وادي محرم.. تاريخ عريق ومياه جارية

سمائل – العمانية|

تمتاز قرية “وادي محرم” وهي إحدى القرى التابعة لولاية سمائل بمحافظة الداخلية بكثرة مياهها المنسابة على ضفاف الوادي وكثافة الأشجار الوارفة سواءً كانت على سفوح الجبال أم على ضفاف الوادي بالإضافة إلى الآثار القديمة وعدد من الكهوف والحصون والبيوت الأثرية.

وتعود تسمية قرية ” وادي محرم ” بهذا الاسم لوقوعها وسط الوادي، وبسبب اختيار سكان وأهالي القرية لهذا الاسم، وتتبع “وادي محرم” (6) قرى وهي “العيينة” و”يورخ محرم” و”السيح” و”البيعة” و”خلا”، ومن أشهر العلماء الذين سكنوا في الوادي الشاعر الشيخ العلامة أبو مسلم الرواحي البهلاني، والإمام محمد بن عبد الله الخليلي.

وقرية “وادي محرم” يقطنها حوالي 2500 شخص، ويحدها من الشرق ولاية المضيبي، ومن الغرب ولاية إزكي، وتبعد عن مركز الولاية (57) كيلومترًا وعن محافظة مسقط حوالي (130) كيلومترًا.

يقول الشيخ حمود بن عبدالله الرواحي  أحد مشايخ القرية توجد في “وادي محرم” الكثير من المعالم السياحية والتاريخية أهمها “حارة الحصن” التي تقع على سفح الوادي وتطل على أشجار النخيل والمزروعات مما يعطيها منظراً جميلاً، ويوجد بها العديد من المنازل القديمة والتاريخية ذات الطابع المعماري الجميل المؤلفة من طابقين وثلاثة طوابق ، كمنزل الشيخ العلامة الشاعر أبو مسلم الرواحي البهلاني ومنزل الشيخ العلامة سعيد بن خلفان الخليلي ولم يتبق لهذين المنزلين سوى بعض الآثار حيث تهدمت بعض جدرانهما بسبب العوامل الطبيعية ، وكذلك “حارة المحضر” وتقع في الجهة الثانية المقابلة “لحارة الحصن” ويوجد بها منزل الإمام محمد بن عبدالله الخليلي، إضافة الى المياه دائمة الجريان يتخللها عدد من الأشجار والخضرة”.

وتجذب قرى “وادي محرم” عددًا من الزوار والسياح لزيارة حارتي “الحصن” و”المحضر” لمشاهدة المياه والخضرة والآثار التاريخية والقديمة المتنوعة حيث براعة الإنسان العماني في الفن المعماري.

كما توجد في وادي محرم (4) أودية وهي من أقوى الأودية جريانًا في الولاية كــــــ “العيينة” و”طف” و”حلي” و”لتام”، ويبدأ جريان تلك الأودية من رأس الوادي من بعد عقبة “عافري” المطلة على قريتي “فلج المراغة” و”العيينة” وتلتقي بقرية “الغريين” في وادي عندام التابعة لولاية المضيبي، كما توجد اودية أخرى تلتقي بأودية محرم وهي وادي “سقط” و”وادي قاعر”و”وادي القفص”.

ويوجد وسط وادي محرم فلجان الأول يطلق عليه فلج “بوخشاشه” والفلج الثاني يسمى “عين المسفاة” وهي عين تنبع من أسفل الجبال من شرجة تسمى شرجة (القفص) بوادي محرم وتعد مياها صالحة للشرب ولري الأشجار والمزروعات.

وتشتهر في “وادي محرم” زراعة اشجار الحمضيات والنخيل وتنقسم الزراعة فيه إلى قسمين زراعة موسمية مثل زراعة الخيار والطماطم والفجل والبصل وغيرها من الخضروات وأخرى مستمرة مثل زراعة النخيل والليمون والسفرجل والمانجو، حيث يتم بيع وتسويق منتجات القرية الزراعية في عدد من أسواق ولاية سمائل وولاية المضيبي.

ويمارس بعض أبناء وأهالي قرى “وادي محرم” عددًا من الصناعات الحرفية المختلفة كصناعة الخوصيات والسعفيات بأنواعها وكذلك صناعة الحصير، كما تمارس النساء خياطة الكمة العمانية والملابس والنسيج بمختلف أنواعه.

ويتغنى أهالي قرى “وادي محرم” خاصة قرية “العيينة” بالعديد من الفنون التقليدية أهمها فن “الرزحة” الذي يمارسه الأهالي في المناسبات الوطنية والاجتماعية.

وقد حظيت القرية بالعديد من الخدمات الحكومية منها مدرستان الاولى للطلاب والثانية للطالبات ومركز صحي يقدم خدماته للمواطنين والمقيمين بالقرية، وعدد  من الطرق الداخلية التي تربط القرية بمركز الولاية والولايات الأخرى بالسلطنة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*