صلالة – الأناضول|
مع دخول موسم الخريف واكتساء الجبال والسهول رداء أخضرا، تظهر محافظة ظفار جنوبيّ سلطنة عمان بحلّةٍ جديدة تحوّلها إلى جنة فريدة في الخليج.
يضمّ الشريط الجبلي لمحافظة ظفار العديد من الجبال الشاهقة الخضراء، مكوّنةً آية من الروعة والجمال تسرّ الناظرين.
أتين، منطقةٌ تُعدّ بجبالها وسهولها من المناطق المفضلة للسياح بما توفّره من مناظر طبيعية مُتكاملة من مروج خضراء وأشجار شاهقة وسط خضرةٍ تلف المكان، لتضمن للزائر أفضل مقاييس الاستجمام تحت حبّيبات الرذاذ التي تضفي على الأجواء شعورا بالانتعاش والبهجة.
جبل أتين
مئات السياح يتوافدون إلى جبل أتين في منطقة صلالة، لزيارة مسجد تقول الروايات إن نبي الله أيوب مدفونٌ فيه، ويتميّز محيط المكان بمشاهد طبيعية خلابة وينابيع للمياه الجوفية يقصدها العمانيون من مناطق بعيدة للانتفاع بها.
يقول المصوّر عبدالله المعشني، للأناضول، إن مشهد جبل وسهل أتين يخطف الأنظار ويسحر العقل، عندما يجتمع الضباب مع الخضرة معًا يشكلان إطلالة جميلة.
ويضيف أنه بجانب ذلك، يمكن للهواة مشاهدة المدينة والسهل من أعلى جبل أتين”.
سهل أتين
أما سهل أتين الذي يقع في الشمال الغربي من صلالة، فيمثل مزارًا سياحيًا ومكانًا مفضلًا لما يوفره من راحة نفسية، كما يمنح الأسر فرصة التقاط الأنفاس والاجتماع وقضاء أجمل الأوقات بين ربوع مروجه الخضراء مترامية الأطراف، التي تجعله ملاذًا آمنًا للهروب من روتين وضغوط الحياة اليومية.
وحول السهل يقول المعشني: يعتبر سهل أتين من أهم السهول في ظفار لما يتميز به من مناظر خلابة وخضرة يانعة وأماكن جميلة للاسترخاء والاستجمام.
ويضيف: أصبح سهل أتين منتجعا طبيعيا متكاملا ليكون ملتقى كافة العائلات من داخل السلطنة وخارجها، بما يحويه – بجانب الطبيعة – من خدمات.
فهو يعد منتجعا سياحيا متكاملا للسائح والزائر والمقيم، لما يوفّره من ترفيه وجلسات سمر ومخيمات ومطاعم محلية وشواء وتجمعات أسرية وخضرة وخدمات.
وعلى امتداد شارع سهل أتين، توجد منافذ التسوق والمطاعم وأكشاك بيع المشاكيك والمضبي وغيرها من المأكولات الشعبية المعروفة والمفضلة لدى سكان محافظة ظفار وحتى زوار المنطقة والسياح.
ويمكن للزائر زيارة العيون المائية المنتشرة في السهل، ومنها “عين جرزيز” التي تعتبر أحد مصادر الثروة المائية المتأثرة بكميات الأمطار التي تهطل، كغيرها من العيون المنتشرة في ظفار.
التخييم
يعدّ التخييم من الخيارات العديدة التي تشجع على زيارة سهل أتين، حيث يمكن نصب الخيام والتمتع بالأجواء الخريفية، ويعتبر التخييم من العادات الموسمية المتزامنة مع قدوم فصل الخريف حيث تقام المخيمات في العديد من سهول المحافظة.
ويعمد الكثير من أهالي المحافظة إلى التخييم مع بداية الخريف وحتى انتهائه، للاستجمام وسط الطبيعة الجميلة والمبهجة بكل ألوانها الزاهية وسط منظر قطرات الندى وزخّات الرذاذ.
ولفت المعشني إلى أن التخييم في سهل أتين من التجارب التي يحرص الزوار عليها وسط الاكتساء الأخضر والرذاذ الخفيف الذي يتميّز به جو ظفار.
الخريف في ظفاريتسم مناخ ظفار بالاعتدال طيلة أيام السنة، إلا أنها تتأثر برياح موسمية غربية من المحيط الهندي، وتستقبل جبالها أمطارا موسمية مصحوبة بسحب كثيفة وضباب طوال أشهر الخريف.
وتعرف الفترة التي تمتد من يوليو إلى سبتمبر بفصل الخريف في صلالة، حيث تمتاز المنطقة خلالها بارتفاع نسبيّ في نسبة الرطوبة مع برودة في الجو وهطول متوسط للأمطار.
حركة السياحة في ظفار تزداد في موسم الرياح الموسمية كثيفة الغيوم، حيث تخضرّ الأرض وتورف الأشجار، فيضطر السائقون إلى السير ببطء مخترقين الضباب وصولًا إلى مقاصدهم.
وتكسو الخضرة المحافظة في هذه الفترة، لتتحول بكاملها إلى جنةٍ استوائية تزدان جبالها بالأخضر الزاهي، مع أمطار موسمية مصحوبة بسحب كثيفة وضباب خلال شهور الخريف.
كما تشتهر ظفار بمقوّمات السياحة الطبيعية، وتشتهر بالبخور واللُّبان، وتكثر فيها أشجار النارجيل الاستوائية، المعروفة بجوز الهند.
وتجتمع في المحافظة الكثير من التضاريس المتباينة، إذ تجمع طبيعتها الجغرافية بين البيئة الصحراوية والنباتية، ما يضفي على المنطقة رونقًا مذهلًا.