مسقط – العمانية
بتكليفٍ سامٍ من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم (حفظه الله ورعاه)، رعى صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم بن طارق آل سعيد اليوم حفل تدشين ركن السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور (أعز الرجال وأنقاهم) بقاعة عصر النهضة بالمتحف الوطني.
ينقل الركن الأبعاد المختلفة لشخصية السلطان الراحل (طيب الله ثراه) سلطانًا لعُمان ودوره كأيقونة سلام مع مختلف دول العالم، ويضم مجموعة منتقاة من المقتنيات الشخصية والهدايا المُهداة للسلطان الراحل (طيب الله ثراه) من بعض قادة الدول الشقيقة والصديقة، حيث يسلط الركن الضوء على حياة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور (طيب الله ثراه) بدءًا بمولده ونشأته، وأبرز هواياته واهتماماته، ومرحلة دراسته الجامعية، مرورًا ببزوغ فجر النهضة المباركة وتوليه مقاليد حكم البلاد، وتأسيسه لدولة المؤسسات والقانون، واهتمامه بتحقيق دمج الموروث والعصرنة، ودوره في بناء دولة عصرية تنعم بالسلام وتحقيق حياة أفضل للعُمانيين، ودوره كرمز للحكمة والسلام على الصعيدين الإقليمي والدولي.
يحمل الركن شعلة من دلالات ومعانٍ تتجاوز حدود هذا الوطن، لما كانت للسلطان الراحل – وستظل – من مكانة لها عظيم الأثر المنبثق من شخصيته الفذّة التي امتزجت مع بلده بغناها الثقافي والحضاري، حيث كانت حياة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور (طيب الله ثراه) في كل أطوارها، تلتقي عناصر الموهبة، والبيئة، والدراسة، والمنصب، لتمضي بها إلى حيث ينبغي أن تكون.
وتضمّن الحفل الرسمي فقرات موسيقية منتقاة من أداء الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية، وعرضًا مرئيًّا موجزًا للركن، ثم كلمة المتحف الوطني ألقاها جمال بن حسن الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني، كما تضمن الحفل تدشين الإصدار المصاحب لركن السلطان قابوس بن سعيد (أعز الرجال وأنقاهم)، ثم تدشين ركن السلطان قابوس بن سعيد (أعز الرجال وأنقاهم).
وقال الأمين العام للمتحف الوطني في كلمته: “إنها للحظة تاريخية؛ تجر خلفها تاريخًا عظيمًا، وهي تُذْكِي فينا سيرة رجلٍ خالد، وسلطانٍ ماجد، إليه تُنْسَب نهضة عُمان الحديثة، وقد عرفه العَالم حكيمًا، نبيلًا، أمينًا، قويًا، مُسَددًا، رشيدًا. رحم الله ذلك العَلَمْ الذي عزّ نظيره وقلَّ مثيله؛ إنه السلطان قابوس بن سعيد (طيّب الله ثراه)”.
وأضاف: “لقد كتب الله – جل في علاه – للسلطان قابوس بن سعيد بن تيمور (رحمه الله) الخلود في قلوب وأفئدة العُمانيين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة، وتسلط مقتنياته المعروضة في المتحف الوطني، الضوء على فصول ملحمية في حياة الراحل الكبير، وماهي إلا امتداد لجميل أثره، وترسيخ لمجده في وجدان هذه الأمة”.
مؤكدًا أن: “المتحف الوطني يتشرف بالاحتفاء بركن السلطان قابوس بن سعيد (أعز الرجال وانقاهم) امتدادًا لتاريخ سلطنة عُمان على مدى الحقب والعصور وصولًا إلى عصر نهضة عُمان المتجددة في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم (حفظه الله ورعاه وأيده)، في أن تظل ذكرى السلطان الراحل المبجل عابقةً بالمحبة بيننا؛ فهي كشجرة لبانٍ عتيقة تضمخ المكان طيبًا وبهاءً، ومتى ما حنَّ أبناؤه البررة وجهوا قبلتهم نحو هذا الصرح الفاره بعظيم ما خلّفه السلطان قابوس بن سعيد (طيب الله ثراه) من أثر؛ فتجعل الوصل ممتدًا والأثر رطبًا والذكرى متوقدة؛ ولسان الحال يلهج: شكرًا أيها الباني العظيم”.
