مقال| الآثار السياحية والتقنية الحديثة

يكتبه: محمود النشيط*
إعلامي بحريني – dailypr

بمناسبة اليوم العالمي للآثار الذي أحتفل به العالم قبل يومين طرحت العديد من التوصيات التي ربما تكررت كثيراً في الملتقيات من مؤتمرات ومعارض وحلقات نقاشية يشترك فيها أهل الاختصاص والمهتمين بهذا القطاع الحيوي الذي يمتد لآلاف السنين للاهتمام به أكثر، وبث روح الحياة فيه من جديد حتى يقاوم لسنوات أطول من دون الحاجة إلى تدخلات تفقده الهوية الأصلية التي شيد عليها.

هذه المناشدة كذلك طرحها المهتمون وعشاق المتاحف الشخصية الذين يسعون جاهدين المحافظة على التراث القديم الذي أخذ شيئاً فشيئاً في الإندثار بعد أن فقدوا الأمل في أن تمد لهم يد العون والمساندة للتطور والحصول على مساحات خاصة لعرض مقتنياتهم وإدخال التكنولوجيا الحديثة للتعريف العلمي المناسب وبعدة لغات للمعروضات لزوار المتحف.

بعض من هذه المتاحف في غرف المنازل الشخصية، وبعضها في مواقع مستأجرة صغيرة لا تسمح بعرض المقتنيات الثمينة بصورة تليق بها، وتكون المعروضات مكدسة بصورة عشوائية تعرضها للتلف خاصة الزجاجية منها لعدم عرضها بالطريقة الآمنة والسليمة.

بعض من هيئات السياحة المعنية بالثقافة والتراث أدركت خلال السنوات الماضية مشكورة أهمية التكنولوجيا الحديثة وتقنية الصوت والصورة وعملت على توفير هذه التقنية الحديثة في الكثير من المواقع والمتاحف الرسمية، وبعضها يحتاج للصيانة الدورية لسرعة التعطل بسبب وجوده في الهواء الطلق وتعرضه للأجواء الحارة أو الأمطار.

المرشد السياحي وصاحب المتحف الشخصي يقدمون المعلومات المطلوبة للسياح والزوار، وبعضهم يمتلك مهارات في اللغات، إلا أن هذه القدرات سوف تكون ذات صدى أعمق ويبقى أثرها أطول إذا ما خدمته التقنية الحديثة سواء في الموقع أو عبر صفحة على موقع إليكتروني أو تطبيق والإستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي لتعزيز الوجود وبقاء المعلومة الصحيحة من مصدرها المعتمد من دون أي تشويه أو تحريف.

وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروئة على مدى سنوات طويلة لم تتأخر في إبراز هذه المعالم الأثرية، والمقتنيات القديمة، والقصص التاريخية عبر استضافة أهل الاختصاص في برامج متنوعة وكثيرة تمتلئ بها رفوف الأرشيف اليوم، وأصبحت ذات طعم خاص عندما تبث أو تنشر لأنها حظت على مصداقيتها التي أهتم لها القائمون على هذه الوسائل، ومن أجل أن تستمر رسالتها حان الوقت لتحويلها إلى التقنية الرقمية الحديثة حتى تعم الفائدة الجميع وتصل إلى الأجيال التي تعتز كثيراً بالبحث عن المعلومة رقمياً في الانترنت بدل المكتبات التقليدية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*