ترسبات صخرية في منطقة الغابة بالداخلية تعود إلى ما قبل 50 مليون سنة

مسقط – العمانية|
 

تحتوي منطقة “الغابة” الواقعة جنوب ولاية أدم بمحافظة الداخلية على تكشفات صخرية من حقبة تسمى “حقبة الحياة الحديثة” وترسبت معظم هذه الصخور ما قبل نحو 50 مليون سنة.
 وقال الدكتور محمد بن هلال بن ناصر الكندي رئيس مركز استشارات علوم الأرض لوكالة الأنباء العُمانية، إن المنطقة تبعد عن مسقط نحو 380 كيلومترا وتعتبر سهلا صحراويا منخفضا مقارنة بالمناطق المحيطة به، وتصب في هذا السهل الممتد من أم السميم غربا إلى ولاية محوت شرقا الأودية التي تجري من جبال الحجر شمال سلطنة عُمان إلى الجنوب متجهة إلى حدود منطقة الغابة.

 وأضاف أن هذا السهول تحتوي على مجموعة من القبب الملحية القديمة التي ترسب صخورها في الحقبة “السحيقة ” أو العصور ما قبل “الكمبري ” وعمر هذه صخور هذه القبب يعود إلى نحو 540 مليون عام وهي 6 قبب من بينها “قارة كبريت” و “قرن علم” و “قرن مجايز”.
 وأوضح أن السهول تحتوي أيضا على ترسبات معدنية مختلفة من ضمنها ترسبات الجبس الموجود في صخور حقبة “الحياة الحديثة”.
وأوضح أن هذه السهول غنية جدا بالأحافير التي تعود إلى حقب مختلفة منها حقبة ما قبل “الكمبري”، وصخور هذه الحقبة تحتوي على ترسبات من البكتيريا والطحالب القديمة جدا والتي تعود إلى نحو 540 مليون عام وأكثر وتعد من أقدم الاحافير الموجودة في السلطنة.
 

ولفت إلى وجود مجموعة من أحافير “الفيلة” وبعض الثدييات وغيرها من الكائنات البرية والبحرية منها الأسماك بالإضافة إلى أنواع بدائية من الزرافات وأنواع من الخنازير البرية وكذلك الحيوانات المفترسة التي تعود إلى حقبة “الحياة الحديثة” ولكن في فترات متأخرة منها، وقد عاشت هذه الحيوانات في فترة زمنية تسمى “المايوسين” وهذه الفترة تعود إلى 17 مليون عام.
وبيّن الدكتور محمد بن هلال الكندي أن من أهم المعادن التي أخذت من منطقة الغابة: “ملح الطعام” وقد تم استخراجه من فترات قديمة جدا وهناك أدلة توجد أثرية في “قرة الكبريت” في منطقة الغابة تعود إلى الحجري الحديث، وهي تعود إلى نحو 6 آلاف عام قبل الميلاد، وتتضمن هذه الآثار أدوات حجرية من صخور الصوان.
 

وقال إن هناك أدلة قديمة على وجود مناجم ملحية لاستخراج الملح حيث تم أخذ صور منذ قبل 65 عام من الآن وهي متوفرة تدل على استخراج ملح الطعام وكان يباع في أسواق نزوى وعبري ويستخدم في إعداد الطعام كما تعدّ هذه المنطقة واحدة من أكثر الأماكن التي يوجد بها البترول وبها حقول كثيرة منها حقل “قرن علم “.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*