مرباط – العمانية |
تعد منطقة الكثبان الرملية بولاية مرباط بمحافظة ظفار من المواقع السياحية الجميلة والنادرة برمالها وتشكيلاتها الصحراوية الفريدة والغريبة في الوقت نفسه.
تقع بمحاذاة الطريق العام المؤدي إلى ولاية مرباط وتبعد عن مدينة صلالة 60 كيلومتر تقريبا بين شاطئ البحر وسهل جبل سمحان الذي يعد أهم السلاسل الجبلية في المحافظة.
تشكيلات
وتتميز هذه الكثبان التي يبلغ طولها 2.5 كيلومتر وعرضها ما يقارب 350 متراً بإطلالة جميلة على شاطئ البحر ومدينة مرباط وجبل سمحان إضافة إلى نوعية رمالها وتشكيلات كثبانها الهلالية المشابهة لرمال المناطق الصحراوية مما يثير التساؤل لدى الزوار حول كيفية تشكّلها بين البحر والجبل ونوعها ولماذا وجدت في هذا المكان المحدود وليس في مكان آخر.
وعن هذه المعلومات، أوضح الدكتور محمد بن هلال الكندي الباحث والخبير الجيولوجي: أن كثبان مرباط تكوّنت منذ آلاف السنين في العصور الجليدية القديمة عندما كانت تمر الجزيرة العربية والكرة الأرضية عمومًا بعصور جليدية متقلبة مما أدى إلى نزول مستوى البحر، إضافة إلى زيادة قوة الرياح الباردة والجافة، وقد اتجهت هذه الرياح من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي مشابهة لحركة الرياح في فصل الخريف بمحافظة ظفار.
حركة الرياح
وقال إن حركة الرياح عملت على تعرية حبيبات الكربونات من الأسطح المكشوفة للبحار لتعيد ترسيبها في اليابسة، وإنه بسبب نسبة حبيبات الكربونات وربما حبيبات الجبس في هذه الرمال فإن لونها يميل إلى اللون الأبيض مشيرا إلى أن الكثبان يعاد تشكيلها باستمرار بسبب تغير حركة الرياح خصوصا في الفصول الشتوية حيث تكون الرياح باتجاه مقابل عكسي من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي ونتيجة لتداخل حركة الرياح منذ العصور الجليدية إلى وقتنا الحاضر.
وبيّن الكندي أن كثبان مرباط الرملية تتكوّن من كثبان عرضية في الأسفل تعلوها كثبان هلالية في الأعلى، حيث تكونت الكثبان العرضية بصورة أساسية في العصور الجليدية القديمة في حين تشكّل الجزء العلوي منها على أشكال هلالية بسبب حركة الرياح الشتوية الحديثة مشيرًا إلى أنها أشبه بالكثبان الأحفورية التي توقفت عن التكوّن وهذا ما توضحه تضاريس الرمال الموجودة في هذه المنطقة.
جبل سمحان
وقال إن وجود جبل سمحان بارتفاعه الشاهق بالقرب من منطقة الكثبان الرملية كان عاملًا رئيساً وسدًّا طبيعياً حجز الكثبان ومنع حركتها باتجاه الشمال ومنع تقدمها وارتفاعها إلى أعلى مما أسهم في بقاء الكثبان الرملية وحمايتها من عوامل التعرية الأخرى إلى جانب عدم وجود ممرات سطحية للمياه في هذه المنطقة مبينًا أن الممرات المائية المتصلة بالبحر والتي تنشط بسبب مياه الأمطار موجودة على أطراف هذه الكثبان وقد أدت إلى قطعها من الجوانب ولكن المنطقة الوسطية من الكثبان حافظت على وجودها ربما منذ آلاف السنين دون تغيّر كبير.
وأكد الكندي على ضرورة المحافظة على كثبان مرباط الرملية وحمايتها لأن الكربونات التي تشكّلت منها الكثبان غير قابلة بيئيا لإعادة التكوين إلى جانب أهميتها الجمالية والسياحية.
معالم سياحية
وحول كيفية الاستفادة من كثبان مرباط لتكون موقعاً سياحيا يستقطب الزوار والسياح، أشار خالد بن عبدالله العبري مدير عام المديرية العامة للتراث والسياحة بمحافظة ظفار إلى أن الكثبان تُعد من المعالم السياحية الجميلة فموقعه مميز محاذٍ لشاطئ البحر وهو بانوراما طبيعية نادرة تجمع بين أمواج بحر العرب وكثبان الرمال وجبل سمحان.
وقال إنه يتم التنسيق مع مكتب والي مرباط والجهات الحكومية المعنية لتطوير الموقع مستقبلًا والاستفادة من جماليات المكان لإقامة بعض الفعاليات والأنشطة الترفيهية والرياضية طوال فترات العام مما سيسهم في تنوّع المعالم السياحية في الولاية وزيادة عدد زوارها.
وأضاف أن من الأنشطة الترفيهية والرياضية المناسبة للموقع الرياضات البحرية والطيران الشراعي والدراجات الرباعية والتزحلق على الرمال، كما أن هناك خطة لإقامة مهرجان مع بداية العام القادم يتضمن العديد من الفعاليات والأنشطة الترفيهية بما يناسب طبيعة ومقومات الموقع بالتعاون مع مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة.