تدرج من وظيفة صراف وصولاً إلى رئيس إدارة العمليات المركزية
مسقط – وجهات|
أكثر من ثلاثة عقود قضاها محفوظ بن سلطان الرواحي في بنك عُمان العربي متنقلاً من منصب إلى آخر وصولاً إلى منصبه الحالي كرئيس إدارة العمليات المركزية في المقر الرئيسي للبنك. محفوظ الذي بدأ مسيرته المهنية مع بنك عُمان العربي في العام 1988م في وظيفة صراف بعد تخرجه من معهد التدريب المهني قسم شعبة محاسبة، أثبت خلال السنوات اللاحقة حضوره كأحد أبرز الكفاءات الوطنية إخلاصاً وعزماً على تحقيق الذات، حيث تمكن من إكمال مسيرته الدراسية وهو على رأس عمله “كصراف” في كلية ولجات للعلوم التطبيقية وحصل منها على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال، الأمر الذي لفت انتباه إدارات البنك المتعاقبة التي مهدت الطريق من أمامه للترقي الوظيفي.
يقول محفوظ الرواحي عن عمله في بنك عُمان العربي: منذ الأيام الأولى لدخولي البنك، وجدت كل الدعم والمساندة من الإدارة التي تبحث عن كفاءات وطنية شابة للعمل في قطاع المصارف، لم يكن العمل سهلاً أبداً وكان علينا نحن العُمانيون أن نثبت قدرتنا على تقديم أداء جيد في قطاع يعتبر عصب التنمية الاقتصادية في تلك المرحلة تحديداً. ولله الحمد استطعت برفقة زملائي في تلك الفترة أن نثبت حضورنا لننتقل خلال سنتين فقط لإدارة التحويلات وخدمات العملاء التي خدمت فيها لسنتين أيضاً قبل انتقالي لقسم المحاسبة الذي بقيت فيه 3 سنوات.
وقد إرتأت إدارة البنك في إبتعاث محفوظ إلى الأردن لدراسة الدبلوم المصرفي التخصصي في الأكاديمية العربية للدراسات المالية والمصرفية.يتابع الرواحي مستعرضاً رحلته في البنك: بعد إكمالي لسبع سنوات في البنك، وجدت الإدارة أنني مؤهل لإستلام مناصب أعلى ومسؤوليات أكبر، وهنا جاء قرار تعيني مساعداً لمدير أحد فروع البنك لأبقى في ذلك المنصب لمدة 4 سنوات تنقلت خلالها في فرعين مختلفين لاكتسب المزيد من الخبرة. بعد هذه السنوات الأربعة تمت ترقيتي كمدير للفرع لأستمر في هذا المنصب 11 سنة متتالية متنقلاً بين أربعة فروع كبرى للبنك. لاحقاً وضمن الهيكلية الجديدة للفروع، تم تعيني كنائب للمدير الإقليمي لفروع بنك عُمان العربي في محافظة مسقط ككل، المنصب الذي استمريت فيه لمدة ثلاثة سنوات قبل أن أنتقل لمجموعة العمليات المصرفية لأكون رئيس عن دائرة عمليات الفروع في كافة أنحاء السلطنة لمدة عامين قبل أن أتولى مهام منصبي الحالي كرئيس لإدارة العمليات المركزية.
ويقول رشاد بن علي المسافر، الرئيس التنفيذي لبنك عُمان العربي عن رؤية البنك لتمكين الكفاءات الوطنية فيقول: منذ تأسيسه قبل ما يقارب الأربعة عقود، كانت الإدارة عازمة على تعزيز الكادر البشري للبنك ورفده بالكفاءات الوطنية المؤهلة والقادرة على تعزيز الأداء وفقاً لاستراتيجية النمو التي وضعتها الإدارة في تطوير مواردها البشرية، وذلك من خلال تنفيذ البرامج والخطط المنهجية التي تتضمن استخدام الطرق العلمية وأساليب التعلم المتنوعة التي تركز على الجانب العملي و اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب، إضافة إلى الاستثمار المنهجي في التقنيات الحديثة لترسيخ ثقافة التعلم وتطوير الأداء.
ويأتي برنامج تطوير القيادات “قيادة” الذي بدء تنفيذه فعلياً اعتبارا من عام 2017م في إطار هذه الاستراتيجية والتي تستهدف صقل مواهب ومهارات الكوادر الوطنية تمهيداً لتسلمها مهام أكبر ضمن الإدارة التنفيذية للبنك، حيث تم بالفعل إطلاق 3 نسخ من هذا البرنامج بنجاح والتي شملت 60 قيادياً خضعوا لدورات تأهيلية مكثفة لمدة ستة أشهر بالتعاون مع معهد متخصص في علوم الإدارة. واستمرت إدارة البنك بفتح المجال أمامهم حتى الآن للمشاركة في فرق العمل التى تقوم بتنفذ المشاريع المختلفة و المتنوعة حول مفهوم المؤسسة “المرنة” غير الروتينية وكذلك المشاركة بالمبادرات التى يطلقها البنك من وقت إلى آخر، كما تبوأ البعض منهم مناصب قيادية بعد تخرجهم من برنامج قيادة. وبذلك فإننا نفخر اليوم بأن دور كفاءاتنا الوطنية بارز في مختلف التخصصات ومواقع العمل وتعتبر أهم أصولنا في بنك عُمان العربي، ومصدر ثقتنا واعتزازنا.
يضيف رشاد المسافر في حديثه عن تجربة الرواحي فيقول: تجربة الزميل محفوظ الرواحي هي أحد التجارب الناجحة والمميزة في سجل الموارد البشرية لدينا، ودليل لا يقبل الشك على أن الكفاءة والإرادة هي السبيل للتطور المهني وبناء مسيرة واعدة للفرد، وأنا على ثقة بأن قصة محفوظ ستُلهم الكثيرين من زملائه الشباب الذين بدؤوا مسيرتهم المهنية ويتطلعون لإرتقاء أعلى المناصب، ليس في بنك عُمان العربي وحسب، وإنما في أي مكان آخر. بالنسبة لنا في البنك، فنحن فخورون بوجود محفوظ وزملائه كجزء من فريقنا الذي يسعى دوماً لتقديم أفضل الخدمات على الإطلاق ضمن إستراتيجيتنا الهادفة لريادة القطاع المصرفي المحلي.
يذكر أنه وفي إطار التزام بنك عُمان العربي بالبرنامج الوطني للتعمين، استطاع الحفاظ على واحدة من أعلى نسب التعمين على مستوى القطاع المصرفي متجاوزا 96.3%. بالإضافة إلى تحقيقه نسبة 86.4% للتعمين في الوظائف الإدارية العليا، وهي تُعد من النسب الأعلى على مستوى القطاع المصرفي المحلي.
ويختتم محفوظ الرواحي قصته بالقول : لا يعتقد أحد أن الترقي في المسيرة المهنية يكون بمرور السنوات وحسب كما يتوقع البعض، بل إن الأمر يحتاج إلى إرادة وعزيمة وإصرار على تحقيق الإنجازات والعمل دوماً على إكتساب المزيد من المعارف والخبرات لتتمكن من تقديم أداء أفضل كل عام. هذا إلى جانب توافر البيئة الداعمة للكفاءات الوطنية مثل التي يوفرها بنك عُمان العربي. أتمنى لشبابنا في القطاع المصرفي كل التوفيق وأقول لهم أن المستقبل في أيديكم وأنتم فقط القادرون على صناعته بالطريقة التي تحلمون بها”.