفز للوقود ووقود الطائرات (jet fuel ) وغيرها من المنتجات الثانوية لرفع القيمة الاقتصادية للمشروع.
وساهمت عدة مؤسسات متخصصة في الفحوصات والتحاليل المختبرية في تأكيد جودة المنتج وتوافقه مع المواصفات العالمية ومن بينها كل من شركة اجريكو عمان (AGREKKO) وشركة METS العمانية.
وقام الفريق البحثي بجامعة السلطان قابوس بتوقيع اتفاقية تعاون مع شركة النقل الوطنية العمانية “مواصلات” تتضمن البدء في اختبار العينة الأولى على إحدى حافلاتها بهدف التأكد من جودة الديزل الحيوي وملائمته للمواصفات الفنية لمحرك الحافلة من استخدام الديزل الحيوي (B20) بالإضافة إلى تقديم الدعم الفني والمشاركة في تبادل الخبرات الفنية وتنفيذ عدد من المبادرات ذات العلاقة.
وسيساهم هذا المشروع في تحقيق الحياد الصفري الكربوني وإيجاد مصادر متجددة ومستدامة تدعم إيجاد فرص للنمو الاقتصادي والاجتماعي وتحقيق التوازن بين التنمية المستدامة والحدّ من تداعيات تغير المناخ، والاستفادة من التكنولوجيا النظيفة لتحقيق التنمية المستدامة، وإيجاد مزيج متنوع من مصادر الطاقة المتجددة تقوم على توفير احتياجات الطاقة بما يواكب مؤشرات رؤية عُمان 2040.