مسقط – وجهات |
أصدرت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية الجزء الثالث من كتاب ” العلاقات العُمانية البريطانية من القرن السابع عشر إلى نهاية القرن التاسع عشر”، وذلك ضمن المجلد الثالث والعشرين من “سلسلة البحوث والدراسات في الوثائق الوطنية والدولية، الكتاب يقع في 523 صفحة ويتضمن 17 ورقة بحثية منها 14 ورقة بحثية باللغة العربية وثلاث أخرى باللغة الإنجليزية، لباحثين وعلماء ذوي وجهات نظر مختلفة ومتباينة نظراً لانتمائهم لمدارس فكرية متنوعة، سعياً لتقديم عرض متوازن للباحثين والمهتمين بالتاريخ العُماني والعلاقات العُمانية البريطانية من النواحي السياسية والاقتصادية والعسكرية من القرن السابع عشر إلى نهاية القرن التاسع عشر يُبرز هذه الجوانب من وجهة نظر مجردة ومحايدة واستبعاد الأفكار والنظريات المسبقة لفهم الظروف والملابسات للأحداث المختلفة في سياقها فهماً مبنياً على البحث والدراسة دون اللجوء للتفسيرات الشائعة والتي تفتقر أحياناً إلى الموضوعية والحياد.
وتسعى من خلاله هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية لتحقيق بعض الأهداف وعلى رأسها دراسة وتحليل التاريخ الثري للعلاقات العُمانية البريطانية بأسلوب علمي محايد ومجرد وفهم وتحليل الأحداث المحلية الداخلية والإقليمية والدولية التي حكمت العلاقات الدولية وتأثيرها على حكام وسلاطين عُمان ومسقط وزنجبار ببريطانيا وكذلك مع بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا، حيث كان للتفاعل الأوروبي البريطاني دور فاعل في تطور العلاقات العُمانية البريطانية الراسخة.
الضوياني: عُمان وتاريخها العريق
وقال الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية يأتي الإصدار 23 ضمن سلسلة البحوث والدراسات في الوثائق الوطنية والدولية من خلال الاستعانة برصيد هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية الثري بالاتفاقيات العُمانية البريطانية والمراسلات، وغيرها من المراسلات ذات علاقة تتمحور حول العلاقات والتفاعلات العُمانية البريطانية من خلال ما تم رصدة وتدوينه بواسطة السياسيين والمؤرخين والرحالة، واستنادهم أيضاً للمصادر البريطانية والأوروبية، ووقوفهم على مختلف الجوانب الجغرافية والسياسية والاجتماعية لعُمان، وكيف أن تلك الجوانب أسهمت في تعزيز تلك العلاقات وما ارتبط منها من أحداث سياسية واقتصادية وعسكرية وأثرها على وضع السلطنة في مختلف المجالات.
وأضاف الدكتور رئيس الهيئة بإن نشر هذا العمل يدعم الجهود للسير قُدماً في عقد المؤتمرات والملتقيات العلمية والحضارية للتعريف بعُمان ومكانتها التاريخية فضلاً عن تزويد ورفد المكتبات المحلية والدولية بالدراسات والبحوث لتصل إلى عموم الباحثين والمتخصصين والدارسين ليكون لهم عوناً في إنجاز بحوثهم علاوة على أهمية غرس المحتويات وإيصالها إلى أبناء الوطن العزيز اكتساباً للمعرفة وقراءةً لما تحقق من منجزات الإنسان العُماني على مر العصور والدهور وشحذ الهمم نحو فهم عميق لعُمان وتاريخها العريق.
وأضاف الضوياني بإن الجزء الثالث يناقش صور العلاقات العُمانية البريطانية من عدة جوانب ثم تم التطرق إليها بحثاً من خلال الاعتماد على الوثائق لتحليل ورصد تلك العلاقات وطبيعتها فضلاً عن الزيارات والجولات التي قام بها الرحالة إلى عُمان ووصفها جغرافياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ولهذا فإن صورة العلاقات في هذا الجزء من منظور المؤرخين والرحالة سيسهم في تمكين الباحثين والدارسين من تقصي ما شهدته المنطقة من أحداث في إطار هذه العلاقات خلال فترات متعاقبة.