مسقط – وجهات |
تشارك السلطنة غدا ممثلة بهيئة البيئة مع دول العالم في الاحتفال بيوم كوكب الأرض الذي يصادف 22 أبريل من كل عام. ويأتي الاحتفال بهذا اليوم تزامنا مع ذكرى الحركة البيئية الحديثة، حيث تظاهر في هذا التاريخ من عام 1970م الملايين في أنحاء العالم مطالبين ببيئة سليمة ومستدامة.
وأولت السلطنة بجانب كثير من دول العالم الاهتمام بالبيئة في وقت مبكر منذ سنوات، وذلك من خلال إنشاء مكتب مستشار حماية البيئة عام 1974، والذي قام بالعديد من المهام المتعلقة بحماية وصون البيئة العمانية، بعدها أنشئت هيئة عامة لحماية البيئة ومكافحة التلوث في 1979، ومن ثم إصدار قانون البيئة ومكافحة التلوث في عام 1982، عقب ذلك إنشاء مجلس حماية البيئة ومكافحة التلوث في عام 1984 حتى إنشاء وزارة البيئة والشؤون المناخية في عام 2007، ثم إنشاء هيئة البيئة في العام الماضي.
وشهدت هذه السنوات خطوات واسعة نحو الارتقاء بالعمل البيئي وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية، وتنظيم العديد من المسابقات وتدشين الجوائز الخاصة بحماية البيئة، وأهمها جائزة السلطان قابوس لصون البيئة، وهي أول جائزة عربية يتم منحها على المستوى العالمي في مجال حماية البيئة، وأنشئت هذه الجائزة في عام 1989م بمبادرة كريمة من جلالة السلطان الراحل وبموافقة وترحيب منظمة اليونسكو.
كما أن البعد البيئي في الرؤية المستقبلية عمان 2040 يؤكد على تحقيق الموازنة والتخطيط لتنمية دائمة ومتواصلة ومتجددة تلبي احتياجات الحاضر دون أن تضحي بمتطلبات المستقبل، وقد تضمنت الرؤية في محاورها الأساسية محور حماية البيئة وصون الموارد الطبيعية كإحدى أولويات الحكومة التي تهدف إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وحماية الإنسان من الآثار البيئية الضارة، إضافة إلى إدارة البيئة بشكل فعال لخلق محيط آمن لمجتمع مزدهر، وتوليد الفرص الاقتصادية الكامنة بالاستفادة من المقومات البيئة.
وعلى الصعيد الدولي، كانت السلطنة ولا تزال عضوًا مؤثرًا في منظومة حماية البيئة حول العالم، وذلك من خلال انضمامها للعديد من المنظمات المعنية بحماية البيئة، والاتفاقيات المبرمة مع مختلف الدول، ومنها اتفاقية الحياة الفطرية ومواطنها الطبيعية في دول مجلس التعاون الخليجي، واتفاقية الاتجار الدولي بالأنواع النباتية والحيوانية الفطرية المهددة بالانقراض، واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، واتفاقية التنوّع الأحيائي، وغيرها. وتؤكد هيئة البيئة في احتفالها بهذا اليوم على تعزيز الوعي البيئي ودعم مبادئ التنمية المستدامة، وتطوير العلاقات في المجالات البيئية والمناخية بين السلطنة والدول الأخرى وإيجاد مجالات رحبة للتعاون مع الهيئات والمنظمات المتخصصة، والتأكد من سلامة البيئة ومكافحة التلوث والمحافظة على التوازن البيئي في إطار أهداف التنمية المستدامة، وترسيخ مفاهيم ومتطلبات التعامل مع البيئة العمانية على كافة المستويات.