مقال| تبسيط لغة التواصل السياحي ضرورة

 يكتبه: د. رجب العويسي|

يتطلب بناء ثقافة سياحية ممتدة قادرة على التكيف مع فكر المواطنين، وتتناقلها الأجيال في كل محطات التحول التي يعيشها المجتمع، تبسيط لغة التواصل السياحي، وترقية مستوى حضورها في المجتمع، وتفعيل مساراتها لتكون شرعة ومنهاجا، الأمر الذي سيتولد عنه استيعاب المجتمع لهذه اللغة وسهولة تداولها بين فئاته.

ذلك أن لغة السياحة لا تقبل التعقيد، ولا تحتاج إلى تفسيرات متكلفة، كما أنها يجب أن تكون في متناول المواطنين، وعندها سيستشعر وجودها وأهميتها كونها جزء أصيل من حياته، يصون مواردها، ويحافظ على مكتسباتها، فهي ليست حالة طارئة، كما أنها ليست خارجه عن معايير القيم والمبادئ، بل هي تأصيل فعلي لأخلاق الانسان وقيم المجتمع.

على أن غربة السياحة والاسقاطات السلبية لها، تبدأ من المفهوم، والصورة الذهنية القاتمة التي تتولد لدى النشء حول السياحة، وهو ما يمكن ارجاعه إلى غياب وجود هوية سياحة مؤطرة بإجراءات واضحة المعالم، وفلسفة محددة الغايات والأهداف.وبالتالي الصورة التي يجب أن تتشكل لدى النشء والمواطن حول السياحة، فكلما اتسمت هذه الصورة بالبساطة والوضوح والشفافية كلما كانت أسرع في التداول وأقرب إلى الاستيعاب، واستطاع المجتمع أن ينتقل بالسياحة إلى الواقع، وينزل بها إلى ميدان المنافسة والمبادرة وبناء المشروع.

عليه نعتقد بأننا بحاجة ماسة إلى إعادة تدريس وتعليم مفهوم الخصوصية السياحية في المناهج الدراسية، وثقافة التعليم، والاعلام، والحوار الاسري والاجتماعي، وتجديد وتطويع لغة السياحة العمانية في السياسات والتشريعات والقوانين والخطط والبرامج، لنصنع من هذه الفرص السياحية المستديمة التي وهبها الله لبلادنا محطة تحول نعيد فيها انتاج فرصنا السياحية.

من هنا تبقى بساطة لغة التواصل والحوار السياحي مساحة أمان نستوعب خلالها روح السياحة المتجددة، وتصحيح الصورة المعتمة التي أسقطناها على السياحة العمانية واستخدمنا فيها لغة المقارنات، بينما نحن في حقيقة الامر نعيش ميزات سياحية متفردة، ومفردات طبيعية بحرية وجبلية وصحراوية مبهرة. 

أخيرا، هل ستعود هيبة بساطة السياحة التي تعاملنا معها بمزيد من التعقيد في الإجراءات والتطويل في التصاريح للأنشطة السياحية والتوجهات الاستثمارية حتى اختزلنا من جماليات بساطة السياحة العمانية وتناغمها فرص النجاح والابهار والتفرد؟.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*