جريدة وجهات أول جريدة عمانية مختصه بالسفر و السياحة
يكتبه: د. رجب العويسي|
تمثّل المسوحات السياحية أحد أهم مرتكزات المشروع السياحي الوطني، وخيار تحقيق سياحة وطنية مجسدة للواقع، مستوعبة للمستجدات الحاصلة، وخلق روح التغيير المتسارع في المنجز السياحي، وإحداث ثورة وطنية في السياحة تعالج حالة البطء التي تعيشها في توظيف الفرص والمقومات السياحية البيئية والثقافية والتراثية والطبيعية والمتجددة، بشكل يضمن استشعار المواطن حدوث تقدم نوعي ملموس في هذا المجال.
وتعد المسوحات السياحية بأشكالها المتعددة الأكثر حضورا في قوائم عمل المركز الوطني للإحصاء والمعلومات بشكل تفوق اصداراته الشهرية والدورية والفصلية والسنوية والموسمية غيره من القطاعات الأخرى، للقناعة بموقع السياحة في منظومة التنويع الاقتصادي، والدور الذي يجب أن تؤديه في صناعة اقتصاد السياحة الواعد، في حاجته إلى سياسات وبرامج وأدوات أكثر إجرائية .
وبالتالي كان من المؤمّل من هذه المسوحات أن تؤسس لإعادة رسم مسار العمل السياحي بتفاصيله المختلفة بحيث تقف على جوانب التقدم الحاصلة وأوجه تعزيزها، والاخفاقات والتحديات وتضع خطة علاج واضحة المعالم لها، وما إذا كانت التحديات مرتبطة بجوانب مالية أو تشريعية أو تخطيطية أو تنظيمية أو تنسيقية أو تسويقية وإعلامية أو غيرها، بما يعزز من فرص العمل معا للبحث عن بدائل وخيارات افضل تتناسب مع الحالة السياحية الوطنية وتسرّع إجراءاتها.
هذا الأمر قد يرتبط بالتغييب الحاصل لمسار المتابعة لنواتج المسوحات والدراسات والتقييمات وعمليات الرصد التي ينفذها المركز، ومدى وصولها مكتملة ومفصلة مدعومة بالشواهد والبدائل والسيناريوهات إلى الجهات المعنية وجدية الأخيرة في الاخذ بها، فإن من شأن هذا التوجه أن يعزز من الخيارات والفرص التي تتيح للمركز الوقوف على نواتج التطبيق القادمة، وأن عمله الذي قام به وجد من الاهتمام والمتابعة ما يستحقه من الجهات المختصة بالسياحة.
أخيرا هل من المؤمل بعد المرسوم السلطاني رقم ( 15/2022 ) بنقل تبعية المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى مجلس الوزراء، أن يعالج المركز الحلقة المفقودة في متابعة نتائج مسوحاته السياحية، ويعيد انتاجها بما يتناغم مع معطيات المستقبل والحاجة الوطنية إلى المؤشرات الإحصائية السياحية في توجيه بوصلة التطوير السياحي، وفق أدوات واضحة للمتابعة ومؤشرات التحقق والتنفيذ؟.
