مسقط – وجهات|
يعد التخييم أحد المنتجات السياحية التي تعمل وزارة السياحة بالسلطنة على تعزيزها، لما تمثله من أهمية في إضفاء قيمة مضافة عالية للقطاع السياحي. وعلى ذلك تستعد السلطنة لبدء موسم التخييم السياحي في الأول من أكتوبر القادم وحتى نهاية أبريل المزمع إقامته في محافظتي شمال وجنوب الشرقية، والذي يعد أحد المواسم السياحية التي تشهد إقبالا جيدا من الزوار من داخل السلطنة وخارجها لما يوفره من تجارب سياحية متميزة للزوار تجسد الثراء البيئي الذي تتميز به السلطنة.
وأكملت المخيمات السياحية في محافظتي جنوب وشمال الشرقية استعداداتها لموسم التخييم. وتمثلت الاستعدادات في تهيئة المخيمات وتجديدها وإضافة بعض المرافق وإدخال التحسينات المختلفة عليها والتعاقد لتقديم خدمات من المجتمعات المحلية بالإضافة إلى وضع البرامج والأنشطة السياحية.
إنشاء المخيمات
وتعمل وزارة السياحة على تشجيع انشاء المخيمات وفق ضوابط تراعي الجودة ومواصفات السلامة وتزايد الحركة السياحية، وذلك من خلال إبراز المقومات الصحراوية التي تتميز بها السلطنة، وتنويع البيئات السياحية واثراء تجارب الزوار من داخل السلطنة وخارجها ،إلى جانب توفيرغرف فندقية تستوعب تنامي أعداد السياح سنويا.
وحول أداء الموسم السياحي المنصرم قال طلال بن خلفان الشعيبي مدير إدارة السياحة بمحافظة شمال الشرقية أن الموسم شهد مؤشرات إيجابية تمثلت في إرتفاع نسبة الأرباح والإيرادات وإشغالات الغرف التي وصلت في بعض الأوقات إلى 100%.
وأكد الشعيبي أن إدارة السياحة بالمحافظة ممثلة في عدد من المختصين قامت بجولات تفتيشية للإطلاع على أبرزالاستعدادات التي تقوم بها المخيمات السياحية برمال الشرقية خلال الفترة الصيفية والتي شملت إعادة ترميم لبعض المخيمات وتغيير الأثاث ومكافحة الرمة وإضافة بعض الغرف الإيوائية الجديدة بالإضافة إلى التأكد من سلامة وسائل النقل داخل المخيمات والتأكد من سريان التراخيص السياحية وتوفير كل ما يحتاجه السائح.
برامج سياحية
وحول الأنشطة والبرامج السياحية التي تقدمها المخيمات السياحية البالغ عددها 18 مخيما موزعة بواقع 13 مخيما في شمال الشرقية و5 مخيمات في جنوب الشرقية، أشار الشعيبي إلى أن هناك أنواع مختلفة من الأنشطة تتوفر كممارسة التزلج على الرمال، وسياقة الدراجات الرملية، وركوب الجمال والتجوال داخل الرمال، بالإضافة إلى نشاط الطيران الشراعي.
وذكر الشعيبي أن هناك عددا من الجوانب التي تهم السائح عندما يختار المخيمات كمقصد سياحي والتي تتمثل في البحث عن الهدوء وسكون المكان والابتعاد عن ضوضاء المدن وتجربة الحياة الصحراوية إلى جانب تجربة العادات والتقاليد التي تتميز بها البيئة العمانية.
وقال سعود بن حمد العلوي مدير إدارة السياحة في محافظة جنوب الشرقية: إن المخيمات السياحية في الموسم السياحي الشتوي تشهد إقبالاً كبيراً في المحافظة كأحد الوجهات السياحية الجاذبة للزوار للاستمتاع بجمال الطبيعة والتخييم في الصحراء واكتشاف أنماط حياة البادية، موضحا بأن محافظة جنوب الشرقية بها 5 مخيمات تتوزع على ولاياتها تقدم خدمات فندقية متميزة وبرامج وأنشطة متنوعة بهدف الترويح عن الزوار.
وأضاف العلوي: إن المخيمات السياحية أصبحت منتجاً سياحياً مهماً يسعى الزوار للاستفادة منه كأحد الخيارات الجاذبة لتجارب سياحية مختلفة عن المنشآت الفندقية التي يسعى الزوار من مختلف دول العالم لتجربتها عند زياراتهم للسلطنة.
وأشار العلوي إلى أن محافظة جنوب الشرقية تتميز بتعدد الوجهات السياحية التي تجتذب السائح وتوفر له خيارات متعددة لقضاء أكبر عدد من الليالي السياحية.
ونوه مدير إدارة السياحة في محافظة جنوب الشرقية بأن قرب المحافظة من العاصمة مسقط يسهم في زيادة الحركة السياحية ومنها المخيمات.
وحول استعدادات المخيمات للموسم السياحي لهذا العام يقول جمال بن ناصر العلوي صاحب منتجع شاطئ السلاحف الذي يعد واحد من المخيمات المتميزة في نيابة رأس الحد:” الاستعدادات جيده حيث تم التسويق للموسم والتنسيق مع الشركات السياحية كما تم تنفيذ العديد من أعمال الصيانة اللازمة للمرافق والخدمات”.
