جناح سلطنة عُمان في إكسبو 2020 دبي.. قصة نجاح نوعية ومتفردة

استقطب أكثر من 846 ألف زائر من أكتوبر إلى نهاية فبراير

أوجد تفردا في شكله البصري والنوعي لترسيخ فكرة دور اللبان العُماني في تواصل الحضارات 

دبي – العمانية|

يُسدل الستار في 31 مارس الجاري على أعمال وبرامج جناح سلطنة عُمان في إكسبو 2020 دبي وفصوله الخمسة، التي شكلت قصة نجاح نوعية ومتفردة في رسالاتها وتوجهاتها المعرفية حيث تمكن منذ انطلاقه في بداية شهر أكتوبر وحتى نهاية فبراير الماضي من استقطاب 846 ألفا و255 زائرا.
 والمتتبع لحضور سلطنة عُمان في هذا المحفل الثقافي والسياحي العالمي أيقن أن رسوخ الفكرة التي قام من أجلها الجناح أوجد نجاحا تفرد في شكله البصري والنوعي.
فالقصة الفنية تتشكل في “دورة حياة اللبان” والتي تبدأ من الأرض حيث تم التطرق لعنوان “تواصل العقول” والدور المحوري الذي لعبه اللبان العُماني في تواصل حضارات عُمان القديمة مع العالم ثم تنتقل إلى النمو، الذي بدوره يستعرض بطريقة فنية مجموعة من المشاريع الحديثة والمستقبلية لسلطنة عُمان في مجال الاستدامة البيئية والمجتمعية تليها مرحلة الحصا والتي تركز على تقديم الفرص والاهتمامات والإنجازات العمانية الواعدة في قطاع الصناعات المعرفية والبحث العلمي والابتكار وصولا إلى مرحلة التجارة والتي تعرف زوار الإكسبو بالبنية الأساسية والتوجيهات المستقبلية لقطاع النقل واللوجستيات في السلطنة وأخيرًا مرحلة الاستخدام والتي تتناول عنوان صنع المستقبل. رحلة مشوقةوقد نقل جناح سلطنة عُمان الزائر في رحلة مشوقة، وتعليمية وتثقيفية ربطت الزمان والمكان لتبدأ من أصالة الماضي وتمتد حتى ابتكارات الحاضر وصولا إلى رؤية المستقبل من خلال استعراض الفرصة الحقيقية لسلطنة عمان وتقديم إرث من الابتكار تم إنشاؤه بواسطة المواهب العمانية الشابة بهدف صنع الإلهام وإيجاد الفرص للأجيال القادمة.
ويقول نواف بن أحمد المدحاني المنسق الإعلامي والإداري بجناح سلطنة عُمان، إن ما يميز الجناح من بين العديد من الأجنحة هو تصميمه المستوحى من إحدى أيقونات الطبيعة وهي شجرة “اللبان”، التي تعكس حضارة وأصالة التراث العماني، إذ انقسم إلى خمسة أقسام رئيسة تستعرض دورة حياة شجرة “اللبان”، منذ الوهلة الأولى لدخول الزائر إلى الجناح العماني في “إكسبو 2020 دبي” وتلفت انتباههم الروائح الزكية لشجرة “اللبان” بارتباطها التاريخي بالإنسان والإرث العماني.
تصميم

ويضيف إن الجناح يستلهم تصميمه اللافت من شجرة اللبان، الذي صُمم بأنامل شابتين عمانيتين رحاب الزكوانية وعلياء البطاشية، وضعتا لمسات تضاف إلى إنجازات الشباب العماني وما تحقق على أرضه الطيبة المعطاءة، وتضم المسطحات الخارجية للجناح عشر أشجار لبان عمانية التي تتميز بشكلها الطبيعي في مشهد بانورامي.
ويشير المدحاني إلى أن جناح سلطنة عُمان يبدأ بسرد نقطة البداية للزوار بحياة شجرة اللبان باعتبارها قصة الجناح ورمز الفرص الذي يسعى إلى إبراز أربعة محاور رئيسة وهي الاستدامة ورعاية المواهب والتواصل والمعرفة.
3 أدوار 

