مسقط – العُمانية|
ترتكز العلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان ومملكة البحرين الشقيقة على أسس ومبادئ راسخة، تؤطّرها روابط أخويّة وتاريخيّة وثيقة وثابتة وممتدّة وضاربة جذورها في أعماق التاريخ، تطورت لتشمل مختلف الجوانب التاريخيّة والسياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة، وتحظى باهتمامٍ بالغٍ من لدن حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، وأخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين.
ويسعى البلدان الشقيقان خلال المباحثات التي تجمع جلالة السُّلطان المعظم وأخاه جلالة الملك بالمنامة إلى الرقي بمستوى العلاقات بين سلطنة عُمان ومملكة البحرين لآفاقٍ أرحب تخدم جميع المجالات – وخاصة الاقتصادية – بما يعود عليهما وعلى شعبيهما بالنفع والخير.
ونظرًا للعلاقات الاستثنائية بين البلدين الشقيقين، فقد قامت اللجنة العُمانية البحرينية بالتنسيق والعمل على عددٍ من مذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية في المجالين الثقافي والسياحي، وبين صندوق تقاعد موظفي الخدمة المدنية بسلطنة عُمان والهيئة العامة للتأمين الاجتماعي بمملكة البحرين في مجال التقاعد المدني، والمجالات الشبابية والرياضية.
وفي 4 سبتمبر 2018م عُقدت اجتماعات الدورة السادسة للجنة العُمانية البحرينية المشتركة في صلالة لتطوير وتنمية العلاقات الثنائية في كلِّ المجالات، والوصول بها إلى مستوى التكامل على نحو يتناسب مع خصوصية وتميز العلاقات الأخوية، ويقوي التنسيقَ المشترك حيال كل القضايا.
وتمتلك سلطنة عُمان ومملكة البحرين العديد من الممكّنات الاقتصادية والسياحية التي تشجع على المزيد من الشراكات، إذ إن رؤيتَي البلدين (عُمان 2040) و(البحرين 2030) لديهما تطلعات طموحة نحو التنويع الاقتصادي، مما يفتح الفرص للاستثمار في القطاعات الداعمة لهذه الغايات.
وتشير الإحصاءات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يشهد نموًّا ملحوظًا، حيث بلغ بنهاية عام 2021أكثر من 320 مليونًا و787 ألف ريال عُماني، فيما بلغ في النصف الأول من العام 2022 نحو 241 مليونا و434 ألف ريال عُماني.
وقد تمثّلت أهم السّلع المصدّرة من سلطنة عُمان إلى مملكة البحرين في المواد الكهربائية والبلاستيكية والألمنيوم والأدوية وغيرها من السلع، فيما تصدرت السّلع المستوردة من مملكة البحرين خامات الحديد وسبائك الذهب وأسلاك كهربائية وغيرها.
كما بلغ عدد الشركات البحرينية المستثمرة في سلطنة عُمان 876 شركةً بإجمالي رأسمال مستثمر يصل إلى 566 مليونا و284 ألفا و955 ريالا عُمانيا.
وبفضل التعاون القائم في القطاع الخاص بين البلدين الشقيقين على مرّ السنوات الماضية، أصبحت مملكة البحرين أحد أهم الشركاء الاستثماريين لسلطنة عُمان، وهو ما يؤشّر على تنامي العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
كما اتفق القطاع الخاص في البلدين خلال شهر مارس 2022 على تأسيس الشركة العُمانية البحرينية للاستثمار القابضة برأسمال قدره 10 ملايين ريال عُماني لتكون مناصفة بين رجال الأعمال العُمانيين ونظرائهم البحرينيين، وستختص بالاستثمار في مجال الأمن الغذائي والشركات القائمة العاملة في هذا المجال وفي القطاعات الأخرى التي تركز عليها “رؤية عُمان 2040”.
وفي الإطار الثقافي تتجسّد مسيرة مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون الذي يقام كل عام في مملكة البحرين لأكثر من أربعين عامًا في صقل حضور نوعي للمثقف والفنان والإعلامي العُماني على وجه الخصوص، فقد حقّقت سلطنة عُمان مراكز إعلامية متقدّمة في الدورات السابقة من خلال برامج إذاعية وتلفزيونية أثبتت وجودها على منابر الإعلام الخليجي بالعاصمة البحرينية المنامة.
وفي 27 يونيو 2022، احتفلت سفارة مملكة البحرين في مسقط بإشهار جمعية الصداقة العُمانية البحرينية التي ستُسهم في تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات الثقافية والمعرفية التنموية.
وستنظم سلطنة عُمان ممثلة بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية مع مركز عيسى الثقافي بمملكة البحرين في مايو القادم على مدى يومين ندوة “العلاقات العُمانية البحرينية: تاريخ عميق ومستقبل مشرق، ولاشك أنّ زيارة حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم أخاه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ستؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والرقي بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين بما يحقق الآمال والتطلعات المرجوّة من القيادتين الحكيمتين والشعبين العُماني والبحريني.