يكتبه: حمدان بن علي البادي |
لا يوجد وجه للمقارنة بين ظفار وأي بلد آخر في العالم، فكل المقارنات التي يقوم بها بعض السياح من شدو رحالهم لخارج السلطنة، هي مقارنات ليست عادلة ولا في محلها حتى أولئك الذين يحاولون قتل المتعة في الدخول إلى التطبيقات الإلكترونية واستحضار أرخص تسعيرة للسكن ومقارنتها بأغلى تسعيرة في ظفار، نقول لهم وفروا الجهد واستمتعوا بوقتكم واتركوا ظفار خارج مقارناتكم.
ظفار فوق المقارنات فهي جزء منا وملاذنا الصيفي الآمن الذي نقضيه بين أهلنا وناسنا في كرنفال احتفالي نحرص أن نشد رحالنا إليها على شكل مجموعات وأفراد لنجد أهلها في استقبالنا وقد فتحوا لنا قلوبهم قبل بيوتهم وكأن الشاعر قال هذا البيت فيهم “يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل”.
كتبنا كثيراً عن ظفار لأنها تستحق أن يكتب عنها وليتنا نستطيع أن نطوع الكلمات لتعبر عن الشعور الذي نلمسه ونستشعره كلما نزورها فهي مختلفة ومتفردة وجزء من القلب، وشخصياً أتيحت لي زيارة عدد من بقاع الأرض، إلا أن لظفار مكانة خاصة وتأتي في قائمة الوجهات التي مهما شرقنا أو غربنا فعن وصلها لا نجد بداً ونحبها كما هي حتى وإن بدأ منا عتابا عليها.
ظفار قبلة العمانيين ومهوى أفئدتهم وقد عادوا لها هذا الصيف بعد غياب لموسم حال كورونا بينهم وبينها وهم يستبشرون خيراً، بالمؤشرات الإيجابية لإنجلاء الغمة وعودة الحياة إلى سابق عهدها لتستقبلهم ظفار بموسمها الاستثنائي كهبة ربانية لهذه الأرض الطيبة فكيف لنا ألا نفرح بها، وكيف لنا أن نبقى من دون وصلها وقد فرشت لنا سهولها بالأخضر على امتداد البصر وجادت السماء بالغيث الذي ينعش الروح لنغتسل تحت شلالاتها المنسكبة بماء الزلال ونتبع خطى قلوبنا في ضبابها المنسكب على الجبال كبياض قلوب أهلها وهم يرتقون بنا إلى الغيم وقد خبرنا دروبها وألفنا تفاصيلها.
هذا العام نعيش في ظفار تجربة استثنائية وهي على طبيعتها البكر لا يشتت انتباهنا عنها كثرة الأنشطة المصطنعة وكأن ظفار قد أفاقت بعد غفوة عام على السياح وهم بين سهولها لتستقبلهم على طبيعتها من دون رتوش تجميلية فهي جميلة بكل شيء حتى بزحمتها، وما عتاب المحبين إلا من محبة إن بدأ منها نقصاً في بعض الخدمات.
نحب ظفار كما هي ونريد أن نراها في أفضل حال وفي تطور مستمر نعتب على من يحاول أن يمس بالمكان وأن يعبث بالمسطحات الخضراء أو يترك مخلفاته من دون أن يأخذها للأماكن المخصصة.