بلدة “الغبّي” تاريخ شاهد وعراقة حاضرة

عبري – العمانية|

بلدة “الغبّي” من القرى الأثرية في ولاية عبري بمحافظة الظاهرة، تبعد عن مركز الولاية مسافة 7 كيلومترات، وهي المركز الإداري لمحافظة الظاهرة، كانت تعرف قديما بـــ “أرض السر”.
وقال أحمد بن علي الناصري، باحث في التاريخ العماني: يظهر للقارئ أو المطلع لتاريخ بلدة الغبّي بأنها كانت بلدة ذات منزلة عالية منذ العصر الجاهلي، والشاهد على ذلك اختيار الإمام المحتسب شبيب بن عطية لها لتكون مقرا لإقامته بعد استشهاد الإمام الجلندى بن مسعود في معركة جلفار في عام 134 هجرية، حيث لم تستقر الأوضاع في البلاد بعد مماته آنذاك، فخرج الإمام شبيب محتسبا في سبيل الله حتى استقر به المقام في بلدة الغبّي ولا يزال مسجده قائما إلى اليوم، معربا عن أمله في أن تتبنى الجهات المختصة ترميم مسجد الإمام شبيب ببلدة الغبّي لقدمه وعراقته.
وذكر أن بلدة الغبّي قد تعاقب الولاة عليها بتعاقب الحكم في عُمان سواء في عصر الأئمة أو السلاطين، وكثرة القلاع والحصون بها خير شاهد على ذلك كحصن الإمام، وبيت الجص، وحصن الغبّي، وغيرها من المعالم التاريخية التي تعكس أهمية هذه البلدة في الفترة الماضية.
وأضاف الناصري أن بلدة الغبي كانت محط أنظار كل من كان يطمح للسلطة والنفوذ، ولذلك تسلطت عليها بعض القبائل في القرن العاشر الهجري حتى خلصها الإمام ناصر بن مرشد اليعربي من سطوتهم بعدما بويع بالإمامة في عام 1034 هجرية، حيث قال ابن قيصر في كتابه (سيرة الإمام ناصر بن مرشد): ” ثم أقبل عليه الشيخ خميس بن رويشد يستظهره على الظاهرة، فجهز الإمام جيشا وسار بنفسه وكان الله حافظه وناصره حتی نزل بالصخبري من بلاد السر الفاخرة، ونصره أهلها بالمال والرجال، وسار منها قاصدا حصن الغبي).
و(حصن بيت الجص) يعد آخر الحصون الباقية من عمار بلدة الغبي، من الأهمية ترميمه ليكون مزارا سياحيا وحصنا تراثيا شامخا يحكي عراقة هذه البلدة.
وكانت بلدة الغبّي مركزا إشعاعيا للمنطقة حيث يوجد بها الكثير من المدارس والمساجد، وتزخر المكتبة العمانية بالكثير من المخطوطات التي كتبت أو نسخت، وكانت ذات مكانة اقتصادية كبيرة، حيث السوق التجاري الضخم وأطلاله الباقية تحكي قصة ازدهاره، والتبادل التجاري مع المناطق الأخرى بسلطنة عمان، بالإضافة إلى أن البلدة كانت محطة للقوافل التجارية التي تتنقل عبر أرجاء الجزيرة العربية كاليمن وبلاد نجد والحجاز، واشتهرت بالزراعات المتنوعة مثل زراعة النخيل والأصناف المختلفة من الخضار والحبوب وقصب السكر.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*