يكتبه: حمدان البادي |
عاد مُلاك الإبل هذا الأسبوع إلى ساحات المزاينة بعد توقف دام لأشهر، فقد حال “كورونا” بينهم وبين شغفهم، عادوا إلى ساحات المنافسة والناموس في مهرجان طوي الشاوي في ولاية المصنعة وبتنظيم من الاتحاد العماني لسباقات الهجن، حيث يستعرض ملاك ومضمري الهجن جَمالَ إبلهم وفقا لرأي لجنة التحكيم، صاحبة القرار الفيصل في تتويج الحور الفائز بالمركز الأول لجماله وأدبه بين الحيران المشاركة وما يصاحبها من فطايم وبكار وجعدان وغيرها من المسميات.
في الساحة تدخل مجموعة من الإبل التي تتجانس مع بعضها البعض في العمر والجنس وغيرها من المواصفات لتخضع لتقييم لجنة التحكيم من أصحاب الثقة الذين يبدأون في استكشاف مقومات الجمال واستبعاد من لا تحظى بذلك. تقف ثلاث من الإبل في الساحة ومعها تقف قلوب الحضور في لحظة يحبسون فيها أنفاسهم بانتظار الإعلان عن الفائز بالمركز الأول من بين المجموعة أو في شوط التنافس.
ما أن تعلن النتائج حتى يسارع المضمر برفقة أصحاب الحلال للاحتفاء بالحوار الفائز، يأخذونه بالاحضان، يقلدونه الشارة ويرفعون له الغتر على خطى رفع القبعة، ويكرمونه بماء الزعفران الخالص ويجولون به على وقع الشيلات الحماسية في ساحة الميدان في طقس احتفائي على شرفه. وماذا بعد ؟.
لا شيءٍ تستمر التصفيات في المراحل السنية المختلفة للإبل يستلم الفائزون السيارات والرموز التي تشهد لهم كوسام عز وفخر، وعلى جنب تعقد الصفقات بين بائع ومشترٍ والأرقام تكتب بالريالات وفقا للنتيجة واقتناع المشتري في حيازة السبق والفوز بالصفقة.
تشتهر السلطنة بالأصايل من الهجن العربية ولها أنشطتها المختلفة مثل الريس والعرضة والمحالبة وسباق القدرة والتحمل، أما المزاينة فقد ظهرت في السنوات الأخيرة بشكل كبير بالرغم من وجود تاريخ سابق لهذا النشاط في السلطنة ، وهي أشبه بسوق سمسرة على الإبل حيث تحظى بإقبال كبير ويجد منظميها دعم سخي من قبل ملاك ومربي الإبل. بعض المهرجانات إكتسبت شهرة وهي تقام وفق مواعيد متعارف عليها، على سبيل المثال مهرجان حمراء الدروع بولاية عبري والذي أقيمت منه ستة مواسم ويأتي في نهاية كل عام، ومهرجان صحم لمزاينة الحيران قدم خمسة مواسم ومهرجان ينقل والبريمي والخابورة المصنعة وبركاء وفي المضيبي وادم ومحوت وثمريت وغيرها من المهرجانات التي تقام في مختلف محافظات السلطنة وتكون بالعادة على مستوى السلطنة ودول الخليج.
وبالرغم من أهمية هذه المهرجانات والتي تعد من أقدم الرياضات العربية والموروث الشعبي وما تقدمة من مساحة من التأمل والمتعة وما يصاحبها من أنشطة ترفيهية وامسيات شعرية ومعارض حرفية، إلا أنها لا تزال خارج خارطة السياحة المحلية وحضورها يقتصر على ملاك ومربي الهجن والمهتمين.