الأميرات.. جزر ساحرة في أحضان بحر مرمرة

اسطنبول – الأناضول |

حركة سياح كثيفة، وسفن بحرية متراصة، وسائحون يحتسون الشاي.. هكذا يبدو المشهد اليومي لسواحل شطري إسطنبول؛ حيث تقل السفن السائحين إلى جزر الأميرات.

جزر الأميرات المستلقية في أحضان بحر مرمرة، واحدة من أهم معالم تركيا السياحية، التي كلما دنوت منها يأسرك جمالها الخلاب.

فكل سائح قادم إلى تركيا، لابد له من زيارتها؛ فهي عروس في أبهى حلة، ولوحة جمالية يستدل بها المخلوق على عظمة خالقه. وفي فصل الصيف الحار، يقصدها السياح من كل حدب وصوب، لمداواة خواطرهم في ملامسة هذا الجمال الطبيعي الذي أبدعه الخالق، بعيدا عن ضجيج المدن.

يلتقي بها الكثير من السياح حول العالم وخاصة العرب، الذين أُنهكوا من مشاهد ربيع مضى.  جزر الأميرات مكونة من 9 جزر متقاربة فيما بينها، أكبرها تزيد مساحتها على 5 كيلومترات مربعة ويطلق عليها باللغة التركية (Büyükada) وتعني الجزيرة الكبرى.

أما أصغرها فلا تصل مساحتها إلى الكيلومتر المربع الواحد، ويطلق عليها بالتركية (Tavşan Adası) أي الأرنب، يصل إليها السياح الأتراك والعرب والأجانب، عبر مراكب مختلفة الأحجام.

تنطلق المراكب، التي تقل السياح إلى الجزر بشكل دوري وعلى رأس كل ساعة، وتترواح الرحلة ما بين 35 دقيقة إلى 50 دقيقة، ويظهر خلال الرحلة جانبي إسطنبول بشكل بانورامي. 

كما يتوسط الجزر غابات كثيفة، وتلقى شواطئها اهتماما خاصا من بلدية إسطنبول، إضافةً إلى أنها تتمتع بهدوء وصفاء دائم، فتمنع االسلطات التنقل بالسيارات، باستثناء عدد قليل من المركبات الحكومية، ويكون التنقل عادة بالدراجات النارية والهوائية. وتحظى المطاعم المطلة على شواطئها برونق خاص، فهي تقدم أنواعاً من الطعام التركي والشرقي، إضافة إلى الأسماك التي تعد أكثر الأطباق انتشاراً. 

ويمكن للسياح الوصول إلى الجزر في بحر مرمرة، عبر العديد من الموانئ في مدينة إسطنبول، ومنها “قبطاش”، و”أمنونو”، واللذان يقعان في الجهة الأوروبية من المدينة، إضافة إلى الميناء الرئيسي “كدي كوي” والذي يقع في الطرف الآسيوي للمدينة. 

وتحفل العبًّارات التي تنقل السياح بعازفي الموسيقى، والرسامين، والباعة الجائلين الذين يعرضون سلعا مختلفة منها، مثل الأدوات المنزلية، والمكتبية، والمواد الغذائية. 

وتشير أرقام وزارة الثقافة والسياحة التركية، أن أعداد السياح القادمين لتركيا خلال الثلث الأول من العام الجاري، أي من يناير حتى أبريل سجلت 8 ملايين و735 ألفًا و268 سائحًا أجنبيًا. 

وتلك الأعداد تمثل زيادة قدرها 12% عن العام السابق؛ حيث بلغت في نفس الفترة العام الماضي 7 ملايين، و783 ألفا و967 سائحًا، أكثر من 40% منهم زاروا إسطنبول وحدها. ومع دخول صيف العام الحالي 2019، بدأ عشرات الآلاف من العرب بالتوافد على تركيا لقضاء العطلة الصيفية في عموم البلاد. 

وعن جدارة، تعد تركيا الوجهة السياحية الأولى بين دول الشرق الأوسط، بفضل انخفاض التكلفة السياحية بها، واحتوائها على خليط من الثقافات الشرقية والغربية. 

وحقق قطاع السياحة في تركيا خلال 2018، رقما قياسيا بـ40 مليون سائح أجنبي، وفق أرقام رسمية. وتجمع تركيا بين سياحة الأعمال والمؤتمرات، وسياحة الشواطئ، والسياحة الثقافية والدينية، بجانب سياحة الاستجمام، والسياحة الأثرية. 

وتسمح القوانين التركية بالإقامة فيها بفترات متفاوتة، فضلا عن تسهيلات كبيرة في الدخول إليها.


اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*