المزيونة – العمانية |
تقع المنطقة الحرة بالمزيونة في أقصى الجنوب الغربي من السلطنة على الحدود البرية مع الجمهورية اليمنية، وتعد البوابة الخليجية لتجارة الترانزيت إلى اليمن ومنها إلى دول شرق أفريقيا.
وتبلغ مساحة المنطقة الإجمالية أكثر من 15 مليون متر مربع، حيث تتميز المنطقة بمجموعة واسعة من التسهيلات والخدمات كالإعفاء الضريبي والإعفاء الجمركي، وحرية تملك المشروعات إلى جانب تسهيل وتبسيط إجراءات حصول المستثمرين غير الخليجيين على إقامة بالسلطنة.
خطة
وقال سعيد بن عبدالله البلوشي مدير عام المنطقة الحرة بالمزيونة في تصريحٍ خاص لوكالة الأنباء العُمانية، إن خطة المنطقة للمرحلة المقبلة تتركّز على استقطاب المستثمرين الدوليين، وتعزيز الشراكة مع المستثمرين اليمنيين، وإنشاء مشاريع في مجال تخزين البضائع المُعاد تصديرها، وتنفيذ المرحلة الرابعة من التطوير بمساحة 4 ملايين متر مربع التي ستضم مجموعة متنوعة من المخططات للقطاعات الاقتصادية ومن أبرزها القطاع الصناعي.
وأضاف أن المنطقة التي تشغّلها وتديرها المؤسسة العامة للمناطق الصناعية “مدائن” قامت خلال السنوات الماضية بتنفيذ ثلاث مراحل تطوير أسهمت في تأكيد قدرة المنطقة على تحقيق انتعاش اقتصادي على جانبي الحدود العُمانية – اليمنية حيث تقع ولاية المزيونة العُمانية ومدينة شحن اليمنية، مؤكدًا أن المنطقة استطاعت منذ افتتاحها في أواخر عام 1999 كأول منطقة حرة بالسلطنة تعزيز حركة التجارة البينية بين البلدين وشجعت رؤوس الأموال اليمنية على الاستثمار في المنطقة، كما أوجدت فرصاً عديدة أمام الاستثمار العُماني للنمو.
مراحل
وأشار سعيد بن عبد الله البلوشي إلى أن المنطقة الحرة بالمزيونة شهدت عدداً من مراحل التطوير، ففي الفترة الأولى قبل صدور المرسوم السلطاني رقم (103 / 2005) بإنشاء منطقة حرة بالمزيونة وإسناد تشغيلها وتنمية الخدمات فيها إلى المؤسسة العامة للمناطق الصناعية حيث تم التركيز على حركة التجارة والاستيراد والتصدير، وبعد صدور المرسوم السلطاني المشار إليه حظيت المنطقة باهتمام أكبر وبدأت “مدائن” بإعداد خطط تطويرها.
وقد أُطلقت خلال السنوات الماضية 3 مراحل تطويرية شملت إنشاء البنية الأساسية التي تحتاج إليها المنطقة لتصبح قادرة على استقطاب الاستثمارات كشبكات الطرق الداخلية مع الإنارة، وإنشاء الأرصفة، وممرات المشاة، وشبكات الكهرباء والمياه والاتصالات، وخزانات المياه، وأنظمة إطفاء الحرائق، وخدمات الصرف الصحي، وقنوات تصريف المياه، كما تم إنشاء مبنى استراحة سائقي الشاحنات أثناء فترة توقفهم بالمنطقة، وتعمل “مدائن” حاليًّا على تنفيذ مشاريع أخرى في المنطقة، من أبرزها مشروع مبنى الخدمات والتسهيلات الذي يتم تشييده بمساحة بناء إجمالية تتجاوز 11 ألف متر مربع.
اتفاقيات
وأضاف أن المنطقة وقّعت خلال السنوات الماضية 3 اتفاقيات تطوير رئيسية، الأولى مع شركة هلا الذهبية للتجارة والمقاولات لتطوير مليون ومائتي ألف متر مربع من المنطقة، والثانية مع شركة المدينة اللوجستية لإدارة وتشغيل الميناء البري، والثالثة مع شركة شموخ للاستثمار والخدمات لإنشاء مبنى الخدمات متعدد الاستخدامات.