ويتضمن الركن أقسامًا متعددة، هي: قسم رموز الدولة، وقسم أعز الرجال وأنقاهم (مولده ونشأته وهواياته واهتماماته)، وقسم نهضة عُمان المتجددة، والخط الزمني لأسرة البوسعيد بدءًا من السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي إلى عصر النهضة المتجددة في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم (حفظه الله ورعاه)، وقسم السلطان سعيد بن تيمور، وقسم القائد الأعلى، وقسم رجل الحكمة والسلام، وقسم دولة المؤسسات والقانون، ومن منطلق مقولة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور (طيب الله ثراه): “إنني أريد أن أنظر إلى خارطة العالم ولا أجد بلدًا لا تربطه صداقة بعُمان” تم تخصيص قسم العلاقات المتبادلة الذي يضم مجموعة منتقاة من الهدايا المُهداة لأعز الرجال وأنقاهم.
ومن أبرز القطع السلطانية المميزة المعروضة في ركن السلطان قابوس بن سعيد (أعز الرجال وأنقاهم)، دفتر الفروض المدرسية والمنزلية (تمارين) باللغة الإنجليزية، الخاص بالسلطان قابوس بن سعيد (طيب الله ثراه) يعود للفترة (78-1379هـ/58-1959م)، وساعة جيب مصنوعة من الذهب والعقيق بتغصنات بلورية مُهداة من العائلة المالكة الكريمة للسلطان قابوس بن سعيد بن تيمور (طيب الله ثراه)، بمناسبة زواجه الميمون من صاحبة السمو السيدة كاملة بنت طارق آل سعيد (1396ه/ 1976م)، وبدلة المراسم الخاصة للسلطان قابوس بن سعيد (طيب الله ثراه) للعيد الوطني الأربعين المجيد تعود للفترة (18 ربيع الثاني 1421هـ/ 21 يوليو 2000م )، وجائزة السلام الدولية التي مُنحت للسلطان قابوس بن سعيد بن تيمور (طيب الله ثراه) من قبل المجلس الوطني للعلاقات العربية-الأمريكية، وقام بتسليمها فخامة الرئيس جيمي كارتر، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية التي تعود للفترة (24 جمادى الثاني 1419هـ/15 أكتوبر 1998م )، ورسمة منمنمة للسلطان قابوس بن سعيد (طيب الله ثراه) مُهداة من “دبليو .بي. مونداي” إلى السلطان قابوس بن سعيد (طيب الله ثراه) تعود للفترة (06 – 1407هـ/1986م).
جديرٌ بالذكر أن قاعة عصر النهضة تحتفي بتاريخ عُمان الحديث منذ مطلع عهد أسرة البوسعيد استمرارًا إلى عصر نهضة عُمان المتجددة في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم (حفظه الله ورعاه).
ويعد عصر النهضة المباركة من أهم المراحل التاريخية التي عاشتها عُمان في عصرها الحديث؛ فبحلول عام (1390هـ/1970م) انتقلت البلاد من حقبتها الماضية إلى عصر دولة المؤسسات الحديثة، والتي شهدت العديد من التغيرات الجذرية في مختلف مجريات الحياة، وفقًا لما رسمه لها باني هذه النهضة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور (طيب الله ثراه)، الذي عمل على بث وتدعيم الحداثة، والتطور في مجالات التنمية الشاملة، مع المحافظة على مكونات الهوية العُمانية الأصيلة؛ وذلك من خلال إقامة دولة المؤسسات الحديثة، ومنظومة القوانين والتشريعات، والأسس الراسخة لبنية أساسية تكاملية، وتعزيز الأمن الوطني، وبناء علاقات وطيدة مع دول العالم، وذلك على مدى ما يقارب الخمسين عامًا.