انطلاق الموسم الصيفي بزخم وسط إجراءات وقائية مشددة حفاظاً على صحة وسلامة الجميع
مسقط – وجهات|
بأجوائه الساحرة وسط السحاب الأبيض، بدأ الجبل الأخضر، الواقع في الجنوب الغربي من مسقط في ولاية نزوى بمحافظة الداخلية، باستقبال زواره القادمين من مختلف أنحاء السلطنة بحثاً عن ملاذٍ آمن من حرارة الصيف، وسط الالتزام التام بالإجراءات الوقائية والاحترازية المحدّدة، في سبيل ضمان أعلى مستويات السلامة للزوار والسُكّان المحليين والعاملين ضمن قطاع الضيافة والسياحة.
وانطلق موسم الصيف في الجبل الأخضر الذي يستقطب اهتماماً كبيراً باعتباره جنة غنّاء متفردة على الأراضي العُمانية، والتي حباها الله بنعمة الطبيعة الخلابة التي تمثل إحدى أبرز المعالم السياحية الجاذبة. ويحتضن الجبل الشامخ على علو أكثر من 2500 متر محمية طبيعية تعتبر إحدى الكنوز المكنونة التي تجعلها الوجهة الأكثر قرباً من قلب محبي الطبيعة والاسترخاء. وتتفرد المحمية الطبيعية بتنوع التضاريس، اعتباراً من الأودية العميقة والجروف الصخرية والعيون المائية وصولاً إلى الكهوف والغابات الغنية بأشجار العلعلان المعمرة، وهي أشجار عطرية دائمة الخضرة، والزيتون البري. ويمكن للزائر خوض تجربة متميزة في مراقبة الحياة الفطرية المتنوعة في المحمية، والتي تعتبر موئلاً لحيوانات نادرة مثل الوعل العربي والذئب العربي والثعلب الجبلي، إلى جانب عشرات الأنواع من الطيور بما فيها النسر المصري والعقاب الذهبي وحمام الخشب وغيرها.
ويتفرّد الجبل الأخضر بالمناخ المعتدل صيفاً والبارد شتاءً بالنظر إلى ارتفاعه الشاهق فوق سطح البحر، ليحتل بذلك مكانة متميزة على خارطة السياحة العالمية كوجهة مفضلة على مدار العام. وفي ظل توجيهات وزارة السياحة بضرورة التقيد بالإجراءات الوقائية والاحترازية، يبرز الجبل الأخضر باعتبارها خياراً مثالياً للباحثين عن وجهة آمنة ومفعمة بالمغامرة والتشويق والاسترخاء، مع قضاء أجمل الأوقات في أحضان الطبيعة الأخاذة وبرفقة العائلة والأصدقاء. وتعد الزراعة من الاعمال التي يزاولها سكان الجبل الأخضر والمعروفة بشبكة متكاملة من الممرات والسواقي التي تروي التنوع الكبير في المحاصيل الزراعية منها أشجار الزيتون والكمثرى والبرتقال والرمان وغيرها الكثير من أشجار الفاكهة، بالإضافة الى مزاولة العديد من المهن مثل تقطير ماء الورد والنسيج وغيرها والتي تساهم في استقطاب السياح.
وأوضحت أسماء الحجرية، مدير عام مساعد الترويج السياحي في وزارة السياحة، بأنّ الجبل الأخضر يكتسب أهمية سياحية بالغة كونه الملاذ الأبرز للباحثين عن تجربة صيفية ممتعة في ربوع الطبيعة الغنّاء، لافتةً إلى أنّ المناخ المعتدل صيفاً يعتبر أحد أبرز السمات الجاذبة للزوار من مختلف أنحاء السلطنة الذي يتوافدون للتمتع بالأجواء الهادئة واللطيفة واستكشاف الكنوز الطبيعية التي تأسر الألباب.
وأضافت الحجرية: في ظل الظروف الاستثنائية الحالية نتيجة الانتشار العالمي لجائحة “كورونا”، نضع على عاتقنا مسؤولية التأكد من الالتزام التام بكافة الإجراءات الوقائية التي تضمن سلامة الزوار والسكان والعاملين ضمن قطاع الضيافة على حد سواء.
واختتمت الحجرية: “مع بداية النشاط السياحي في الموسم الصيفي، فإننا ندعو الجميع إلى التمتع بروائع الجبل الأخضر مع التقيد بالإرشادات الاحترازية التي تضع صحة وأمن الجميع في مقدمة الأولويات. وكلنا ثقة بأنّ أهلنا متكاتفون معنا للامتثال للتدابير الاحتياطية المعمول بها في السلطنة، ما يعزز تفاؤلنا حيال مستقبل القطاع السياحي، في الوقت الذي تمثل فيه المرحلة الراهنة فرصة مثالية لتعزيز السياحة الداخلية وتشجيع جميع أفراد المجتمع العُماني على استكشاف سحر المعالم الطبيعية والتراثية والتاريخية والتراثية التي تستحق المشاهدة.”
وأصدرت وزارة السياحة مؤخراً دليل الإجراءات الوقائية من فيروس “كورونا”، والذي يتضمن عدداً من الإرشادات الاحترازية الواجب اتباعها تنفيذاً لقرارات اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار الوباء العالمي. وتشمل التدابير الوقائية توفير أعلى مستويات الحماية ضمن بيئات العمل، من خلال تدريب الموظفين على إجراءات التعامل مع العملاء وآلية الوقاية من الفيروس، فضلاً عن الالتزام بسياسة التباعد الجسدي والتأكد من توافر مستلزمات النظافة والتعقيم ومعدات الوقاية الشخصية. وتماشياً مع الإجراءات الوقائية، بدأ تفعيل آلية إجراء الحجوزات بالكامل عبر الإنترنت لتفادي استخدام المستندات الورقية، فضلاً عن تنظيم الرحلات في مجموعات صغيرة لا تتجاوز 15 شخصاً لضمان سهولة تطبيق إجراءات التباعد الجسدي، واستخدام اللافتات التوعوية للتذكير بالإرشادات الوقائية والتدابير الاحترازية المتّبعة.
جدير بالذكر بأنّ الوزارة أعدّت مؤخراً دليل إرشادات حول الإجراءات الوقائية للمنشآت الفندقية لضمان سلامة العاملين والنزلاء، بما فيها توفير لوحات تشتمل على إرشادات ورسومات توضيحية حول السلامة من الفيروس، إلى جانب توفير كمامات الوجه عند المدخل الرئيسي للنزلاء وإلزام الموظفين بارتداء أقنعة الوجه الشفافة الواقية طوال فترة العمل.