يكتبه: محمود النشيط |
*إعلامي بحريني – dailypr
جاء إعلان المملكة العربية السعودية متوقعاً بعدم السماح بإقامة شعائر الحج هذا العام لمن هم خارج المملكة، على أن يكون مفتوحاً للمواطنين والمقيمين من المتعافين أو ممن تلقى اللقاح جرعة أو جرعتين ولا يقل عمره عن 18 عاماً ولا يزيد عن 65 عاماً، وهذه الإشتراطات من أجل تأمين إقامة الشعائر في أجواء آمنة، مع توفير الخدمات الصحية وفق الإجراءات التي فرضتها تداعيات الجائحة.
القرار الذي تطور نوعاً ما عن العام الماضي بزيادة العدد إلى 60 ألف حاج يعتبر خطوة طيبة، ويبين مدى الاستعدادات التي عملت المملكة على توفيرها منذ الموسم الماضي حتى الآن بما يضمن سلامة الحجاج والحد من إنتقال العدوى لهم، مع التشديد في تطبيق الإجراءات بكل صرامة، ولا تسامح مع المخالفين لما فيه من خطورة بالغة، وهو ما جعل الموسم الماضي يحقق نجاحاً بدون إصابات.
تصريحات الإشادة بالقرار السعودي جاءت من دول عديدة مؤكدة مساندتها لما فيه الخير للبلاد والعباد، وتأمين الإجراءات لضمان سلامة الحجاج، وإن المنع بمثابة التأجيل حتى يكون أكثر ملائمة لاستقبال الأعداد السنوية والتي كانت تصل سابقاً إلى مليونين حاج من جميع أرجاء العالم، ولن يكون ذلك الإنفتاح دفعة واحدة مستقبلاً إلا إذا ما أختفت أسباب المنع بالقضاء على الفايروس بالكامل طبعاً.
الإجراء الإحترازي هو ذاته الذي فعلته العديد من دول العالم على أن تكون الصحة والسلامة مقدمة على السفر، وإن إستقبال المسافرين أو سفر المواطنين لابد أن يكون وفق إجراءات آمنة، وإن كل قرار يصدر يراعى فيه عدة أمور أخرى، رغم التداعيات الاقتصادية التي تخلفها قرارات الإغلاق وأخذت في الزيادة هذا العام خاصة التي تكون أعمالها مرتبطة بالمواسم السياحية فقط.
السياحة بكل تخصصاتها الدينية والاقتصادية والترفيهية والرياضية وغيرها تأثرت، وبعض المستثمرين بدأوا بالفعل البحث عن مشاريع بديلة تنقذهم من الإفلاس، وهذا الأمر لا ينطبق على بلد دون آخر. بل طال الضرر شركات الحج والعمرة التي تنظم قوافل الحجيج سنوياً ويمثل لهم هذا الموسم الروح النابضة للعيش على خيراته طوال العام.
أما بلغة الأرقام فإن المؤشرات التي سجلت عن موسم حج عام 2019 فقد أنفق زوار مكة المكرمة حوالي 20.1 مليار دولار، بمتوسط يومي بلغ 135 دولاراً للفرد. مع العلم بأن مجلس الغرف السعودية كان له تصريح سابق يقول بأن الموسم سيوفر دخلاً بقيمة 150 مليار دولار، مع خلق 100 ألف وظيفة ذات علاقة بالموسم. وبناتج محلي وفق المجلس العالمي للسفر والسياحة يقدر 3% خلال العام 2018. مع العلم بأن رؤية المملكة 2030 تضمنت خطة زيادة عدد المعتمرين الدوليين من 6.8 مليون في 2018 إلى 30 مليون بحلول عام 2030.