الحمراء – وجهات|
تعد بلدة مسفاة العبريين إحدى القرى الأثرية الجميلة بولاية الحمراء بمحافظة الداخلية، وتقع في احضان الجبل الأوسط من ولاية الحمراء وهو جزء من امتداد جبال الحجر، وتبعد عن مركز الولاية مسافة لا تزيد على خمسة كيلومترات عبر طريق معبد يخترق سلسلة جبلية. وتستطيع المركبات الصغيرة الوصول للقرية عبر طريق معبد وسهل، ويمكن للزائر وهو في طريقه الى هذه البلدة الجميلة مشاهدة المناظر الخلابة والقرى القريبة من المسفاة مثل الغبيراء والمدعام والمنيبك والقرى الواقعة في الاعلى كالقويطع والدار البيضاء.
وجاءت تسمية مسفاة العبريين بهذا الاسم نظرا لان الرياح تهب عليها من ثلاث جهات وتصطف المنازل في بلدة مسفاة العبريين صفاً واحداً وهي بيوت طينية تطل على بساتين النخيل والليمون التي يتم زراعتها في هذا المكان، فهذه القرية الجميلة الزاخرة ببساتينها ومبانيها الطينية تنفرد بنظام هندسي مختلف حيث تصطف البيوت القديمة جنبا الى جنب. ويتقاسم الأهالي في مسفاة العبريين المسطحات الزراعية ومياه الفلج الذي يخترق البساتين وينساب في جداول منظمة تنظيماً رائعاً تم توزيعها على الأهالي لتكون شريانا لحياه متجددة.
ومن أشهر واقدم البيوت الأثرية في بلدة مسفاة العبريين (بيت البيتين) والذي يعود تاريخه الى (200) عام ويرتفع لأكثر من طابقين ولا يزال صامداً الى اليوم رغم العوامل المناخية ومرور السنين ولا يزال محافظاً على شكله حتى يومنا هذا.
ونجح سكان قرية مسفاة العبريين حسب تقرير ” فرانس برس” في جعلها مقصداً سياحياً إثر تحويل المنازل القديمة والتقليدية المصنوعة من الطين إلى فنادق صغيرة، استقطبت آلاف الزوار إلى منطقة تشتهر بمسارات المشي الجبلي وقصص الجن.
وقبل ست سنوات، فتحت القرية التي يبلغ عدد سكانها 800 نسمة، وتقع في منطقة ذات طبيعة أشبه بأخدود “غراند كانيون” في الولايات المتحدة، حاراتها الضيقة للأجانب والسكان المحليين الباحثين عن المغامرة في الصحارى والزوايا الخضراء في السلطنة الخليجية..
ولبلدة مسفاة العبريين مدخل وبوابة قديمة تسمى (الصباح) ويعلوها بناء حجري يطل فوق صخرة مرتفعة وهذا الفن من المعمار يلاحظ بكثرة في القرى المشيدة في الجبال الصخرية، وتصل بوابة الصباح الى حارة ضيقة تفوح بعبق التراث والتاريخ المعماري العماني الشامخ ومن حولها تتوزع المنازل العالية تعكس صورة رائعة لمدى قدرة الانسان العماني على هندسة الأبنية القديمة.