يكتبه: محمود النشيط*
*إعلامي بحريني – dailypr
العام الماضي، وهذا العام عند قرب موسم الإجازات الصيفية يتداول الكثيرون الحنين إلى السفر، إلا أن الإجراءات الإحترازية ما زالت مشددة في بعض الدول، والمطارات مغلقة أمام السياح في دول أخرى، بينما فرض البعض منهم فكرة الحجر الفندقي حتى 14 يوماً عند الوصول وتقديم شهادة (PCR) السلبية، مع أخذ التطعيمات وهي إجراءات تحد كثيراً من متعة السفر.
من جانب آخر، قدمت شركات مقترحات مؤقتة في ظل الجائحة مثل إمكانية السفر الافتراضي، وأنت جالس في بيتك، ومع أسرتك ومن دون فرض أية شروط معقدة، أو الخوف من التعرض للعدوى وأي شي آخر لم يكن في الحسبان كالخروج للسياحة خارج أوقات ساعات الحجر الجزئي أو المفروض في أيام معينة من الأسبوع.
السفر الافتراضي ربما يشبع فضول الذين يسافرون بشكل متقطع أو سنوي، ولكن لن يروي عطش عشاق السفر من الرحالة، أو الذين يسافرون لاستكشاف الدول عن قرب ويتذوقون طعامها، ويسكنون في المنازل التراثية، ويمارسون العادات والتقاليد مع السكان الأصليين، بالإضافة إلى الاستمتاع بالمرافق السياحية سواء تسلق الجبال أو المغامرة وحتى السباحة في البحر أو الأنهار وغيرها من أمور ملموسة لن يقدمها الجهاز الإلكتروني حتى وإن كان العرض بصورة عالية الجودة مع أصوات الرياح أو الطيور على السواحل وحركة الحيوانات والأشجار في الغابات.
هذه الخدمة الافتراضية ربما شكلت نجاحاً محدوداً لبعض القطاعات السياحية التي تتطلب زيارتها بروتوكول خاص مثل المشي البطيىء والأجواء الهادئة مع تأمل المعروضات والمكان لفترة من الوقت، وتلبي طموح عشاق زيارة المتاحف والقلاع الأثرية أو المدافن التاريخية وحتى المعارض الفنية أو الكلاسيكية وما شابه في ذات السياق.
العالم الافتراضي رغم قوته في تسهيل كل الصعاب، وتلبية بعض الأحلام، وسرعة التواصل مع الموجودين في النصف الآخر من العالم في ثوانٍ معدودة، إلا أنه لم يستطع إشباع جوع وعطش عشاق السفر الذين يهتمون في رحلاتهم إلى أدق التفاصيل، وإن المشقة مهما كانت أسبابها وموقعها تعتبر تجربة مميزة تدون بماء الذهب في مذكرات الرحالة أو لقطات يتم نشرها في وقتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتصل إلى المتابعين في لحظات، ويكون بسببها تفاعل فوري وهو ما لا تحققه الخدمة الإلكترونية مهما كانت قوتها وتطورها التكنولوجي.