السلطنة تحتفل مع دول العالم باليوم العالمي للسياحة

16 ألف عماني يعمل حاليا بالقطاع السياحي ووزير السياحة يطالب القطاع السياحي بتوظيف وتمكين الكوادر الوطنية

مسقط – وجهات |

شاركت السلطنة دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للسياحة الذي يصادف السابع والعشرين من سبتمبر من كل عام والذي يحمل هذا العام شعار “السياحة والوظائف.. مستقبل أفضل للجميع” حيث رعى أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة اليوم الاربعاء الفعالية الرئيسية التي نظمتها الوزارة.

وتم خلالها استعراض الجهود المبذولة لتأهيل الشباب العماني للعمل في القطاع السياحي وفعاليات الوعي السياحي وجهود المختصين بالوزارة وفي الإدارات السياحية ونماذج لمشروعات ناجحة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة العاملة في القطاع السياحي بالإضافة إلى تدشين كتيب إرشادي مخصص للمكفوفين وتكريم موظفي الوزارة من أصحاب الخدمة الطويلة في مختلف وحدات وإدارات الوزارة.

كما يرعى وزير السياحة صباح يوم غد الخميس 26 سبتمبر 2019 فعالية الجامعة الألمانية للتكنولوجيا بمناسبة اليوم العالمي للسياحة حيث سيجمعه لقاء مفتوح بطلبة الجامعة سيتمحور حول شعار هذا العام وأهمية الشراكة والتعاون بين جميع المؤسسات العامة والخاصة والأكاديمية والمجتمعية وإطلاق المبادرات والحملات التوعوية والترويجية التشجيعية للعمل في القطاع والاستفادة من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة التي يوفرها، وبالإضافة إلى هاتين الفعاليتين تنظم المديرية العامة للسياحة بمحافظة ظفار وادارات السياحة في مختلف محافظات السلطنة فعاليات ومحاضرات توعوية وترفيهية ومناشط ذات صلة بشعار هذا العام لليوم العالمي للسياحة بالتعاون مع عدد من الجهات والمؤسسات والمنشآت السياحية وتستمر حتى نهاية شهر سبتمبر الجاري.

وأكد وزير السياحة، أن قطاع السياحة في السلطنة من القطاعات الإقتصادية الواعدة في استيعاب الكوادر الوطنية في العديد من الأنشطة والمنشآت السياحية، وأن الوزارة تعمل بالتعاون مع العديد من الجهات المختصة لتوفير فرص عمل للشباب العماني في مختلف المجالات والأنشطة السياحية والمنشآت الفندقية في إطار الجهود الهادفة لرفد خطط الحكومة لتوظيف المواطنين في مختلف القطاعات الاقتصادية.

وتطرق المحرزي في تصريحه بمناسبة احتفال السلطنة باليوم السياحة العالمي أن قطاع السياحة في العالم وفر 330 مليون وظيفة في عام 2017م، وفق إحصائيات المجلس العالمي للسفر والسياحة الذي يتخذ من لندن مقرا له، وأنه من المتوقع أن تنمو الوظائف في القطاع السياحي عام 2028 م إلى 440 مليون وظيفة، وأن القطاع السياحي يوفر وظيفة بين كل عشر وظائف حول العالم.

وأشار إلى أن قطاع السياحة في السلطنة جزء لا يتجزأ من صناعة السياحة العالمية بمختلف قطاعاتها بما يوفره من فرص وظيفية مباشرة وغير مباشرة بالإضافة إلى التشغيل الذاتي في كافة مجالاته، منوها إلى أن العدد الإجمالي للقوى العاملة الوطنية في القطاع السياحي بالسلطنة بلغ أكثر من 16 ألف مواطناً ومواطنة حتى النصف الأول من العام الجاري، بالإضافة إلى عدد كبير من رواد الأعمال الذين يعملوا في الأنشطة السياحية المختلفة.

كما أشار إلى أن هنالك العديد من المبادرات للتوظيف المقرون بالتشغيل تعمل الوزارة على تنفيذها بالتعاون مع الجهات المختصة ستوفر فرصاً وظيفية للشباب العماني، وأن الوزارة تبذل جهوداً حثيثة على كافة الأصعدة لرفع معدلات التوظيف والتشغيل للقوى العاملة الوطنية في مجالات السياحة سواء من حيث تعزيز التشريعيات الهادفة إلى تمكين الكوادر العمانية من العمل في المنشآت الفندقية والسياحية أو من خلال تعزيز المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العاملة في القطاع السياحي، وتشجيع ريادة الأعمال في المجالات السياحية منوها إلى أن هنالك دائرة مختصة بالوزارة لمتابعة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالإضافة إلى أن الوزارة تنسق مع الجهات المختصة للاطلاع وتقييم طلبات القطاع السياحي للعمالة ومدى توافرها محلياً وذلك في إطار جهودها في مراقبة مدى التزام المنشآت الفندقية والسياحية بمعدلات التعمين وواقعية طلباتها لاستقدام العمالة.

