مدافن بات.. تاريخ يمتد لـ5000 سنة

بحاجة ملحة لإعادة صياغتها سياحيا وتطوير بنيتها الأساسية

عبري – وجهات |
 
تعتبر مدافن بات الأثرية بولاية عبري بمحافظة الظاهرة، ثاني موقع أثري عماني سجلته اليونسكو، ضمن قائمة التراث العالمي، وتاريخه يتحدث عن أصالة وعمق حضارة عمان القديمة وتواصلها مع الحضارات الأخرى حيث يعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد اي قبل حوالي 5000 سنة  لكل من يسلك الطريق الممتد من بلدة الدريز. والمتصل ببلدات الوهرة وبات يرى امامه كنز تاريخي من كنوز عمان المهمة وإرث حضارة رسمها الإنسان العماني عبر العصور المتعاقبة يتحدث عن نفسه بما تزخر به هذه المدينة من تراث عريق.
وتبعد عن مركز ولاية عبري حوالي 35 كيلو مترا ويمكن للزوار والسياح الوصول إليها من اتجاهين عبر الطريق المزدوج من دوار جامع السلطان قابوس مرورا ببلدات العراقي والعينين باتجاه الدريز والوهرة والاتجاه الآخر من بلدات كبارة والعملاء والعبلة والطريق الممتد من قرى وادي العين والهجر والبانة أو الطريق الترابي من بلدة العبلة والروضة.

أهمية تاريخية 
المدينة الأثرية ببات ورغم أهميتها التاريخية إلا أنها بحاجة ملحة لإعادة صياغتها سياحيا وتطوير بنيتها الأساسية وتوفير الخدمات الهامة والضرورية والتي تتمثل في رصف الطريق المؤدي إليها وربطه بموقع المدينة وبلدات الروضة والعبلة وإقامة متنزه ومطعم ومرافق تخدم وتثري السياحة بالمنطقة وتخدم الزائرين للموقع .

أعلنت وزارة التراث والثقافة في يناير 2019، عن انتهاء أعمال المسح والتنقيب التي قامت بها في موقع التراث العالمي في بات بولاية عبري بمحافظة الظاهرة بالتعاون مع بعثة آثار أمريكية، حيث ركزت أعمال الموسم الأول في المسح والتنقيب بالمنطقة الواقعة بين برجي الرجوم والمطيرية لمحاولة كشف وفهم العلاقة بين العناصر الأثرية ومستوطنات العصر البرونزي في المنطقة المستهدفة.

وكشفت المسوحات عن العديد من بقايا مستوطنات أثرية تعود إلى العصر البرونزي، والتي استمر الإستيطان في بعضٍ منها إلى فترات زمنية لاحقة، كما أنه عُثِر على العديد من المدافن واللقى الأثرية.

كما أن الموقع عبارة عن قبور يصل عددها الى 400 مقبرة من طراز أم النار في الجزء الجنوبي، وفي الجزء الشمالي قبور خلايا النحل التي ترجع إلى الألف الثالث قبل الميلاد وهي تشبه في بنائها مدافن فترة حفيت. 

تم الكشف عن مقبرة احتوت على 100 مدفن مبنية من الحجارة ويبدو فيها التطور من مدافن خلايا النحل إلى مدافن فترة أم النار، فقد كان مدفن خلية النحل يضم ما بين مدفنين إلى خمسة مدافن، أما مدافن فترة أم النار فهي مدافن جماعية، وقد تم الكشف عن مدفن من هذا الطراز الأخير تحوي 30 غرفة دفن.

وتكمن أهمية موقع بات التاريخية في كونه يقع عند ملتقى الطرق التجارية القديمة، فقد كانت القوافل تمر ببات محملة بالبضائع متجهة إلى المواقع الأخرى القريبة منها، وقد اقترن إدراج مستوطنة بات في قائمة التراث العالمي، بموقعين آخرين هما الخطم ” الوهره ” ومدافن وادي العين.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*