لندن – العمانية |
أقيمت بالعاصمة البريطانية لندن للعام الرابع على التوالي محاضرة بعنوان ” التراث الطبيعي لسلطنة عمان”، سلطت الضوء على البيئة الطبيعية في السلطنة وبالأخص على أنشطة حديقة النباتات والأشجار الطبيعية العمانية بعد استكشافها لمواضيع
متنوعة مثل الحيتان المتوطنة في مياه السلطنة ونظم الري الزراعي وجهود حماية حيوان الطهر العربي وغيره من الحيوانات المهددة بالانقراض.
كما ركزت المحاضرة هذا العام على تنوع النباتات الطبيعية المتوطنة في أنحاء السلطنة، والجهود الجارية في تطوير حديقة النباتات والأشجار العمانية من قبل ديوان البلاط السلطاني في مجال الأبحاث في الحياة النباتية الفريدة في المنطقة الإقليمية والحفاظ عليها.
وتعتبر سلسلة المحاضرات فرصة مناسبة للمهتمين بالمجال البيئي في المجتمع البريطاني للوقوف على التراث الطبيعي في السلطنة وفرصة لإيجاد شراكة فعالة بين الجمعية الجغرافية الملكية البريطانية وكافة المؤسسات المعنية في السلطنة .
وشاركت في تنظيم محاضرة هذا العام حديقة النباتات والأشجار العمانية وحديقة كيو جاردنز الملكية البريطانية وسفارة السلطنة في المملكة المتحدة والجمعية العمانية البريطانية إضافة الى مؤسسات أكاديمية وجامعية بريطانية عديدة.
وحضر في المحاضرة حسين بن علي بن عبد اللطيف مستشار ديوان البلاط السلطاني الذي ألقى الكلمة الافتتاحية والشيخ عبدالعزيز الهنائي سفير السلطنة المعتمد لدى المملكة المتحدة وأكثر من 400 من المسؤولين والباحثين المعنيين بشؤون البيئة في بريطانيا.
وتعد السلطنة مركزًا للتنوع النباتي في شبه الجزيرة العربية، حيث تم تسجيل 15.8 في المائة من النباتات والتثبت من أصولها. عدد النباتات العمانية الأصلية المسجلة والمثبتة علميا كان قليلا جدا قبل انطلاق مشروع حديقة النباتات والأشجار منذ أكثر من عشر سنوات. وتطوير المشروع من الصفر أعطى القائمين على الحديقة الفرصة لاستكشاف النباتات في أنحاء السلطنة من أجل جمع المواد النباتية وتوثيق البيانات حول النباتات المحلية المتوطنة المتنوعة. ومنذ بدء المشروع تم تنظيم المئات من الرحلات الميدانية لجمع البذور والنباتات الكاملة.
وألقت ليلى الحارثية خبيرة النباتات في الحديقة كلمة ، كشفت فيها عن التجارب والصعوبات التي واجهت فريق العمل الميداني الذي يحتاج إلى ركوب الإبل والمروحيات من أجل اجتياز التضاريس الوعرة لتجميع المواد المطلوبة لإعداد المشاريع البحثية الجاري تنفيذها مع الاستمرار في تطوير
الحديقة.
وتشمل مجالات البحث الحالية جمع البيانات حول النباتات والغطاء النباتي والتكاثر النباتي باستخدام البذور والتطعيم وزراعة النباتات وبحوث الآفات والأمراض وعلم الأعراق النباتية، بينما تهدف الحديقة في المستقبل إلى توسيع نطاق أبحاثها لتشمل مجالات مثل علم الوراثة النباتية.
تتمثل إحدى المهام الرئيسية الأخرى لحديقة النباتات في معالجة الثغرات في التعريف بنباتات وأشجار شبه الجزيرة العربية في الحدائق المماثلة حول العالم وتمثيلها بشكل صحيح.
والمحاضرة الثانية كانت لدكتور خالد الفارسي رئيس فريق البستانيين في الحديقة النباتية العمانية، استعرض من خلالها بالتفصيل الطرق التي طورها فريق أبحاث الحديقة لبروتوكولات وأنظمة جديدة في مجال تكاثر النباتات، وزراعتها في صوبات والتعامل مع النباتات، والري، والتشذيب، ومكافحة الآفات والأمراض منذ بدء المشروع قبل أكثر من عقد من الزمن.