الامم المتحدة تدرس فتح مركز التكوين في السلطنة لدعم القطاع السياحي العُماني

وفد لجنة السياحة في الغرفة يواصل لقاءاته في ملقا الإسبانية

ملقا “إسبانيا” – يوسف بن أحمد البلوشي|

كشف مدير المشاريع السياحية التابع للأمم المتحدة في مدينة ملقا الإسبانية ومستشار عمدة ملقا، ان الأمم المتحدة تدرس فتح مركز التكوين للقطاع السياحي في السلطنة، ضمن خطط الامم المتحدة لفتح هذه المراكز في دول العالم، نظرا لما تملكه السلطنة من مقومات وبيئة سياحية تتمتع بالثراء والتنوع والاستدامة.

جاء ذلك خلال عرض قدمه صباح اليوم الخميس في مدينة ملقا الإسبانية أمام وفد لجنة السياحة في غرفة تجارة وصناعة عُمان والذي عقد في مقر بلدية ملقا بحضور علي بن سالم الحجري عضو مجلس ادارة الغرفة، رئيس لجنة السياحة، والمهندس محمد ين محمود الزدجالي مدير عام خدمات المستثمرين وإدارة الجودة في وزارة السياحة نائب رئيس لجنة السياحة واعضاء الوفد، بجانب حضور عدد من مسؤولي بلدية ملقا الإسبانية.

تطوير

وأكد ان الأمم المتحدة لديها 20 مركزا حول العالم حاليا، وانها تفكر بجدية في فتح مركز جديد في سلطنة عُمان يهدف الى تأطير وتطوير القطاع السياحي وتصدير خبرات الأمم المتحدة الى السلطنة، مؤكدا ان هناك اتفاق مبدئي على فتح هذا المركز في الفترة القادمة. 

واشار الى ان المركز يهتم في مساعدة الدول في تهيئة المجتمع المدني ورجال الأعمال بما تملكه البلدان من مقومات سياحية بجانب المساهمة في وضع الخطط الاستراتيجية والحوكمة في القطاع السياحي والحث على استدامة القطاع والحفاظ على البيئة وتكافؤ الفرص بين ابناء المجتمع المحلي، والحث على الاستهلاك المسؤول لديمومة هذا القطاع من خلال عدم استنزاف الارض والعمل من أجل السلام وزيادة الأواصر المجتمعية والتعاون في بناء جسور تعاون مع دول العالم.

كما دعا الى فتح قنصلية لسلطنة عُمان في مدينة ملقا التي تحظى بوجود اكثر من 42 قنصلية دولية خاصة وان في ملقا بها حوالي 150 جنسية يمثلون العالم.  

مباحثات سياحية 

من جانب أخر، عقدت في مقر بلدية ملقا جلسة مباحثات بين وفد لجنة السياحة في غرفة تجارة وصناعة عُمان، الذي يزور مملكة اسبانيا حاليا، ومسؤولي بلدية ملقا. وتم خلال جلسة المباحثات تبادل المعلومات السياحية وما تتمتع به كل من السلطنة ومدينة ملقا من مقومات سياحية. وعرّف علي بن سالم الحجري الجانب الاسباني في بلدية ملقا بالفرص المتاحة للمستثمرين الذين يرغبون للاستثمار في السلطنة وجهود غرفة تجارة وصناعة عُمان في تعزيز التبادل التجاري مع القطاع الخاص في دول العالم.

 

من جانبه، استعرض المهندس محمد الزدجالي مدير عام خدمات المستثمرين وإدارة الجودة في وزارة السياحة استراتيجية السياحة العمانية 2040، التي حددت أهدافها لتطوير القطاع السياح في السلطنة خلال السنوات المقبلة.

11 مليون سائح

واشار الزدجالي الى ان الاستراتيجية التي وضعها بيت خبرة إسباني جاءت وفق رؤى ومنظور مجتمعي بهدف تطوير 14 موقعا سياحيا في 11 محافظة خلال السنوات المقبلة، بهدف جعل القطاع السياحي احد القطاعات الاستراتيجية الداعمة للتنويع الاقتصادي، من خلال رفع عدد السياح الى السلطنة الى 11 مليون سائح بحلول 2040 ورفع مساهمة هذا للقطاع بين 6 – 10 في المائة بحلول عام 2040 ايضا. مشيرا الى ان عدد الغرف الفندقية في السلطنة ارتفع حتى اغسطس الماضي الى 24 ألف غرفة فندقية، على ان يرتفع حسب استراتيجية السياحة الى 80 ألف غرفة بحلول العام 2040. 