وأضاف أن الوزارة تشجع قيام المجتمعات المحلية على ممارسة الأنشطة السياحية التي يحتاجها الزوار والسياح، وتحث المنشآت السياحية على دعم المجتمع المحلي من خلال التوظيف والتشغيل وشراء منتجاته والاستفادة من خدماته.

وقال أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة أن هناك جهودا كبيرة تبذل لتأهيل الشباب العماني للعمل في القطاع السياحي من خلال توفير فرص التعليم في المجالات السياحية سواء في كلية عمان للسياحة أو غيرها من المؤسسات الأكاديمية والمعاهد المتخصصة في مجالات الفندقة والاختصاصات السياحية المختلفة.

وأضاف أن التوظيف في القطاع السياحي كغيره من القطاعات الاقتصادية يواجه تحديات تتعلق بزيادة نسبة الدوران الوظيفي المرتبطة بزيادة خبرة الموظف وافتتاح منشآت ومؤسسات جديدة بحيث ينتقل من منشأة فندقية لأخرى على سبيل المثال بحثا عن عروض أفضل بجانب موسمية العمل في بعض مجالات القطاع فضلاً عن عدم كفاية الحوافز المقدمة للعاملين المبتدئين في القطاع السياحي، مشيرا إلى أن هناك جهودا تبذل لتوعية الشباب بفرص العمل المتنوعة في القطاع وحجم الاستيعاب ومستقبل الوظائف المرتبطة به.  

 وحث وزير السياحة الشباب العماني على الإنخراط في القطاع السياحي كأحد القطاعات الواعدة التي يمكن لها أن توفر فرصا وظيفية متعددة يتدرج فيها الشباب العماني ويترقى ويتطور في سلم العمل في مختلف المنشآت الفندقية والسياحية بالإضافة إلى القدرة على ممارسة الأعمال الحرة في كافة الأنشطة السياحية، مهيبا معاليه في ختام حديثه ومطالبا مؤسسات القطاع الخاص العاملة في المجالات السياحية المختلفة بتوفير فرص عمل للمواطنين كجزء من الالتزامات الوطنية التي يتطلب أن تضطلع بها المنشآت الفندقية والسياحية وتمكينهم من العمل من خلال التدريب و التأهيل.

من جهته، قال أمين عام منظمة السياحة العالمية، زوراب بولوليكاشفيلي في كلمته بمناسبة اليوم العالمي للسياحة: تسهم السياحة في بناء مستقبل أفضل حيث يعد قطاع السياحة، حول العالم، أحد المصادر الرئيسية للوظائف من خلال ما يوفره من ملايين الوظائف سنويا، ليدعم بذلك النمو الإقتصادي على المستويين المحلي والعالمي.

وأضاف: يحقق قطاع السياحة الكثير من العدالة والمساواة في التوظيف من خلال ما يوفره من فرص وظيفية للمرأة والشباب والمجتمعات المحلية في المناطق الريفية ليكون بذلك بمثابة الفرصة لكل هؤلاء ليدعموا أنفسهم ويساندوا عائلاتهم وليحققوا التكامل مع مجتمعاتهم.

وأشار أمين عام منظمة السياحة العالمية إلى أن العالم بدأ يستفيد من الإمكانات الحقيقية للسياحة سواء فيما يخص توفير المزيد من الوظائف أو تحقيق المساواة والتنمية المستدامة؛ حيث توفر السياحة فرص توظيف جيدة وتسهم في تطوير وتنمية المهارات الوظيفية.

وأكد أن النمو المستمر لقطاع السياحة، إذا أحسنت إدارته، يوفر فرصا وظيفية لا حصر لها. ويسمح للجميع أن يكون على قدر المسؤولية الإجتماعية العالمية.

وقال أمين عام منظمة السياحة العالمية إنه لا يمكن لأي نشاط اقتصادي أو اجتماعي أو انساني أن يزدهر وينمو بمعزل عن العالم. ولهذا السبب، تزيد الحكومات وأصحاب المصالح من القطاعين العام والخاص من مستوى التعاون بينها لإدارة السياحة بشكل مسؤول ومستدام ولضمان تحقيق الاستفادة الكاملة من كافة الإمكانات في قطاع السياحة.

في تأكيده على أهمية دور التعليم والتكنولوجيا في تعزيز صناعة السياحة، فقال: لم تغير التكنولوجيا وحسب من طريقة السفر، بل وغيرت أيضا من الطريقة التي نعمل بها، والسياحة تتصدر القطاعات الأخرى في تزويد العاملين بها بالمهارات والمعرفة التي سيحتاجون إليها مستقبلا في وظائفهم. وبتبني هذه الروح الإبداعية ومن خلال التعاون البناء مع الشركاء في قطاع التكنولوجيا والجهات الأكاديمية، ستوفر السياحة المزيد والمزيد من الوظائف.

واختتم أمين عام منظمة السياحة العالمية كلمته قائلاً: ونحن نحتفل باليوم العالمي للسياحة، علينا أن نثمن ونعلي من قدرة السياحة على احداث التغيير. ونحن معاً، يمكننا أن نحقق أقصى استفادة من إمكانات السياحة الهائلة والكثيرة من أجل بناء مستقبل أفضل أكثر مساواة وعدالة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*