خليج صولي.. رحلة بين الشمس والرمال البيضاء

صلالة-يوسف البلوشي | تقترب لحظة غروب الشمس عند ضفاف خليج صولي، بينما تداعب أمواج البحر سيفة الشاطئ برماله البيضاء الناعمة. السياح يتجمعون حول حوض السباحة يفترشون الكراسي البيضاء ويضعون عليها المناشف للاسترخاء بالقرب من الحوض.
وهناك أخذ آخرون السير نحو الشاطئ بمسافة ليست بعيدة. المظلات منظمة والكراسي مصفوفة وإرشادات العلم ترفرف بلونها الأصفر معلنة السماح بالسباحة في هذه المنطقة، بأن البحر هادىء لا موج يمنع أو رياح تعكر صفو مزاج السياح.
خليج صولي في صلالة بدأ يتشكل كمدينة سياحية جديدة في محافظة ظفار عموما وصلالة خاصة، مع استثمار شركة موريا التي هي شراكة بين رجل الأعمال المصري سميح ساويرس رئيس مجموعة أوراسكوم 70 % وشركة عمران للتنمية السياحية التي تمثل حكومة السلطنة 30% ، الفرحة كبيرة بدخول حوالي 700 غرفة في هذه المنطقة السياحية الجديدة والتي تمثل مزارا سياحيا هاما إلى صلالة كوجهة سياحية عالمية.

٣٣٣
خليج صولي ولد من فكر استثماري لتعزيز القطاع السياحي في السلطنة عامة وصلالة خاصة، فالمقومات السياحية في صلالة تشكل دعامة مهمة للسياحة، إنها بقعة هادئة خاصة في فترة ما يعرف بالشتاء او السياحة الشتوية في محافظة ظفار. رغم أن صلالة أخذت شهرتها من موسم الخريف للسياحة الخليجية والمحلية لكنها هي بيئة ووجهة سياحية طوال العام. لم يعرف عنها الخليجيون هذه الميزة، ربما لتقصير ترويجي نحو السياحة المحلية او كسب الخليجيين اليها في هذا الوقت من العام.
مع غروب الشمس على خليج صولي، تبدأ اضاءات الفنادق الثلاثة تنير المدينة، بينما هامات شجر النارجيل تعانق سماء المكان.. أشجار النارجيل هنا، التي تشتهر بها صلالة، أحد الأشياء التي تزين خليج صولي. هنا فندق الفنار الذي يحتفى بافتتاحه وقبله تم افتتاح فندقين هما روتانا والجويرة، يتدفق السياح اليها من كل حدب وصوب،  يفترشون الرمال البيضاء منذ بدايات خيوط الصباح قبل ان تشرق الشمس على المكان، يتراءى لك أحدهم يداعب موج البحر.
يسير ذلك السائح الألماني عند الشاطئ تاركا غرفته الجميلة ليستمتع بصوت الطيور وهي تغرد صباحا، وصوت موج البحر وهو يداعب الشاطئ، ويرى تلك الأسماك التي تعوم قرب الشاطئ بأمان بعيداً عن شباك الصيادين.
المكان يلفه الهدوء والراحة للاستجمام بعيدا عن ضوضاء المدينة، هنا ترتاح النفس ويغتسل السياح من هموم عام ويتدفئون بشمس عمان هاربين من برودة طقس بلادهم.
وفي الساعة السابعة بدأ النزلاء يتوافدون الى المطعم لتناول وجبة الإفطار.. حركة نشطة أخذت تدب في المكان.. أكلات عالمية تقدم للسياح مع فسيح المكان وتلك الإطلالة الخارجية للمطعم..بعضهم يفضل الاستمتاع بالمنظر الخارجي، واخرون ينزون في الداخل.
وبعد انتهاء الإفطار يتسابقون نحو البحر حاملين معهم المناشف لافتراشها على تلك الرمال، يقتربون من البحر.. وبعض النساء يمارس اليوجا مع تلك المدربة قرب الشاطئ، لا تسمع في المكان سوى صوت البحر، وبعض الموسيقى.. تعرفت على زوجان من السويد، يزوران صلالة، ويقيمان في مسقط بعد ان اشتريا شقة في احد المشاريع في السيفة، يقضيان وقتهما في عمان، طوال فترة الشتاء هنا على ارض عمان، ويذهبان في الصيف الى بلادهما. أكدا خلال حديثهما انها يستمتعان بالأمان الذي حبا الله به عمان، وبحكمة السلطان قابوس. يؤكدان ان عمان جميلة وهما يرتاحان بالعيش فيها.. ويؤكدان ان الشعب ودود ويحب التعامل مع السياح.
خرجت مع أحد الزملاء سيرا على الأقدام نحو الشاطئ، وجدنا عديد السياح يقضون يومهم هنا تحت اشعة الشمس الجميلة ويستمتعون بتلك النسمات الباردة التي تدغدغ المشاعر. بعض السياح خرجوا في رحلة خارجية للتعرف على مزارات سياحية في محافظة ظفار وما أكثرها واروعها.
خليج صولي جزء بسيط من جمال عمان عامة وظفار خاصة، القطاع السياحي بدأ في هذا المكان يشق طريقه، وأخذ يشهد تدفقا سياحيا من العالم، حتى أصبحت صلالة اليوم أحد الوجهات السياحية العالمية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*