مقال| برامج الترويج السياحي على الشاشة

يكتبه: محمود النشيط|
إعلامي بحريني – dailypr

تزدحم البرامج المتنوعة على معظم الفضائيات خلال شهر رمضان المبارك، وتحظى المسلسلات الدرامية وبرامج الطبخ والمسابقات على نصيب الأسد، في الوقت الذي اختفت فيه المسلسلات التاريخية القديمة التي كانت تبرز فترات من العصور الماضية التي كانت قبل وبعد الإسلام وتتضمن ملامح ثقافية وتراثية متنوعة.

كذلك هي البرامج الدينية التي كانت تستعرض المواقع والشخصيات التاريخية على مدى الشهر الفضيل في دورة متكاملة على مدى ثلاثين حلقة بمدة لا تتجاوز 50 دقيقة تعرض فيها معلومات كثيرة وتفاصيل متنوعة يمكن أن يستفيد منها المشاهد العادي والكثير من العاملين في القطاع السياحي لا سيما المرشدين الذين يقدمون المعلومات للسياح خاصة ما يتعلق بتاريخ المكان.

برامج الترويج السياحي في شهر رمضان على الفضائيات مظلومة جداً، والقليل من الدول التي حرصت على أن تكون في دورتها الرمضانية بجانب الإعلانات التجارية الضخمة وسلطة المسلسلات برنامج قصير يعرض في غير وقت الذروة تعرض فيه فقرات مصورة مع معلومات قليلة عن موقع تراثي هنا أو حرفة صناعية اندثرت هناك، أو فن من فنون الرقص والغناء والموال ضمن الموروث الشعبي أو طبق من المطبخ القديم ليتعرف عليه الجيل الجديد من المشاهدين.

الترويج السياحي لكل بلد ليس محصوراً على موسم الصيف أو عند سقوط الثلوج والربيع للتباهي بالسهول والوديان والأنهار وغيرها من مواقع تجذب السياح إليها، وإنما هو برنامج يتجدد بشكل تلقائي في كل دورة برامجية من أجل ملاحقة المتغيرات والتعرف على كل جديد في ظل وجود توجه عند معظم الحكومات للإهتمام بهذا القطاع الحيوي والتشجيع على جذب الاستثمارات بكل أنواعها من أجل إنعاشه بما يتواكب والسباق العالمي.

العنصر البشري عامل مهم في عملية الترويج إبتداء من أصحاب المتاحف الشخصية التي أخذت في الانتشار والتوسع في نوعية معروضاتها، أو المرشدين السياحيين الذين يقدمون المعلومات المتنوعة، من دون أن ننسى دور أصحاب الحرف التقليدية الذين يصارعون من أجل أن تبقى هذه المهن صامدة أمام التكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى أصحاب العقارات والأملاك القديمة التراثية الذين يسعون للمحافظة على هويتها التاريخية لتكون شاهداً يتعرف عليه الجميع.

بعض الهيئات السياحية سعت إلى جذب بعض الخبراء في الترويج السياحي بصور متنوعة وصرفت ملايين الدولارات من أجل أن تنجح في مواسم معينة فقط، بينما الواقع يقول بأن الترويج يجب أن يكون بلا إنقطاع من أجل أن تصل الرسالة السياحية عبر كل القنوات لكل مكان وفي كل وقت لأنها مفتوحة لاستقبال الجميع على مدار العام لترضي جميع الأذواق.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*