يكتبه: يوسف البلوشي|
في بعض البلدان التي نما قطاعها السياحي بشكل كبير على مدى السنوات الماضية، استطاعت أن توجد أنماطا سياحية تجذب بها السياح من شتى بقاع العالم، وخلقت قطاعا سياحيا من لا شيء حتى أصبح مصدر دخل أول لاقتصادها.
ونحن في سلطنة عُمان نملك كل مفردات وأنماط السياحة، سواء التاريخية أو الطبيعية وتنوع التضاريس، والشواطىء البكر والرمال الذهبية والسكرية، ولكن للأسف غير قادرين على إدارة وتطويع لكل ما نملك طوال السنوات الماضية بشكل يحوّل كل هذا إلى قطاع سياحي حقيقي يكون دعامة أولى لاقتصادنا.
إذا ما ضربنا مثلا بتايلاند، فقط استطاعت أن تحقق سمعة جيدة عالميا لقطاعها السياحي واستقطبت الاستثمارات السياحية الكبيرة وانشئت المنتجعات الفخمة والفنادق والموتيلات وغيرها من الخدمات السياحية. وشجعت السياحة البحرية والغوص وسياحة التسوق والسياحة الصحية.
وإذا رأينا مثلا دبي فقد حققت طفرة عبر قطاع السياحة وكانت البداية من خلال مهرجان التسوق وأنشأت المولات واستطاعت أن تروض الشواطىء للسياحة والرمال للمغامرات بسيارات الدفع الرباعي.
لكننا نحن لم نستفد بشكل حقيقي من قطاع السياحة وكأننا لا نعرف ماذا نريد من هذا القطاع الذي وهبنا الله عز وجل كل شيء يكون دعامة للسياحة. لم نستفد من الجبال ولا الشواطىء التي يصل طولها 3100 كم، ولا من الرمال الذهبية والسكرية ولا من الخيران والسلاحف التي تترك شواطىء العالم وتأتي إلى رأس الجنز لتضع بيضها.
لدينا سلسلة من الكهوف لم نستثمرها ولا القلاع التي نرممها كل عام وحتى أسواقنا التاريخية والتقليدية أندثرت ولَم نحافظ عليها سوى سوق مطرح وسوق نزوى.
نملك كل شيء ولكن لم ندرك أهمية ما ندرك ليكون قطاعا سياحيا ثريا.