يكتبه: د. رجب العويسي|
مع أن تناول دور المرأة العمانية في القطاع السياحي وهي تحتفل بيومها السنوي، السابع عشر من اكتوبر، أبعد من حصره في بضع كلمات من هذا المقال، إلا أنه دعوة لمساهمة أكبر للمرأة العمانية في هذا القطاع، للقناعة بأن التمكين الاقتصادي الذي تحقق للمرأة العمانية في العقود السابقة كان له أثره الايجابي في دخولها كرقم صعب ومهم (رائدة أعمال) في بيئة العمل، وقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وسوق العمل المحلي والعالمي.
وعلى الرغم من تأخر مشاركة المرأة العمانية في القطاع السياحي، والذي بدأ يأخذ مسار النمو المستدام في السنوات الأخيرة في ظل جملة الحوافز والممكنات، والتوسع في الخيارات والأنشطة والفرص السياحية، إلا أنه بحاجة إلى مزيد من الوقت والثقة والتكامل لرفع سقف توقعات المرأة العمانية في مجال الارشاد السياحي، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة المباشرة وغير المباشرة.
ومع ذلك تبقى القيمة الاقتصادية الناتجة عن هذا القطاع، وجدية استغلال المواسم السياحية، والمشاركات في المهرجات والفعاليات السياحية داخل السلطنة وخارجها، محطة لدعم حضور المرأة في هذا القطاع، خاصة في ظل اهتمامها بالموروث التراثي المادي، ممثلا في الأزياء العمانية، والحرف التقليدية، وإدخال اللمسات العصرية عليها بما يحافظ على جماليات الموروث وتقديمه بشكل يتناسب مع أذواق السياح.
من هنا تأتي أهمية إعادة قراءة هذا الدور بشكل أكثر احترافية، عبر توظيف المؤشرات الإحصائية والمسوحات المستمرة في القطاع السياحي وريادة الاعمال في الأنشطة السياحية، وتوفير دراسات الجدوى، الامر الذي سيكون له أثره في مستوى الاهتمام بتطوير الأفكار والمشاريع الإبداعية لأي مشروع سياحي تعمل عليه المرأة، وبما يضمن توفير صورة مكبرة حول متطلبات السائح والمنتجات السياحية التي يبحث عنها السائح الوافد، وذائقة الاهتمام لديه، والقيمة الشرائية السوقية لهذه المشاريع ومستوى الاقبال عليها.
أخيرا يجب أن نعترف بأن حضور المرأة العمانية السياحي ليس فقط في كونها رائدة أعمال، بل أيضا في امتلاكها للذائقة السياحية في خياراتها واختياراتها والفرص الشرائية لديها، والصورة الإيجابية التي تقدمها لأسرتها حول الميزات السياحية الناتجة عن حضورها للمهرجانات أو المواسم أو الفعاليات، الأمر الذي سيعزز من دورها التسويقي للسياحة العمانية.