حمدان بن علي البادي |
حتى لا نضيع ونحن نعمل على رؤية 2040 يجب أن نستشعر مقولة “الحي أبقى من الميت” وأن الاشتغال على تحقيق هذه الرؤية يجب أن نلمسه منذ الآن لا أن نراه كخطط مستقبلية يحدها هذا التاريخ، خاصة أن البعض أصبح يوظف الرؤية كشماعة ليعلق عليها كل أمنياته وخططه وبوعود منه أن كل شي سيكون في 2040 والبعض يدرجها في كل شاردة وواردة من دون أن يكون مدركاً لما يقول.
نستهل هذه الرؤية وهناك خدمات أساسية لاتزال غير متوفرة وهي خدمات أساسية لا تقبل القسمة على 2040، كما أنها متطورة ومتغيرة باستمرار مثل الاتصالات والمياه والصرف الصحي والشوارع المسفلتة وإيجاد حلول حقيقية لتوفيرها للمناطق التي تقع خارج نطاق التغطية حتى الآن وإعادة تأهيل الشوارع التي نفذت في السنوات الماضية وأصبحت غير ملائمة للاستخدام في ظل النمو السكاني المتزايد.
وحتى لا ننسى ونجد أنفسنا على مشارف 2040 يجب أن نستشعر أهمية الوقت والمدة الزمنية اللازمة لتنفيذ المشاريع الحيوية وتلك الاستثمارية، قبل أيام قرأت عن مشروع سياحي عبارة عن منشآت سكنية يزمع تنفيذها خلال الفترة القادمة ويستغرق بناءها 6 سنوات وسيتم تنفيذها على ثلاث مراحل!. فهل مثل هذه المشاريع تحتاج كل هذه المدة الزمنية للتنفيذ؟.
وحتى لا نظل ندور في نفس الدائرة يجب الاشتغال على السياحة لتكون أحد الموارد الرئيسية في تعزيز الاقتصاد الوطني لترفد ميزانية الدولة بالخير الوفير والاستفادة من التجارب العالمية في هذه الاشتغالات وان السياحة ليست منشآت فندقية فقط تستثمر فيها الحكومة والأفراد بل يجب تعزيزها بالكثير من الأنشطة والفعاليات والمزارات والاستفادة من المقومات الطبيعية ورفدها بالخدمات الأساسية التي تجعل منها بيئة جاذبة للسياح.
ولأن الإنسان أساس الرؤية يجب أن لا نتجاهل احتياجاته ونحن نسير نحو رؤية 2040 وان هذا الإنسان يحتاج أيضا لتعزيز مصادر دخله وتنمية موارده المالية في ظل الظروف التي تعصف بالعالم وابسطها الترقيات الوظيفية فمن غير المعقول أن ينمو كل شيء من حوله إلا دخله الشهري، هذا الدخل الذي يتعرض لعاصفه من المتغيرات والمقتطعات الضريبية وغلاء المعيشة ورفع الدعم عن الكهرباء والماء والبترول، فهل سيبقى الراتب على حاله ليعين المواطن حتى لا يضيع في الرؤية؟.
وفي الأخير، يجب أن نتذكر أن العالم يتطور من حولنا وسنجد أنفسنا نسير تلقائيا في هذا السياق، ويجب أن نكون مواكبين وأن نلحق بالركب وأن نعمل للحاضر والمستقبل معاً. وكلنا ثقة في رؤية عُمان 2040 وربما الحماس والاستعجال في النتائج هو ما يدفعنا للحديث عنها في هذا المقام.