يكتبه: د. رجب العويسي|
تطرح أجندة السياحة في رؤية عُمان 2040 ، فيما يتعلق بتعزيز السياحة الوافدة لتصل إلى اكثر من 11 مليون سائح وافد بحلول 2040 ، الحاجة إلى جملة من الإجراءات الثابتة والضمانات المجتمعية التي تستهدف تهيئة الفرص السياحية الوطنية من تحقيق هذا الهدف.
على أن أول ما ينبغي أن تضعه الجهات المعنية بالسياحة في الحسبان عند أي توجه نحو السياحة الوافدة، يكمن في استيعاب المواطن نفسه لمعطيات هذه السياحة، وإزالة حالة اللبس والضبابية وسوء الفهم حول متطلبات السياحة الوافدة في ظل المشاهدات والمقارنات التي بات يسقطها البعض على الواقع العماني إن رغبت أن تكون السلطنة مثل دول الجوار في المساحة التي منحتها للسياحة الوافدة.
ومع اليقين بأن ما تحمله الثقافة العمانية من قيم التسامح والتعايش والوئام والحوار مع الآخر والحوار، وما تتمتع به سلطنة عمان من أمن وأمان، إلا أنها ليست كافية لرسم ملامح واقعية لمستقبل السياحة الوافدة، وقدرتها على تحقيق الغايات الوطنية والتوقعات منها في رفع معدلات اسهام السياحة في الناتج المحلي لتصل إلى أكثر من 6% .
ومعنى ذلك أنه يجب أن تتواكب مع هذه الفرص والميزات التنافسية تدرجية في الإجراءات، تبدأ من ترسيخ مفهوم السياحة الوافدة ومحدداتها ومفرداتها وما تتطلبه من التزامات وطنية ودور المواطن فيها، والحدود والأطر العامة للسياحة الوافدة في عمان، فإن من شأن هذا الوضوح في مسار العمل وتفاصيله أن يسهم في بناء الثقة وتعزيز القاسم الوطني المشترك الموجه نحو السياحة الوافدة، وأن تسير الخطط المرسومة في هذا الجانب في إطار من التكاملية والجدية والثقة والقرب من المواطن.
وعليه، كان على الحكومة ممثلة في الجهات المعنية بقطاعات السياحة والاقتصاد والاستثمار والثقافة أن تدرك الأبعاد المترتبة على تنشيط حركة السياحة الوافدة، وأن ترسم إطار عمل وطني واضح يحدد فلسفة السياحة الوافدة واطرها وأدواتها ومعاييرها وسقف التوقعات الوطنية بشأنها، وتقريب المفهوم السياحي المعاصر للمواطن، الذي يقدّر أهمية السياحة الوافدة لوضع عُمان على خريطة السياحة العالمية، بما لا يفقد الخصوصية والهوية السياحة العمانية موقعها.