مسقط – العمانية|
أُقيمت يوم أمس، محاضرة فنية بعنوان “خصوصية التصوُّر الجمالي في النسيج الحضاري” ضمن الفعاليات والأنشطة الثقافية المُصاحبة لمعرض مسقط الدولي للكتاب.
تحدّث في المحاضرة التي نظّمها فريق سفراء الفن العُماني في قاعة الفراهيدي، الفنان التشكيلي الدكتور عبدالناصر الصائغ الذي تناول أثر التصوُّر الجمالي في النسيج الحضاري، وما هو الدور الذي يؤديه الفن بكل أشكاله ومدارسه في صناعة الحضارات والأمم.
وقال: إنّ كلمة الحضارة تعني المنتج الفكري لأي أمة والمتمثل في الجانبين المادي والمعنوي، ويتمثل الجانب المادي الذي يُسمّى المدنية في البنايات والطرق والشوارع والمصانع وغيرها، أما الجانب المعنوي الذي يُسمّى الثقافة فهو الذي يتعلّق بالآداب والتراث والفنون والفلكلور والموسيقى والشعر والرسم والخط العربي.
وأضاف: إنّ الفن بأشكاله أدّى دورا في صياغة حضارات الأمم، حيث إننا لا نعرف الكثير عن الحضارات إلا عبر ما وثّقه الفن من خلال المعابد والأهرامات والمساجد والقصور فهي إنتاجات مدنية وثّقها الجانب المادي للحضارة، موضحًا أنّ الفن عمومًا هو الذي يقوم على توثيق هذه الإنتاجات ورصد تاريخها وأنّ الفنانين الذي رسموا ونقشوا وصوّروا على مختلف أعمالهم جميعهم ساهموا في توثيق حضارة أي أمة؛ فالفن عبارة عن تاريخ أمة وحضارة وهوية وشخصية لها؛ لما يوثّقه من إنجازات ويرصده من أحداث كثيرة لم يستطع بعض الأحيان المؤرخون الوصول إليها لولا هؤلاء الفنانين، فليس هناك حضارة خالية من الفن على مختلف مجالاته وأشكاله.
وأشار الدكتور إلى أنّه بجانب وجود نزعة التديّن في الحضارات سواء كان التديّن حقًا (أديان سماوية) أم باطلا (أديان اخترعتها البشرية)، فهناك نزعة أيضا نحو الفن نجدها عبر الرسومات الواضحة على الأحجار في بعض المناطق وهي رسومات لحيوانات إضافة إلى الأشجار والغابات، ومن خلال دراسة تلك الرسومات اكتشف العلماء أن هناك إنسانا مرّ على تلك الأماكن في تلك الحِقَب وثّقها ورسمها على تلك الأحجار بالرغم من أن هذه الأماكن تعدّ صحراء الآن.