ملقا “إسبانيا” – وجهات |
اختتم وفد لجنة السياحة في غرفة تجارة وصناعة عُمان اليوم السبت زيارته الى مملكة إسبانيا برئاسة علي بن سالم الحجري عضو مجلس إدارة الغرفة، رئيس فرع الغرفة في محافظة شمال الشرقية، رئيس لجنة السياحة.
وفي ختام الزيارة زار الوفد يوم أمس الجمعة منتجع (هوليداي وورلد) الذي يعد من المنتجعات السياحية الكبيرة في ملقا الإسبانية والذي يضم ثلاثة فنادق تضم حوالي 5400 سرير ومجهزة للعائلات والأطفال من حيث الاستجمام والالعاب، وقام رجل الأعمال الإسباني صاحب المشروع باطلاع الوفد خلال جولة في المنتجع وشرح لهم مكونات المشروع، بجانب المشاريع الجديدة التي سيتم إنشائها خلال الفترة القادمة ومنها منتجع فينسيا في ملقا بكلفة 200 مليون يورو، والذي سيبدأ العمل فيه خلال أربعة اشهر، ويستمر لمدة 24 شهرا، ومنتجع باريس في مدينة ماربيا بكلفة اكثر من 4 مليار يوور والذي سيبدأ العمل فيه خلال العامين المقبلين كجزء من خططه الاستثمارية المستقبلية والتي ستضيف عددا من الغرف الإيوائية في مدينتي ملقا وماربيا.
فرص استثمارية
من جهته، قدم المهندس محمد الزدجالي مدير عام المستثمرين وادارة الجودة في وزارة السياحة شرحا لرجل الاعمال الإسباني عن الفرص الاستثمارية التي تتوفر للمستثمرين في السلطنة والتسهيلات التي تمنحها الحكومة لكل من يريد الاستثمار في السلطنة سواء من حيث تملك الأرض عبر قانون حق الانتفاع بالاراضي.
ووجه الزدجالي الدعوة لرجل الاعمال الاسباني لزيارة السلطنة للتعرف على ما تزخر به من مقومات سياحية جاذبة للمستثمرين خاصة في القطاع السياحي.
من ناحية اخرى، زار الوفد ايضا يوم أمس مدينة ماربيا السياحية الجاذبة للسياح من دول العالم واطلعوا على ما ترخر به من مقومات والتقى الوفد مع ممثلة هيئة السياحة في ماربيا التي أعطت نبذة عن المدينة وما تعمل من خلاله لاستقطاب السياح من مختلف دول العالم حتى تكون ماربيا وجهة سياحية طوال العام وليس خلال الموسم الصيفي فقط الذي يعتبر ذروة الموسم التي يتدفق إليها السياح.
كما زار الوفد ايضا متحف السيارات والأزياء في ملقا وتعرف على مكونات المتحف الذي يعد مزارا سياحيا جاذبا للسياح لما يضمه من مركبات قديمة وأزياء نسائية مختلفة التصاميم.
زيارة مثرية
وأكد علي بن سالم الحجري رئيس الوفد في ختام الزيارة التي قام بها الوفد الى مملكة إسبانيا والتي شملت كلا من مدريد وفلنسيا وملقا على أهمية هذه الزيارة التي أثرت رجال الأعمال الذين وقفوا على عدد من المشاريع السياحية وتعرفوا على الجهود التسويقية التي جعلت من إسبانيا وجهة سياحية تستقطب اكثر من 82 مليون سائح سنويا.
وأشار الحجري الى أن هذه الزيارة أعطت ايضا انطباعا بالدور الكبير الذي توليه إسبانيا للقطاع السياح سواء من حيث وضع الخطط الاستراتيجية طويلة المدى والتسهيلات التي تقدمها للمستثمرين والسياح سواء لانشاء المشاريع او تملك المنازل. مؤكدا ان السلطنة لا شك لديها تعاون جيد مع بيوت الخبرة الاسبانية حيث قام بيت خبرة إسباني بوضع استراتيجية السياحة 2040 والتي تقوم على تطوير القطاع السياحي في 11 محافظة وفق ما تم وضعه في الاستراتيجية.
واضاف: أن مثل هذه اللقاءات لا شك انها تثري رجال الأعمال وتعرّف بمقومات كل بلد والفرص المتاحة للاستثمار وهو ما دعا غرفة تجارة وصناعة عُمان لتسيير هذا الوفد من رجال الأعمال خاصة من المؤسسات الصغيرة الى مملكة اسبانيا للاستفادة من تجربتها السياحية.
مباحثات سياحية
من جانب أخر، عقدت في مقر بلدية ملقا يوم الخميس الماضي جلسة مباحثات بين وفد لجنة السياحة في غرفة تجارة وصناعة عُمان، ومسؤولي بلدية ملقا. وتم خلال جلسة المباحثات تبادل المعلومات السياحية وما تتمتع به كل من السلطنة ومدينة ملقا من مقومات سياحية. وعرّف علي بن سالم الحجري الجانب الاسباني في بلدية ملقا بالفرص المتاحة للمستثمرين الذين يرغبون للاستثمار في السلطنة وجهود غرفة تجارة وصناعة عُمان في تعزيز التبادل التجاري مع القطاع الخاص في دول العالم.
من جانبه، استعرض المهندس محمد الزدجالي مدير عام خدمات المستثمرين وإدارة الجودة في وزارة السياحة استراتيجية السياحة العمانية 2040، التي حددت أهدافها لتطوير القطاع السياح في السلطنة خلال السنوات المقبلة.