استقبال الزوار
وأكد أنهم يعملون طوال العام على استقبال السياح والزوار ولا يقتصر ذلك على موسم بعينه. يتمثل ذلك في الخدمات والأنشطة السياحية التي يوفرها المنتجع لزواره كزيارة محمية السلاحف، ومشاهدة الدلافين وصيد الأسماك، بالإضافة إلى تنظيم رحلات بحرية باستخدام سفن خشبية سياحية حيث يمكن للسياح أن يجربوا السباحة في البحر.
ويجسد المنتجع بحسب ما أشار إليه العلوي بيئات مختلفة من البيئة العمانية كالبيئة البدوية والجبلية، ويعمل المنتجع تحت شعار ” من التراث العماني الأصيل، صديق للبيئة ملتزمون بالمحافظة عليها”، حيث أنه تم بناؤه من المواد الموجودة في البيئة العمانية كسعف النخيل. ويحتوي المنتجع على نوعين من الغرف تتمثل في الأجنحة إلى جانب الغرف العادية، كما يضم مسرح للمناسبات تقدم فيه عدد من الفنون العمانية إلى جانب الفنون الموسيقية الأخرى بما يتناسب مع أذواق السياح. بالإضافة إلى ذلك هناك عدد من المقاهي التي تقدم الوجبات الثلاث للزوار من خلال تقديم أطباق مختلفة بعضها محلية والأخرى عالمية. وما يميز المنتجع أنه يوفر غرفة خاصة لذوي الإحتياجات الخاصة تمكن أصحاب هذه الفئة من ممارسة مختلف الأنشطة من خلال التسهيلات التي يقدمها المنتجع.
خدمات متنوعة
أما عبدالعزيز الحسني صاحب مخيم الريم الصحراوي فيؤكد أنهم كل عام يقومون بإستعدادات تجهيزية تتمثل في أعمال التوسعة والصيانة للمخيمات، بما يتناسب مع توقعات السياح من حيث جودة الخدمات، كما يحرص المنتجع كل عام على تقديم أشياء مختلفة ومميزة تضيف للمنتجع رونقا خاصا يكسب من خلالها ثقة السياح وإعجابهم. بالإضافة إلى ذلك، أن أعمال الصيانة والتوسعة مستمرة نظرا لتزايد الإقبال على المخيمات السياحية بجنوب الشرقية.
وعن البرامج التي يقدمها المخيم للسياح يقول الحسني: هناك عدد من الأنشطة والبرامج التي نقدمها في كل موسم، تشمل ركوب الجمال والمغامرات الرملية والفنون العمانية خصوصا البدوية وبعض الفعاليات الأخرى كالمعارض التراثية. كما يقدم المنتجع في بعض الأحيان أنشطة مختلفة خاصة ببعض السياح مثل الإحتفال برأس السنة وأعياد الميلاد والمناسبات الخاصة كشهر العسل وأعياد الزواج.
ويشير الحسني أن المخيم يضم 9 أنواع مختلفة من الغرف الإيوائيه تتمثل في الخيام البدوية وبيوت الطين والسعفيات وبعض الغرف المصنوعة من الخشب بشكل كامل. ويؤكد أن هذه الغرف تم تصميمها بأعلى درجات الرفاهية التي لاقت ارتياح السياح وتناسبت مع توقعاتهم، حيث أن المخيم يمكنه استيعاب 54 سائح يوميا. لكن على الرغم من ذلك يؤكد الحسني أن هذا الرقم أقل بكثير من السعة الاستيعابية للمخيم حيث قام بالتنسيق مع مكتب جنوب الشرقية التابع لوزارة السياحة، حيث كان لهم دور كبير في دعم المخيم، ويؤكد أن هناك تواصل مستمر بين الطرفين مؤكدا أن الوزارة حريصة على دعم المخيم فيما يخص توسعته وتقديم أفضل الخدمات. ويوضح أن المنتجع يضم عدد من المرافق التي تلبي احتياجات السياح المختلفة تتمثل في مكتب استقبال و17 خيمة وغرفة مع مرفقاتها و2 من المطاعم وقسم للتسلية ولعب الأطفال، بالإضافة إلى 3 مجالس عامة ومكان لإقامة الإجتماعات والفعاليات.
من جانبه، أكد الوضاح الهنائي المدير التنفيذي لمخيم واحة النخيل الذهبية الواقع في ولاية جعلان بني بوحسن بمحافظة جنوب الشرقية أن تسمية المخيم بهذا الاسم جاء لما تمتاز به المحافظة من تواجد عدد كبير لأشجار النخيل إلى جانب المساحات الصحراوية الشاسعة التي تجسد بيئة خصبة للسياحة.
وعن استعدادات المخيم للموسم السياحي أشار الهنائي أن كل موسم يصحبه تجهيزات إضافية مختلفة عن الموسم السابق، حيث يتم ذلك بناء على آراء الضيوف عبر موقع المخيم الإلكتروني أو عبر حسابات صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، كما يتم العمل على زيادة الفعاليات والمناشط لمختلف الفئات العمرية، بالإضافة إلى إضافة مأكولات جديدة في قائمة الأطعمة المقدمة للزوار. ويؤكد أن المخيم يشهد إقبال سياحي كبير بداية من شهر سبتمبر حتى مارس، يلي ذلك فترة الأمطار والغيوم في الفترة من أواخر شهر مايو حتي بداية يونيو من كل عام لا سيما في محافظة جنوب الشرقية.
كما يؤكد الهنائي أن المخيم ينظم رحلات خاصة للبيوت البدوية التابعة لأهالي المنطقة وهو ما يجسد عن قرب الموروثات والعادات الأصيلة لمحافظة جنوب الشرقية والسلطنة بوجه عام.