مشروع لتوثيق أهم الحارات العمانية قصرى وحجرة مسلمات والخبت وسيجا

مسقط – وجهات | 

 باشرت وزارة التراث والسياحة في تنفيذ مشروع توثيق أهم الحارات العمانية وأكثرها عرضة للإندثار، من منطلق الإهتمام بهذا المكون المهم في التراث العماني الثقافي، بعد توثيق عشر حارات سابقا بالتعاون مع جامعة نوتينجهام ترنت وجامعة ليفربول البريطانية، فقد دشنت الوزارة مجلداً جديداً يشتمل على توثيق هندسي وفوتوغرافي ودراسات اثنوغرافية لأربع حارات إضافية في منطقة الباطنة وحارة سيجا في ولاية سمائل.
جدير بالذكر أن هذه الدراسات قد أعدتها الوزارة بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس في أول تجربة من نوعها مع جامعة عمانية.

وقد أشرفت الدكتورة نعيمة بن كاري، أستاذ مساعد في قسم الهندسة المدنية والمعمارية في الجامعة وأيضاً باعتبارها خبيرا في المجلس الدولي للمعالم والمواقع (ICOMOS) ، على عملية التوثيق وانجاز الدراسات والتحضير لمخططات إدارة حارات قصرى (ولاية الرستاق)، حارة سيجا (ولاية سمائل)، حجرة مسلمات (ولاية وادي المعاول) وحارة الخبت و حصن عبس (ولاية الخابورة).

وشارك في البحث الميداني أكثر من 25 طالباً وطالبة من قسم الهندسة المدنية والمعمارية وعدد من الباحثين والمهندسين والتقنيين من نفس القسم. يحتوي المجلد على ما يزيد عن 550 صفحة تشتمل على عدد كبير من الصور والمخططات بالإضافة إلى اسقاطات عمودية لرسومات ثلاثية الأبعاد لمختلف المباني والمعالم التي وُثَقت في الحارات المذكورة.

وقد أنجزت الدراسات المدرجة في الكتاب مع مراعاة القوانين والمقاييس العالمية المعتمدة من طرف هيئة اليونسكو للتراث العالمي. وبالإضافة إلى الرسومات والصور والنصوص التوثيقية لمباني ومعالم الحارات المدروسة، يحتوي الكتاب كذلك على المخططات المفصلة لاعادة تأهيل وإدارة هذه الحارات و مبانيها. وبالتالي يعتبر هذا المجلد مرجعاً أساسياً أضيف الى رصيد إنجازات وزارة التراث والسياحة وجامعة السلطان قابوس، حيث يمكن الرجوع إليه لمعرفة التفاصيل المعمارية والتاريخية والإجتماعية لهذه الحارات، كما يمكن الإستعانة بمخططاته لتنفيذ أي مشروع إعادة تأهيل واستعمال لهذه الحارات ومبانيها مستقبلا.

جدير بالذكر أن السلطنة تزخر بتراث عمراني ومعماري متنوع وممتد على مدى حقب تاريخية متعاقبة منذ أن سكن الإنسان هذه الأرض، وتعتبر الحارات العمانية إحدى أهم مكونات هذا التراث وأكثرها انتشارا ومساحة في السلطنة. ومازالت حارات عُمان تحتضن المجتمع وتاريخه وهويته وإن هُجر بعضها أو اندثر بعضها الآخر. 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*