طرابزون – يوسف بن أحمد البلوشي|
أصبحت تركيا وجهة سياحية طوال العام “شتاء وصيفا” نظرا لما تتمتع به من مقومات سياحية بجانب قربها من دول الخليج والتي باتت تجذب أعدادا كبيرة من السياح سواء الخليجيين أو المقيمين في الخليج، إضافة الى تراجع سعر صرف الليرة مقابل الدولار “100 دولار تساوي قرابة 1800 ليرة تركية”، وكذلك انخفاض الاسعار مما جعلها وجهة للتسوق.
وتمكنت تركيا من جذب الافواج السياحية خاصة بعد جائحة “كوفيد 19″، نظرا للتسهيلات المقدمة لدخول السياح، وكذلك جعل الخليجيين يشترون الشقق والفلل في مناطق تركيا مثل اسطنبول وطرابزون وصبنجة وبورصة.
وتشهد طرابزون واوزنجول واسطنبول على وجه الخصوص، زيادة في أعداد التدفق السياحي من دول الخليج.
ورفعت تركيا من آمالها بعام سياحي يقترب مما سجلته عام 2019، بعد صدور أرقام الربع الثالث من العام الجاري، والاقتراب من الخطط التركية بالوصول إلى 53 مليون سائح العام المقبل، وزيادة عدد السياح هذا العام عن 45 مليوناً بعائدات 44 مليار دولار.وتسعى تركيا للوصول إلى الرقم القياسي المحقق عام 2019 قبل جائحة كورونا، حيث وصل عدد السياح إلى نحو 52 مليوناً بعائدات زادت عن 34.5 مليار دولار.وتوقع مدير شركة ياشا السياحية محمود آيدن “زيادة الإقبال الأوروبي الكبير خلال موسم الشتاء، ربما هرباً من الحرب الروسية والغلاء وشحّ المحروقات بأوروبا، ورخص تكاليف المعيشة في تركيا” بالنسبة للسياح.ولم يبتعد آيدن عن توقعات نائب رئيس اتحاد المشغلين والعاملين بقطاع الفندقة التركي محمد إيشلر، الذي توقع في تصريحات إعلامية، أن تستقبل تركيا أكثر من 47 مليون سائح في 2022، وأن يرتفع الرقم إلى 53 مليون سائح في عام 2023.
وأضاف آيدن، لـ”العربي الجديد”، أن “تراجع سعر صرف الليرة وما تعانيه الدول الأوروبية من غلاء وشح محروقات ألغى مقولة تراجع السياحة في الشتاء”، مشيرا إلى أن “أشهر البرد باتت موسماً جديداً نشتغل عليه، حيث ارتفعت الحجوزات، خاصة في إسطنبول وأنطاليا”.ولفت آيدن إلى أن تركيا “تبقى من أرخص الوجهات السياحية”، مقدراً الإنفاق اليومي للسائح بين 90 و100 دولار، وهو برأيه “مبلغ قليل بالنسبة للسائح الأوروبي”.
وكانت بيانات هيئة الإحصاء التركية قد أشارت إلى ارتفاع إيرادات قطاع السياحة في الربع الثالث من عام 2022 بنسبة 27.1% مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي، لتبلغ نحو 18 مليار دولار.وتشهد ولايتا إسطنبول وأنطاليا، بشكل خاص، إقبالاً سياحياً هذا العام، إذ زاد من استقبلتهم إسطنبول خلال الأشهر العشرة الماضية، بحسب الوالي علي قايا، عن 13 مليون سائح، مضيفاً خلال تصريحات أنه وفق تقرير إحصاءات السياحة، فقد تصدر الروس قائمة السياح الأكثر زيارة لإسطنبول، تلاهم الألمان ثم الإيرانيون، ثم الأميركيون، فالبريطانيون.
كما استقبلت أنطاليا، حتى نهاية الربع الثالث من العام الجاري، 11 مليوناً خلال الأشهر الـ9 الماضية بحسب بيانات مديرية الثقافة والسياحة بالولاية، التي أظهرت حلول الروس في المركز الأول، تلاهم الألمان، ثم البريطانيون، تبعهم مواطنو بولندا وهولندا وكازاخستان ورومانيا.وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكد أن القطاع السياحي في تركيا يعيش ذروته من حيث عدد السياح والعائدات، مضيفاً، خلال كلمة بالمؤتمر السابع لاتحاد تركيا للفندقيين أخيرا، أن تركيا أصبحت سنة 2021 الرابعة عالميا من حيث عدد السياح، والثامنة من حيث العائدات، مبينا أن ذلك مؤشر لتحقيق بلاده مراكز أكثر تقدما هذا العام.
وتتنوّع طرق وصول السياح إلى تركيا، حيث أعلنت شركة الخطوط الجوية التركية أن عدد مسافريها بلغ 60.5 مليونا خلال الأشهر الـ10 الماضية، واستقبلت الموانئ التركية 907 سفن فندقية خلال 10 أشهر من العام الحالي، وكان على متنها أكثر من 900 ألف راكب.ويقول الاقتصادي التركي خليل أوزون إن العام الحالي “سيكون قياسياً للسياحة، ويؤسس للعام المقبل باستقبال أكثر من 50 مليون سائح”، معتبراً أن الحرب الروسية على أوكرانيا كانت سبباً بزيادة القادمين الروس، خاصة إلى أنطاليا، كما أن زيادة إقبال الأوروبيين لقضاء فصل الشتاء في تركيا زاد من الآمال لهذا العام، هذا بالإضافة إلى زيادة السياح العرب، بعد التقارب والانفتاح على منطقة الشرق الأوسط هذا العام.ويضيف أوزون، أن رخص تكاليف المعيشة في تركيا، خاصة بعد تراجع سعر الليرة، سبب في زيادة عدد السياح وإنفاقهم.