مسقط – وجهات |
أطلق المتحف الوطني ممثلا في مركز التعلم بالتعاون مع السفارة الأمريكية في سلطنة عُمان ومؤسسة سميثسونيان – أحد أكبر المتاحف ومجمعات الأبحاث في العالم والمركز الثقافي الأبرز في الولايات المتحدة- سلسلة تتكون من (3) محاضرات تركز على إدارة المتاحف والتعاون الدولي في إعارة المقتنيات للمختصين العُمانيين العاملين بقطاع المتاحف، والباحثين، وطلبة الجامعات خلال الفترة (13 -15 ديسمبر 2022م).
وتقام تلك المحاضرات تحت إشراف الدكتور بول مايكل تايلور، أمين قسم الثقافات الآسيوية والأوروبية والشرق أوسطية، ومدير برنامج التاريخ الثقافي الآسيوي في متحف سميثسونيان الوطني للتاريخ الطبيعي، وسيتولى قيادة فريقًا من الخبراء لمشاركة الأبحاث الجديدة وتقنيات المتاحف، ورؤى للنهوض بالدراسات الثقافية في المتاحف والمواقع التاريخية في سلطنة عُمان.
وقدمت السفارة الأمريكية فرصا تدريبية مماثلة عن طريق ابتعاث مختصين من المتحف الوطني، وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، ووزارة التراث والثقافة (سابقاً) إلى الولايات المتحدة الأمريكية لبرنامج القيادة الدولية للزوار لعدة أسابيع.
وقال جمال بن حسن الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني: يُعد هذا التعاون ترسيخًا وتأكيدًا للدور الذي يقوم به المتحف الوطني من خلال تنمية القدرات الإبداعية والفكرية فيما يتعلق بالحفاظ على الموروث الحضاري لسلطنة عُمان وإقامة مثل هذه المحاضرات التعليمية بالتعاون مع مؤسسات ريادية عالمية في القطاع المتحفي من شأنها أن تسهم في تحقيق أفضل الممارسات المتبعة في مجالات العلوم المتحفية، وتعزيز الإدارة المستدامة بما يحقق النقلة النوعية المنشودة للصناعة المتحفية في سلطنة عُمان، ونتطلع لمزيد من التعاون وتبادل الخبرات مع السفارة الأمريكية ومؤسسة سميثسونيان.
من جانبها، أكدت ليزلي تسو، سفيرة الولايات المتحدة المعتمدة لدى سلطنة عُمان: المتاحف هي منفعة عامة واستثمار مهم. وإن الحفاظ على التراث الثقافي كان ولا يزال مهم لبلدينا. ولا تزال الولايات المتحدة ملتزمة بدعم هذه المبادرات وتقوية شراكتنا الثقافية والتعليمية مع سلطنة عُمان. يتضمن برنامج المحاضرات التي يقدمها كلاً من الدكتور بول تايلور وماثيو آرنولد، مدير برنامج التاريخ الثقافي الآسيوي التابع لمؤسسة سميثسونيان محاضرة أولى بعنوان “تقارير التسهيلات واتفاقيات الإعارة لإعارات سميسثونيان”، أما المحاضرة الثانية بعنوان ” العمل الخيري في المتحف: جمع التبرعات من المتاحف وطرق التمويل الخارجي لبرامج المتاحف” وترتبط هذه المحاضرة بأهداف رؤية عمان 2040 بما في ذلك “تسييل الأموال، وجمع الأموال، والجوانب التجارية” في مجال المتاحف، وأخيرًا الجلسة النقاشية والتي تركز على التعاون الدولي والتخطيط للمستقبل وهي تناقش تطبيق الأفكار التي تتم مناقشتها في المحاضرة الأولى والثانية.
ووفقا للدكتور تايلور، تهتم مؤسسة سميثسونيان بشكل كبير ببناء القدرات في مجال المتاحف. وتتعرض العديد من التقاليد الثقافية والتقنيات الحرفية وأشكال الموسيقى الأصلية في جميع أنحاء العالم لخطر الضياع، ولكن بتعاوننا مع المتحف الوطني، نرى محترفين وأكاديميين وطلاب وحتى العامة مهتمين بالحفاظ على التاريخ العُماني والتراث والثقافة والحرف. يذكر أن المتحف الوطني أقام بالتعاون مع مؤسسة سميثسونيان العام الماضي سلسلة محاضرات (عبر الاتصال المرئي) حول إدارة المتاحف في القرن الواحد والعشرين للمختصين العُمانيين العاملين بالمتاحف وطلبة الجامعات.
وفي إطار التعاون بين المتحف الوطني وسفارة الولايات المتحدة الأمريكية في سلطنة عُمان، قام المتحف بحفظ وصون ألبوم الصور الفوتوغرافية الأصلية المُهدى من القنصل الأمريكي في مسقط لويس ماجواير إلى المقيم السياسي في منطقة الخليج الجنرال البريطاني سامويل ميلز، والمؤرخ في (6 سبتمبر 1885(. يحتوي الألبوم على صور تاريخية هامة لعُمان تتضمن أحد أقدم الصور الفوتوغرافية المعروفة لمسقط، وصورا من داخل القنصلية الأمريكية، وأقدم صور معروفةٍ لمطرح والرستاق وجبرين، هذه الصور تمثل العلاقات التاريخية بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأمريكية.
يُعد المتحف الوطني الصرح المتحفي الأبرز في سلطنة عُمان، والمخصص لإبراز مكنونات التراث الثقافي لسلطنة عُمان بشقيه المادي والمعنوي، منذ ظهور الأثر البشري في عُمان وإلى يومنا الحاضر؛ والذي نستشرف من خلاله مستقبلنا الواعد.
وقد أنشئ المتحف الوطني بموجب المرسوم السلطاني رقم (62/ 2013)، وبذلك أصبحت له الشخصية الاعتبارية؛ بما يتوافق، والتجارب، والمعايير العالمية المتعارف عليها في تصنيف المتاحف العريقة. وقد حظي المتحف الوطني بالرعاية الفخرية من لدن صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، وذلك في 27 سبتمبر 2020.
يذكر أن معهد سميثسونيان تأسس في عام (1846م) وهو أكبر متحف ومجمع تعليمي وبحثي في العالم، ويضم (19) متحفا وحديقة الحيوانات الوطنية – لتشكيل المستقبل من خلال الحفاظ على التراث واكتشاف المعرفة الجديدة ومشاركة مواردنا مع العالم.