يكتبه: محمود النشيط |
إعلامي بحريني – dailypr
كثير من محبي السفر البري يقضون أوقاتاً ممتعةً في التنقل بين الدول وسط الصحراء، أو بين الجبال والوديان يواصلون الليل بالنهار خلف مقود المركبة لمسافات طويلة بالآف الكيلومترات، إلا أن بعض الطرق البرية تفتقد إلى الخدمات لمستخدمي الطريق، مما يؤكد على ضرورة الاهتمام بهذه الخطوط لخدمة المسافرين بشكل خاص ومستخدمي الطرقات بشكل عام.
المسافر عبر السيارة الخاصة أو الباص السياحي يحتاج بعد السياقة الطويلة إلى استراحات على الطريق تكون فيها أبسط الخدمات التي تساهم في التخفيف من مشقة وتعب القيادة المتواصلة من أجل سلامته، وغالباً ما تتوفر هذه الخدمات في محطة التزود بالوقود التي تبعد بعضها عن الأخرى بمسافات طويلة، إلا إن الكثير منها مع الأسف تكون مرافقها مهملة، والمحلات والمطاعم تقدم خدمات محدودة جداً، مع العلم بأنها تستقبل على مدار الساعة المئات من السيارات المسافرة بين المدن أو الدول.
هناك دول متقدمة تهتم كثيراً بتوفير خدمات الطوارئ على الطريق عبر تسيير دوريات أمنية، ومحطات تقف فيها سيارات الدفاع المدني والإسعاف، ونقاط للاتصال الهاتفي المباشر مع غرف الطوارئ القريبة، كذلك محطات الخدمات تجدها مهيأة لراحة المسافرين وفيها مثلاً الصيدلية، أو الموتيل للنوم بعض الساعات، ومرافقها متاحة للجميع بعضها مجاناً والأخرى مقابل مبلغ رمزي.
ومع دخول أشهر الصيف تنتعش رحلات سفر الأسر خاصة الكبيرة منها بغية التوفير المادي مقارنة بسفرهم المكلف عبر الطيران، وتكون السيارة التي تجمعهم جميعاً معرضة للعطل المفاجىء في أي لحظة، والسائق طبعاً هو من يتحمل مسؤولية السفر في سيارة لا تتحمل المسافات الطويلة أو لم تخضع للصيانة الخاصة قبل الإنطلاق بها معرضاً حياته ومن معه للخطر.
تكثيف الجهود من الجهات المختصة في وزارة الداخلية وأمن الطرق من أجل أن يكون السفر البري أكثر أماناً، خالياً من الحوادث لا قدر الله، عبر عدة أمور أولها تكثيف التوعية في مختلف الوسائل الإعلامية وقنوات التواصل الإجتماعية لأمور السلامة وحسن التصرف إذا ما وقعت أي مشكلة غير متوقعة. بالإضافة إلى تكثيف عمليات التفتيش على محطات الخدمات على الطريق وأن تكون مزودة بجميع الاحتياجات والخدمات التي قد يحتاجها المسافرون.
السفر البري لا يقل أهمية عن السفر البحري أو الجوي، ولا يمكن أن يكون بعيداً عن الاهتمام من الجهات المعنية بشؤون السياحة خاصة وأن نسبة كبيرة من المسافرين أسر، وبينهم أطفال ويحتاجون إلى أمور خاصة، وأن السيارات المستخدمة حتى وإن كانت حديثة غالباً ما تكون مدة السياقة بها دون توقف محدودة جداً على عكس الباصات والشاحنات التي يمكنها المواصلة لساعات طويلة بدون توقف.