تونس-وجهات | غادر آلاف السياح الأجانب تونس أمس في عمليات إجلاء غداة هجوم دام على فندق في ولاية سوسة السياحية تبناه تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف وأسفر عن مقتل 38 شخصا أغلبيتهم من البريطانيين.
ويعتبر الهجوم الذي نفذه طالب تونسي مسلح برشاش كلاشنكوف الأكثر دموية في تاريخ تونس المعاصر.
وأسفر الهجوم عن مقتل 38 شخصا وإصابة 39 آخرين حسب آخر حصيلة رسمية أعلنتها وزارة الصحة البارحة الأولى الجمعة.
وأعلن رئيس الحكومة الحبيب الصيد أن غالبية ضحايا الهجوم بريطانيون و”بعضهم ألمان وبلجيكيون وفرنسيون”.
وأكدت وزارة الصحة أمس تحديد هوية عشرة فقط بين الضحايا الـ38 للهجوم الذي نفذه التونسي سيف الدين الرزقي (23 عاما).
وبعد الهجوم، غادر مئات السياح على متن 13 حافلة نحو مطار النفيضة الواقع في منتصف الطريق بين سوسة والعاصمة تونس للعودة إلى بلدانهم في رحلات جوية متجهة، خصوصا إلى لندن ومانشستر وأمستردام وبروكسل وسانت بطرسبورغ.
وقال سائح من ويلز “نحن خائفون. المكان ليس آمنا”. وقال سائح بلجيكي “أوصتنا وكالة السفر بالعودة فورا إلى بلجيكا. كان أمرا إلزاميا”.
وأفادت شركة السفر البلجيكية جيت اير أن نحو ألفي سائح في تونس عادوا مساء أمس إلى بلجيكا.
أما شركة السياحة تومسون فأعلنت إرسال عشر طائرات إلى تونس لإعادة نحو 2500 سائح بريطاني، وإلغاء جميع الرحلات في الأسبوع المقبل إلى هذا البلد.
في فندق آخر في المنطقة السياحية، أعرب البريطاني كورتني مورتن (73 عاما) عن الارتياح لعودته إلى بلاده. وقال “أنا محظوظ لأنني سأعود سليما. من حسن الحظ أن تنتهي زيارتي “من دون أن يستبعد العودة يوما ما “عندما تهدأ الأمور”.
ووصف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الهجوم بأنه “ضربة موجعة” لاقتصاد بلاده في حين اعتبرته وزيرة السياحة سلوى الرقيق “كارثة” على السياحة التي تعتبر من أعمدة الاقتصاد.
ويعمل في السياحة 400 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر كما أنها تسهم بنسبة 7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي وتحقق بين 18 و20 في المائة من عائدات تونس السنوية من العملات الأجنبية.
وتأثر القطاع كثيرا جراء تصاعد عنف مجموعات جهادية مسلحة برزت بشكل لافت بعد الثورة التي أطاحت مطلع 2011 بنظام الرئيس زين العابدين بن علي.
وفي 18 مارس الماضي قتل 21 سائحا أجنبيا ورجل أمن تونسي في هجوم على متحف باردو الشهير تبناه تنظيم الدولة الإسلامية ونفذه مسلحان تونسيان قتلتها الشرطة خلال اقتحامها المتحف.