وأوضح أن عدد المشروعات المنتجة في المنطقة بلغ بنهاية الربع الأول من العام الجاري 74 مشروعًا منتجًا، من أبرزها مصنع المزيونة لتعبئة المياه، ومصنع إنتاج المحارم الورقية، ومصنع إنتاج الأفران الخاصة بالمطاعم، مشيراً إلى أن أغلب هذه المشروعات موجهة للتصدير إلى خارج السلطنة.
وأشار إلى أن عدد المشروعات قيد الإنشاء يبلغ 36 مشروعًا من بينها 13 مشروعاً يتم تنفيذها في منطقة التطوير الخاصة بشركة هلا الذهبية، مؤكدًا أن معظم هذه المشروعات في المراحل الأخيرة من عملية إتمام البناء.
خدمات وتسهيلات
وتشهد المنطقة الحرة بالمزيونة حاليًّا تنفيذ مبنى الخدمات متعدد الاستخدامات الذي تقوم بإنشائه شركة شموخ للاستثمار والخدمات، بتكلفة تزيد عن 3 ملايين ريال عُماني، وتبلغ المساحة الإجمالية للمبنى أكثر من 11 ألف متر مربع.
ويهدف المبنى المتوقع إنجازه في منتصف العام المقبل إلى ضمّ جميع الخدمات والتسهيلات التي تتطلبها العمليات الاستثمارية في المنطقة الحرة بالمزيونة، وعرضها أمام المستثمرين وأصحاب الأعمال والمراجعين والزبائن في موقع واحد، وذلك لإيجاد قيمة مضافة للمنطقة تعمل على التكامل في الخدمات وتسريع وتيرة الأعمال وتسهيل إجراءات إنجاز المعاملات.
وسيتم تنفيذ المشروع على مرحلتين، تتضمن المرحلة الأولى 4 طوابق، بينما سيتم في المرحلة الثانية إضافة طابقين بحسب حاجة السوق في ذلك الوقت.
ويقام المبنى قبل البوابة الرئيسية للمنطقة في موقع تسهل رؤيته والوصول إليه والاستفادة من خدماته دون الحاجة لدخول المنطقة، ويشتمل المشروع على صالة متعددة الأغراض، ومكتب لمركز الخدمات – مسار، ومطاعم، ومساحات مكتبية للاستيراد والتصدير، ومساحة حرة للاستثمار.
وتطرق البلوشي في حديثه إلى المكاسب الاقتصادية التي حققتها المنطقة الحرة بالمزيونة، وقال إن المنطقة أسهمت في تعزيز التجارة البينية بين السلطنة واليمن، وكذلك أسهمت في تنشيط المجالات المتعلقة بالاستيراد والتصدير، ومعارض السيارات، ومخازن البضائع، والوكالات التجارية، الأمر الذي أدى إلى تأسيس العديد من الشركات العاملة في أنشطة الاستيراد والتصدير والتخليص الجمركي والمناولة.
فرص استثمارية
وفي مجال توفير فرص العمل أوضح أن المنطقة أسهمت في توفير العديد من فرص العمل لأبناء ولاية المزيونة، مشيرًا إلى أن عدد فرص العمل التي وفرتها المشروعات العاملة بالمنطقة يبلغ أكثر من ألف فرصة عمل، كما تقوم المنطقة برعاية العديد من الفعاليات التي تقام في الولاية، بالإضافة إلى تنفيذ برامج تدريبية لطلبة التعليم العالي ضمن المقررات الأكاديمية ومشاريع التخرج.
وجدّد سعيد بن عبدالله البلوشي مدير عام المنطقة الحرة بالمزيونة في ختام حديثه دعوته للمستثمرين من السلطنة واليمن والدول العربية والمستثمرين الدوليين للاستثمار في المنطقة، مؤكداً أنها تتمتع بمجموعة واسعة من الحوافز والإعفاءات كالإعفاء الضريبي لمدة تصل إلى 30 عامًا، والإعفاء الجمركي، وحرية تملّك المشاريع لغير العُمانيين بنسبة 100%، والإعفاء من الحد الأدنى لرأس المال المنصوص عليه في قانون الشركات، إلى جانب تسهيل وتبسيط إجراءات حصول المستثمرين غير الخليجيين على إقامة بالسلطنة.
كما تتميز المنطقة بحوافز خاصة مثل سهولة وصول الأفراد والمتسوقين والمستثمرين اليمنيين إليها دون تأشيرة دخول، وتسهيل عمل القوى العاملة اليمنية بالمنطقة دون تأشيرة عمل، بالإضافة إلى القرب من الأسواق اليمنية لوقوعها على الحدود مباشرة.