مقال.. الإعلام قوة لمن يدرك..!

بقلم: يوسف بن أحمد البلوشي| 
 
تلعب الآلة الإعلامية دورا في المجتمعات المتقدمة وتضع لها حسابات كبيرة من القيادات المدركة لأهمية دور الاعلام نظرا لتأثير الاعلام على الرأي العام وتشكيل الاتجاهات المختلفة حسب ما تريده الدولة، في حال أعطت الاعلام دوره الحقيقي.
يقول د. محمد الشواف: “أدركت الأمم المتقدمة سحر الإعلام وسلطته الضاغطة المؤثرة، فأنفقت الملايين لتحقيق سياساتها من خلاله، وإقناع الجماهير بشرعية خططها وبرامجها من خلال عملية غسيل الدماغ الجماعية، وصارت وسائل الإعلام تقوم بجزء من عمل الجيوش، وأصبحت الحروب الإعلامية تكلف أحياناً أكثر من الحروب التقليدية. ورغم أن الصحافة تسمى السلطة الرابعة إلا أنها باتت تنافس السلطات الثلاث، بل يتم من خلالها التلاعب بتلك السلطات، وابتزازها أو الانقلاب عليها أحياناً؛ لأن أجهزة الاستخبارات في كثير من البلدان صارت هي من يؤسس الصحافة ويوجهها، لتحقق أغراضها من خلالها”.
هكذا يمثل الاعلام دوره الأساس في الدول، خاصة اليوم في ظل التدفق الكبير من المعلومات المتناقلة عبر وسائط الاعلام الالكتروني التي تنقل كل غث وسمين وباتت مؤثرة عالميا وفِي سياسات كثير من الدول، في اطار حروب اعلامية ناعمة تديرها الدول من أجل صد ما يحاك ضدها من مؤامرات وتلفيقات من هنا وهناك.
وفِي ظل هذه المتغيرات الدولية يشكل الاعلام قوة لمن يدرك دوره ويسعى لجعله جيشا قويا لا يقل عن الجيوش الحربية في ميدان القتال.
ومهما حاول البعض تقليل دور الاعلام في وقتنا الحالي، الا ان الاعلام سيظل المحرك الأساس والقوة الناعمة، وسيلعب دوره المحوري في اي وقت، وبالتالي إهمال الاعلام والتركيز على انه اعلام تنموي يضيّع ورقة مهمة في دول عدة لا تعطي الاعلام دوره الأساس، خاصة في هذا الوقت الذي يزداد دور وأهمية الاعلام.
ومع ازدياد دور الاعلام، يزداد دور الاعلاميين والكُتَّاب في الدول الذين يمثلون خط الدفاع الأول للدولة وفِي إقناع الرأي العام، ونقل الصورة الحقيقية للمجتمع، فحينما يكون ناقل الخبر او كاتب المقال اعلاميا يكون ثقل ذلك الخبر او المقال له قوته وسط المجتمع.
إن تهميش دور الاعلاميين والكُتَّاب يمثل إضعافا لاعلام الدولة، رغم ما يدور اليوم من عواصف هوجاء وبروز شخصيات بعضها كايكاتورية ومهرجة وبعضهم باتوا مشاهير في هذا الزمن الصغير، لانه اصبح الكل اعلامي في ظل وجود جهاز هاتف وحساب عبر شبكات التواصل الاجتماعي. لذلك نرى كل غث وسمين في الوقت الراهن حتى في الجوانب الإعلانية، فتبحث الشركات عن ما يعرفون بالمشاهير، الذين صنعهم البعض كمشاهير وباتوا قدوة للصغار رغم انحطاط البعض وغوغائيته. فترى الشركات تتهافت عليهم لبث إعلاناتهم في “سوشيل ميديا”، وتناست تلك الشركات والمؤسسات الاعلام الواقعي.
حالة الصراع الدائرة اليوم، بين ما هو اعلامي واقعي وبين ما يعرف بـ “سوشل ميديا”، سببه ضعف دور المؤسسة الإعلامية للدولة التي بات الاعلام منفلتا من يدها فهي لا تستطيع ان تركز بين الاعلام الحديث او القديم، الأمر الذي اضاع دور الاعلام والاعلاميين الحقيقيين مع التقليل لدور هذه المؤسسات حتى بات المواطن العادي لا يلتفت للإعلام الرسمي او الواقعي.
لذلك كثير من الدول عليها إعادة الأمور الى نصابها الحقيقي وإعطاء الاعلام والاعلاميين دورهم لقيادة الرأي العام المنفلت بين شرق وغرب خاصة في زمن اصبح الاعلام خط الدفاع الأول للدولة التي ترى ان اعلامها هو المحرك الأساس في هذا الزمن الالكتروني الواسع.
* إعلامي ورئيس تحرير جريدة وجهات

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*