ويتكون مبنى جناح سلطنة عُمان من ثلاثة أدوار يتضمن قاعات عدة، عرض أولها قاعة تمهيدية بالطابق الأرضي بها الشجرة الأم (تواصل العقول) حيث يكون الزائر في لقاء واقعي مع شجرة اللبان الكتروميكانيكية التي تتمركز في منتصف القاعة وهي تحاكي الشجرة الطبيعية في تفاصيلها الدقيقة وترمز إلى العديد من المعاني الجسدية والعاطفية والروحية بالإضافة لاستخداماتها العملية المتنوعة.
وتوجد على الجدار المحيط شاشة بانورامية تعرض قصة اللبان العماني من أرض وادي دوكة ورحلته مرورًا بمختلف حضارات العالم عبر الزمن (التجارة في شبه الجزيرة العربية، والتحنيط في مصر القديمة، والصلوات المسيحية في العهد القديم، والطب الصيني القديم) مما يتوافق مع العنوان الرئيس لإكسبو دبي 2020 “تواصل العقول”.
غابة الاستدامة 
وفي الطابق الأول يجد الزائر قاعة النمو (غابة الاستدامة)، حيث التجول في غابة افتراضية لأشجار اللبان مصنعة من أسطح عرض شفافة تُستخدم لعرض ثماني قصص من قصص الاستدامة المختلفة في عُمان وهي: مشروع “المليون نخلة” واستخدام تقنيات الطائرات بدون طيّار (المسيرة) في التلقيح والاستزراع السمكي واستخدام تقنية إنترنت الأشياء في إطعام الأسماك ومشروع الطاقة المتجددة وطاقة الرياح في ظفار والمدن المستدامة والحفاظ على البيئة وإدارة النفايات وحديقة النباتات والأشجار العمانية وجماليات وتنوع التضاريس في سلطنة عُمان.
كما يضم الدور الأول قاعة الحصاد التي تحتضن الكيفية التي ترعى بها سلطنة عُمان المواهب والموارد وتنقل المهارات والمعرفة بين الأجيال والتخصصات، وتوفر أفكارا وفرصا جديدة لإيجاد مجتمع نابض.
مساحة عصرية 

وتعد هذه المنطقة مساحة عصرية ونشطة تركز على الأشخاص عبر استخدام محطات عرض تحاكي قطرات صمغ اللبان وتحكي كل واحدة منها قصصا عن الاقتصاد القائم على المعرفة في عُمان مثل: عالم عُماني متخصص بالعصور القديمة يتحدث عن اللبان والموسيقى والصناعات الإبداعية، والمرأة في مجالات العلو، والشركات العُمانية التقنية الناشئة، وكراسي السلطان قابوس العلمية.
كما يحتوي الدور الأول على قاعة التجارة وهي عبارة عن رحلة عبر الزمان والمكان، بدءًا من عرض لميناء قديم (موقع البليد) لتصدير اللبان على جدار العرض وصولا إلى رؤية عُمان للمستقبل تنقل البشر والبضائع والمعلومات ويستعرض مبادرات النقل البري والبحري والجوي والبنية الأساسية الطموحة واسعة النطاق في عُمان.
قاعة المستقبل 

أما الطابق الثاني والأخير فيحتوي على قاعة الاستخدام (المستقبل) وتضم مكتبة تفاعلية مستقبلية للخبرات حيث يحظى الزوار بعدد من التجارب متعددة الحواس بدءًا من الحديقة المستقبلية، وإجراء تجربة حيّة على شتلات اللبان خلال فترة إقامة المعرض حيث يستمتع الزوار بكبسولات عطرية مخصصة لشم أنواع مختلفة من خلطات اللبان من عُمان تحت ضوء ساطع يمر من خلال كريستال اللبان.
وتنتهي الرحلة بجناح سلطنة عمان عند الشاشات المسطحة التي توفر معلومات موجزة عن القصص والموضوعات المعروضة في قاعات الجناح.
منتج عماني وبعد انتهاء الرحلة يمر الزائر بأقسام الجناح المتمثلة في القاعات الخارجية، التي تتضمن متجر الهدايا الذي يضم 1500 منتج عماني لأكثر من 300 شركة صغيرة ومتوسطة بما في ذلك الحرفيين والأسر المنتجة.
كما تتضمن تلك القاعات مركز الفرص الذي يوجد به ممثلو قطاع الأعمال والاستثمار في سلطنة عمان وكذلك مركز المعلومات السياحية الذي تستعرض فيه الوجهات السياحية والعروض والباقات لزيارة السلطنة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*