11 مليون سائح
واشار الزدجالي الى ان الاستراتيجية التي وضعها بيت خبرة إسباني جاءت وفق رؤى ومنظور مجتمعي بهدف تطوير 14 موقعا سياحيا في 11 محافظة خلال السنوات المقبلة، بهدف جعل القطاع السياحي احد القطاعات الاستراتيجية الداعمة للتنويع الاقتصادي، من خلال رفع عدد السياح الى السلطنة الى 11 مليون سائح بحلول 2040 ورفع مساهمة هذا للقطاع بين 6 – 10 في المائة بحلول عام 2040 ايضا. مشيرا الى ان عدد الغرف الفندقية في السلطنة ارتفع حتى اغسطس الماضي الى 24 ألف غرفة فندقية، على ان يرتفع حسب استراتيجية السياحة الى 80 ألف غرفة بحلول العام 2040.
وأكد مدير عام خدمات المستثمرين وإدارة الجودة في وزارة السياحة، ان الحكومة تسعى لجعل القطاع السياحي المحرك الأساس لتوظيف العمانيين خلال السنوات المقبلة مع دخول الاستثمارات في هذا القطاع.
من جانبه، قدم رئيس بلدية ملقا نبذة عن استراتيجية السياحة في مدينة ملقا 2030، الأمر الذي حول ملقا من مدينة للسياحة الشتوية وسياحة النخبة فقط في عام 1897 الى ان تكون اليوم واحدة من المدن العالمية التي تستهدف حوالي 2.5 مليون سائح. وقال أنه تم تأسيس أول فندق في ملقا عام 1959 وكان السياح يأتون للاستمتاع بالشمس والبحر فقط وكانت وجهة مفضلة لممثلي هوليود. ولكن اليوم باتت ملقا مدينة جاذبة لسياحة المؤتمرات والمعارض وسياح العالم بعد ان تم وضع خطة مرحلية ( 2001 – 2014) حتى تم ترشيحها في عام 2016 لافضل مدينة في أوروبا وتم خلال تلك الفترة الزمنية انشاء المتاحف والفنادق ومركز للمعارض بجانب وجود مطار دولي وخط للقطارات السريعة والتوسع في الميناء لاستيعاب رسو السفن السياحية واصبح في المدينة 38 متحفا أشهرها متحف الرئيس الفرنسي السابق بومبيدو، وتملك اليوم 347 فندقا حتى عام 2018 بعد ان كان 83 فندقا حتى عام 2015. وتحتل ملقا اليوم المرتبة الخامسة من حيث مؤشر التنافسية بين المدن الإسبانية وذلك نتيجة العمل المشترك بين الموانىء والمطارات والجهات الاخرى.
غرفة ملقا
من جهة ثانية، عقد وفد لجنة السياحة في غرفة تجارة وصناعة عُمان لقاءات ثنائية مع الشركات السياحية والفنادق في مدينة ملقا خلال اجتماعهم في مقر غرفة تجارة وصناعة ملقا. وتبادل الطرفين الأحاديث حول امكانية التعاون السياحي لتسيير الافواج السياحية المشتركة بين البلدين.
وفِي بداية اللقاء، رحب رئيس غرفة تجارة وصناعة ملقا، الدكتور جون قابالا، بالوفد العُماني لزيارته الى مدينة ملقا مؤكد على اهمية هذه الزيارة في زيادة التعاون والتبادل السياحي بجانب زيادة مجالات الاستثمار المشترك خاصة وان البلدين يتمتعان بفرص سياحية واعدة. واكد ان سلطنة عُمان تملك فرصا استثمارية كبيرة خاصة في القطاع السياحي سواء من حيث الاستفادة من التجربة الاسبانية في تطوير القطاع السياحي. ودعا الى انشاء صندوق مشترك لدعم مجالات الاستثمارات والبحوث في المجالات كافة وخاصة في المجال السياحي .
وقدم علي الحجري الدعوة لعدد من الشركات السياحية في مدينة ملقا لزيارة السلطنة والتعرف على الفرص والمقومات السياحية التي تتمتع بها السلطنة من اجل تسويقها والترويج لها في السوق الإسباني.
كما عرض فيديو يستعرض مقومات السياحة العمانية بحضور ممثلي الشركات السياحية في مدينة ملقا وما تقوم به السلطنة من جهود لتطوير القطاع السياحي وفق استراتيجية وطنية حتى 2004.
صندوق استثماري
بعدها استعرضت ثيلا اندريا ممثلة الصندوق الاستثماري العُماني الإسباني امام الحضور دور هذا الصندوق الذي أنشىء من قبل البلدين بغية التعريف بالفرص الاستثمارية والمساهمة في البحث عن فرص في دول العالم الاخرى.
واكدت ان الصندوق انشىء بمحفظة مالية قيمها 200 مليون يورو، واصبح اليوم واحدا من الصناديق الناجحة التي تستثمر في عدة مجالات منها القطاع السياحي وتقديم الخبرات والدراسات للدول والشركات. وإشارات الى ان الصندوق يشجع المستثمرين في اسبانيا للاستثمار في السلطنة نظرا لما تتمتع به من امن وامان ومقومات سياحية متعددة حيث تعتبر السلطنة بيئة خصبة واعدة للاستثمار السياحي خاصة.