بقلم: يوسف بن أحمد البلوشي *
على الرغم من كثرة الرسائل الإلكترونية التي تصلني عبر البريد الإلكتروني من عدة أشخاص ومن دول متنوعة، لكني بحمد لله لك ألتفت اليها لإدراكي أنها احتيال إلكتروني متعدد يمارسه البعض على من هم نفوسهم ضعيفة وتسيل لعابهم لحب المال من غير إدراك لمخاطر الاحتيال الالكتروني الذي يحاول الكثيرون ممارسته علينا.ومن اطرف القصص للاحتيال الالكتروني ما تعرض له زميل إعلامي عربي حينما كنّا نعمل في مؤسسة إعلامية في دولة شقيقة، رغم أنه لم يبلغنا عن ما تعرض له إلا بعد ان وقع الفأس في الرأس، وصدق زميلنا حينما اتصل فيه احد المحتالين يبلغه بربح مبلغ مالي وعليه التوجه الى احد محال الصرافة لتحويل مبلغ مالي حتى يتسنى لهم تحويل ما ربحه من مبلغ. وصدق زميلنا وذهب إلى محل الصرافة وحول مبلغ مالي، الى جهة ما أو أشخاص وبعدها ادرك أنه تعرض لاحتيال من أشخاص أذكياء رغم أنه رجل في منتصف العمر ومثقف ويعمل في مؤسسة إعلامية تمر عليه قصص كل يوم من هذه الأشكال، لكم كما يقال ” الطمع مغيب رأس المال”، حينما حول مبلغ كان يدخره لأسرته يوما بعد يوم وشهر بعد شهر، لكن عدم الإدراك والوعي وطمع البعض يجعلهم يعيشون حالة من هكذا نوع من الاحتيال رغم التحذيرات من الجهات الأمنية والمؤسسات المصرفية والبنوك. إن الاحتيال تتعدد أنواعه، وكثيرا ما سمعنا عن قصص من الاحتيال منه زيادة الأموال والبعض تحويل مبالغ لاناس لا يعرفونهم فقط لانه يوهم البعض خاصة النساء للزواج والحب. وكم من فئة وقعت في هكذا مطب ولكن بعد فوات الآوان ادركت أنها تعرضت للاحتيال، وللأسف أن من يتعرض بهكذا حالات هم فئات متعلمة وواعية ومثقفة . اليوم البنوك تحذر وشرطة عُمان السلطانية تحذرنا جميعا والانتباه من مسائل الاحتيال الالكتروني خاصة، فهل نحن تصيبنا حالة من التخدير حينما يكون الموضوع فيه مال!. لماذا لا يفكر البعض أن هذا محتال ولو كان صادقا لنفع نفسه قبل أن ينفعنا، أم أن هناك ضعف في نفوس البشر نحو المال لذلك ينصاعون سريعا ويرضخون للاحتيال لان في الطرف الآخر “فلوس” تغيب النفوس. إن الوعي الإدراكي للإنسان مهم والقناعة كنز لا يفنى، صحيح لا أحد لا يحب المال، لان ” المال والْبَنُون زينة الحياة الدنيا”، وقدم المال حتى قبل البنون، لكن ليس لدرجة أن يستغفلنا شخص يعيش في دولة أفريقية أو آسيوية ويطلب منا تحويل مبلغ مالي ونتراكض نحن نحو محلات الصرافة لتحويل المبلغ وان نعطيهم أرقام حساباتنا أو الرموز السرية لحساباتنا لمجرد اتصل فينا شخص لا نعرفه وأدعى زيادة الأموال لنا.ويتعرض كثير من المهتمون بالسياحة لعمليات نصب واحتيال، فقد “وجد الباحثون أكثر من 8000 من هجمات التصيّد المتخفّية في عروض بوابات ويب شهيرة خاصة بالإقامة أثناء السفر، فضلاً عن العديد من رسائل البريد الإلكتروني الجماعية، التي صُمّمت لتبدو كأنها واردة من علامة سفر تجارية معروفة، تستهدف تسجيل الضحايا في خدمات هاتف مدفوعة”.وحسب ما كشف عنه انه “غالباً ما تكون الحملات مقنعة؛ إذ يستخدم المهاجمون مواقع وهمية تكاد تكون متطابقة مع الأصلية، ويسهل أن تخدع الضحايا غير المنتبهين، وتدفعهم إلى تقديم تفاصيل بطاقاتهم المصرفية أو دفع ثمن منتج أو خدمة غير موجودين”. إن الوعي الحسي لدى الأفراد يجب أن يكون أكثر وعيا والإدراك أن هناك عمليات احتيال عدة تأتي إلينا عبر وسائط الكترونية في هذا العالم الافتراضي المتعدد والذي يتخفى خلفه كثيرون من يوهمون الناس بالربح المالي الذي يسيل له لعاب البعض.
*إعلامي