وأكد مدير عام خدمات المستثمرين وإدارة الجودة في وزارة السياحة، ان الحكومة تسعى لجعل القطاع السياحي المحرك الأساس لتوظيف العمانيين خلال السنوات المقبلة مع دخول الاستثمارات في هذا القطاع. 

من جانبه، قدم رئيس بلدية ملقا نبذة عن استراتيجية السياحة في مدينة ملقا 2030، الأمر الذي حول ملقا من مدينة للسياحة الشتوية ولسياحة النخبة فقط في عام 1897 الى ان تكون اليوم واحدة من المدن العالمية التي تستهدف حوالي 2.5 مليون سائح. وقال أنه تم تأسيس أول فندق في ملقا عام 1959 وكان السياح يأتون للاستمتاع بالشمس والبحر فقط وكانت وجهة مفضلة لممثلي هوليود.

ولكن اليوم باتت ملقا مدينة جاذبة لسياحة المؤتمرات والمعارض وسياح العالم بعد ان تم وضع خطة مرحلية ( 2001 – 2014) حتى تم ترشيحها في عام 2016 لافضل مدينة في أوروبا وتم خلال تلك الفترة الزمنية انشاء المتاحف والفنادق ومركز للمعارض بجانب وجود مطار دولي وخط للقطارات السريعة والتوسع في الميناء لاستيعاب رسو السفن السياحية واصبح في المدينة 38 متحفا أشهرها متحف الرئيس الفرنسي السابق بومبيدو، وتملك اليوم 347 فندقا حتى عام 2018 بعد ان كان 83 فندقا حتى عام 2015.  وتحتل ملقا اليوم المرتبة الخامسة من حيث مؤشر التنافسية بين المدن الإسبانية وذلك نتيجة العمل المشترك بين الموانىء والمطارات والجهات الاخرى.

غرفة ملقا 

من جهة ثانية، عقد وفد لجنة السياحة في غرفة تجارة وصناعة عُمان لقاءات ثنائية مع الشركات السياحية والفنادق في مدينة ملقا خلال اجتماعهم في مقر غرفة تجارة وصناعة ملقا. وتبادل الطرفين الأحاديث حول امكانية التعاون السياحي لتسيير الافواج السياحية المشتركة بين البلدين.

وفِي بداية اللقاء، رحب رئيس غرفة تجارة وصناعة ملقا، الدكتور جون قابالا، بالوفد العُماني لزيارته الى مدينة ملقا مؤكد على اهمية هذه الزيارة في زيادة التعاون والتبادل السياحي بجانب زيادة مجالات الاستثمار المشترك خاصة وان البلدين يتمتعان بفرص سياحية واعدة. واكد ان سلطنة عُمان تملك فرصا استثمارية كبيرة خاصة في القطاع السياحي سواء من حيث الاستفادة من التجربة الاسبانية في تطوير القطاع السياحي. ودعا الى انشاء صندوق مشترك لدعم مجالات الاستثمارات والبحوث في المجالات كافة وخاصة في المجال السياحي.

وقدم علي الحجري الدعوة لعدد من الشركات السياحية في مدينة ملقا لزيارة السلطنة والتعرف على الفرص والمقومات السياحية التي تتمتع بها السلطنة من اجل تسويقها والترويج لها في السوق الإسباني.

كما عرض فيديو يستعرض مقومات السياحة العمانية بحضور ممثلي الشركات السياحية في مدينة ملقا وما تقوم به السلطنة من جهود لتطوير القطاع السياحي وفق استراتيجية وطنية حتى 2004. 

صندوق استثماري 

بعدها استعرضت ثيلا اندريا ممثلة الصندوق الاستثماري العُماني الإسباني امام الحضور دور هذا الصندوق الذي أنشىء من قبل البلدين بغية التعريف بالفرص الاستثمارية والمساهمة في البحث عن فرص في دول العالم الاخرى.

واكدت ان الصندوق انشىء بمحفظة مالية قيمها 200 مليون يورو، واصبح اليوم واحدا من الصناديق الناجحة التي تستثمر في عدة مجالات منها القطاع السياحي وتقديم الخبرات والدراسات للدول والشركات. وإشارات الى ان الصندوق يشجع المستثمرين في اسبانيا للاستثمار في السلطنة نظرا لما تتمتع به من امن وامان ومقومات سياحية متعددة حيث تعتبر السلطنة بيئة خصبة واعدة للاستثمار السياحي خاصة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*