مسقط – العُمانية|
أدى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور، حفظه الله ورعاه، قسم اليمين، هذا اليوم، السبت بتاريخ الخامس عشر من جمادى الأولى لعام 1441هـ الموافق الحادي عشر من يناير لعام 2020 في جلسة مشتركة لمجلسي عُمان والدفاع؛تنفيذا لأحكام المادة السابعة من النظام الأساسي للدولة.
وألقى جلالة السلطان المعظم، حفظه الله ورعاه، كلمة أوضح فيها أن إرادة الله سبحانه شاءت أن نفقد أعز الرجال وأنقاهم المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد، رحمه الله، رجلا لا يمكن لخطاب كهذا أن يوفيه حقه وأن يعدد ما أنجزه وما بناه فلقد بنى دولة عصرية شهد لها القاصي قبل الداني.
وبين جلالته أن، المغفور له بإذن الله، شيد نهضة راسخة تجلت معالمها في منظومة القوانين والتشريعات التي ستحفظ البلاد وتنظم مسيرتها نحو مستقبل زاهر أراده لها وأقام بنية أساسية غدت محطة أنظار العالم وأسس منظومة اقتصادية واجتماعية قائمة على العدالة وتحقيق التنمية المستدامة.
وزيادة الإنتاج وتنويع مصادر الدخل مما أدى إلى رفع مستوى معيشة المواطن العماني وأقام هياكل ثابتة ودائمة للتعليم بجميع مستوياته وتخصصاته فنهلت منه الأجيال وتشربت علمًا ومعرفة وخبرة فجزاه الله خير ما جزى سلطانا عن شعبه وبلده وأمته وأنزله منازل الصالحين وجعل مثواه في جنات النعيم.
مؤكدًا، جلالته حفظه الله، السير على نهجه القويم والتأسي بخطاه النيرة التي خطاها بثبات وعزم إلى المستقبل والحفاظ على ما أنجزه والبناء عليه هذا ما نحن عازمون بإذن الله وعونه وتوفيقه على السير فيه والبناء عليه لترقى عمان إلى المكانة المرموقة التي أرادها لها وسهر على تحقيقها.
وعلى الصعيد الخارجي، أكد جلالته على رسم خطى السلطان الراحل على الثوابت التي اختطها لسياسة بلادنا الخارجية القائمة على التعايش السلمي بين الأمم والشعوب وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير واحترام سيادة الدول وعلى التعاون الدولي في مختلف المجالات.
كما أكد أن السلطنة ستبقى كما عهدها العالم في عهد المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد داعين ومساهمين في حل الخلافات بالطرق السلمية وباذلين الجهد لإيجاد حلول مرضية لها بروح من الوفاق والتفاهم .
والمواصلة مع الاشقاء قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية للإسهام في دفع مسيرة التعاون بين دولنا لتحقيق أماني شعوبنا ولدفع منجزات مجلس التعاون قدما إلى الأمام.
وفي الشأن العربي، أكد جلالته، حفظه الله ورعاه، استمرار السلطنة في دعم جامعة الدول العربية والتعاون مع الأشقاء زعماء الدول العربية لتحقيق أهداف الجامعة والرقي بحياة مواطنينا والنأي بهذه المنطقة عن الصراعات والخلافات والعمل على تحقيق تكامل اقتصادي يخدم تطلعات الشعوب العربية.
جلالته، حفظه الله ورعاه، يؤكد مواصلة السلطنة دورها كعضو فاعل في منظمة الأمم المتحدة تحترم ميثاقها وتعمل مع الدول الأعضاء على تحقيق السلم والأمن الدوليين ونشر الرخاء الاقتصادي في جميع دول العالم.
جلالته، حفظه الله ورعاه، يشير إلى أننا سنبني علاقاتنا مع جميع دول العالم على تراث عظيم خلفه لنا السلطان الراحل عليه رحمة الله ومغفرته، أساسه الالتزام بعلاقات الصداقة والتعاون مع الجميع واحترام المواثيق والقوانين والاتفاقيات التي أمضيناها مع مختلف الدول والمنظمات.
جلالته، حفظه الله ورعاه، يقول: إن السلطنة ما كان أن تحقق كل ذلك لولا القيادة الفذة للمغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد ، رحمه الله، والأسس الثابتة التي أقام عليها بنيان هذه الدولة العصرية والتفافكم حول قيادته واعتزازكم بما أنجزناه جميعًا تحت قيادته الحكيمة.
جلالته، حفظه الله ورعاه، يضيف لولا ثبات ورسوخ الأمن وانتشار الأمان في ربوع هذه البلاد الذي ما كان ليتحقق إلا بوجود قوات مسلحة جاهزة وعصرية ومعدة إعدادًا عاليًا بكل فروعها وقطاعاتها وأجهزتها الأمنية.
ضمنت استقرار البلاد واحترام المواطنين فنحن نقدر دورها العظيم لضمان منجزات ومكتسبات البلاد ونؤكد على دعمنا لها واعتزازنا بدورها.
جلالة السلطان المعظم، حفظه الله ورعاه، يؤكد أن الأمانة الملقاة على عاتقنا عظيمة والمسؤوليات جسيمة وينبغي لنا جميعًا أن نعمل من أجل رفعة هذا البلد وإعلاء شأنه وأن نسير قدما نحو الارتقاء به إلى حياة أفضل.
مضيفا، أن ذلك لن يتأتى إلا بمساندتكم وتعاونكم وتضافر جميع الجهود للوصول إلى هذه الغاية الوطنية العظمى وأن تقدموا كل ما يسهل في إثراء جهود التطور والتقدم والنماء.
مختتما كلمته، حفظه الله ورعاه بالقول: وفقكم الله ورعاكم وأسبغ رحمته وغفرانه على السلطان الراحل، حضرة صاحب الجلالة قابوس بن سعيد بن تيمور، وجزاه الله خير الجزاء.
وجعل كل ما أنجز وقدم في ميزان حسناته عند رب كريم، وأعاننا الله على السير على نهجه وإكمال ما أراد تحقيقه لهذا الشعب العظيم، إنه نعم المولى ونعم النصير.