موانىء السلطنة تشهد نموا في عدد السفن السياحية القادمة

مسقط – وجهات|

شهدت موانئ السلطنة زيادة في أعداد السفن السياحية الزائرة، حيث رست 298 سفينة في موانئ السلطنة خلال موسم (2018 ـ 2019) ، بزيادة 106 سفينة عن موسم (2017 ـ 2018).

واستقبل ميناء السلطان قابوس 147 سفينة خلال الموسم الحالي، فيما استقبل ميناء خصب 72 سفينة، وميناء صلالة 79 سفينة.

وتعمل وزارة السياحة على اجتذاب كبريات السفن السياحية للتوقف في موانئ السلطنة لتكون ضمن خارطة تجوال السفن السياحية العالمية، وذلك لإثراء السياحة العُمانية والأسواق التقليدية وإضفاء قيمة مضافة عالية للقطاع السياحي بالسلطنة .

وتستقبل الموانئ العُمانية السياح الذي يزورون السلطنة بحرا على متن السفن السياحية القادمة من مختلف الدول للتعرف على الإرث واللقى الحضارية التي تزخر به السلطنة بإعتبارها من أقدم الممالك في شبه جزيرة العرب على الإطلاق ، كما أن الثقافة العُمانية والتراث البحري الضارب بجذوره في أعماق الريادة يؤكد على تميز التاريخ العُماني ، كما إن السائح يجد في المقومات الطبيعية والمناخية والتباين التضاريسي الذي يمد البيئة العُمانية بخاصية التميز والتفرد مايغريه على التوقف عند كل ذلك الذي يستحق المشاهدة والتأمل في واحدة من أروع صور التكامل السياحي في المنطقة ، وتعد الفترة من أكتوبر إلى إبريل من كل عام فترة انتعاش حركة السفن قدوما وتوقفا سياحيا مرحبا به بالموانئ العُمانية .

وزارة السياحة وفي سبيل سعيها الدؤوب والمحمود لتقديم الأفضل والأروع للزوار وحتى تبقى الذكريات التي يسجلونها محفورة في الذاكرة فإنها تنظم بعض الفعاليات الترفيهية السياحية للقادمين على متن السفن السياحية بالتعاون مع الوكلاء المحليين لإظهار بعض الجوانب الحضارية التي تتميز بها السلطنة وبنحو مبهر ، فضلا عن إطلاق العنان لكنوزنا من الفنون التقليدية لتعبر عن نفسها بنفسها إذ هي قادرة على إنتزاع آهات الإعجاب والإندهاش من صدور الزوار الكرام .

كما أن الوزارة تعمل بذكاء سياحي اقتصادي تشكر عليه من خلال الاستفادة من زيارات السفن السياحية بفتح الأسواق العُمانية التقليدية أمام الضيوف ليرى الزوار بأم أعينهم الصناعات التقليدية المعبرة وبجلاء وبلسانها البليغ عن العمق التاريخي غائر الأبعاد للحضارة العُمانية ، وبذلك تكتمل حلقات استثمار زيارات السفن لتحقق أهدافها السياحية والاقتصادية بانتعاش أسواقنا المحلية نتيجة زيارات السفن والتي سيكون لها مايليها من زيارات من بعد أن يتم تحقيق سمة الإنبهار لدى الزوار .

من جانبه، أوضح رواس بن حفيظ الرواس، المدير العام المساعد للتنمية السياحية، وخدمات المستثمرين في وزارة السياحة إنه من المتوقع أن تشهد حركة زيارة السفن السياحية القادمة إلى ميناء صلالة خلال العام الحالي نموا وإزدهارا نتيجة للجهود التي تبذلها وزارة السياحة والجهود المشتركة مع ميناء صلالة والجهات ذات العلاقة والشركات السياحية والوكلاء المحليين لوضع ميناء صلالة كمحطة رئيسية لإستقطاب أشهر واكبر السفن السياحية لزيارة محافظة ظفار.

وأضاف الرواس : أن عوائد قطاع السفن السياحية على القطاع السياحي إيجابية ومباشرة وأيضا على القطاعات الأخرى وخاصة المجتمع المحلي حيث تشكل حركة السفن السياحية عامل جذب في نمو الموسم السياحي الشتوي من خلال توقفها في ميناء صلالة وتجول السياح في أرجاء المحافظة ، وبالتالي فهذا القطاع يقدم قيمة إقتصادية مضافة للسلطنة عموماً ومحافظة ظفار على وجه الخصوص سواء عبر رسوم الزيارة ورسوم تخليص الإجراءات في موانئ السلطنة ومن خلال الإتفاق مع شركات تنظيم السفر والسياحة وشريحة قائدي مركبات الأجرة وعبر إنفاق السائح نفسه عند تجواله في المراكز الحرفية أو الأسواق أو المطاعم أو غيرها ، وبذلك يتحقق الهدف وهو تنشيط الحركة الإقتصادية والتجارية في المحافظة.

وأكد على انه ومع بداية كل موسم سياحي يتم الإجتماع مع إدارة ميناء صلالة بحضور كافة الجهات الرسمية ذات العلاقة والشركات السياحية والوكلاء الملاحيين للوقوف على مدى جاهزيتها للموسم وبحث الإستعدادات والتعرف على إمكانيات كافة الجهات لإستقبال موسم السفن السياحية ومناقشة كافة التحديات والملاحظات ومعالجتها وتقديم التسهيلات الممكنة .

من جانبه، قال مروان بن عبد الحكيم الغساني مدير دائرة الترويج السياحي بالمديرية العامة للسياحة بمحافظة ظفار: إن المحافظة تمتاز بإعتدال الطقس معظم شهور السنة مما جعلها مقصداً للسياحة العالمية في فصل الشتاء وهو ما ساهم في نمو حركة وصول السفن السياحية لميناء صلالة، بالإضافة إلى المقومات والمعالم السياحية الفريدة التي تزخر بها المحافظة من خلال المعالم والمقومات ذات الجذب السياحي، إضافة إلى الطبيعة الساحرة لشواطئها وجبالها ووديانها وصحاريها وتنوع البيئات الساحلية والريفية والصحراوية بها .

وأفاد الغساني، بأن هناك برامج متنوعة تصممها الشركات السياحية أعدت خصيصاً للزوار القادمين على متن السفن السياحية لزيارة المواقع السياحية في المحافظة كالمحميات الطبيعية ومن أبرزها : (محمية جبل سمحان ، محمية وادي دوكة لأشجار اللبان، الأخوار الطبيعية) والأماكن الدينية : (جامع السلطان قابوس، ضريح النبي أيوب، ضريح بن علي) والأماكن الاثرية : (حصن طاقة، حصن مرباط، ومواقع ارض اللبان الاثرية (البليد، سمهرم، شصر)، ومتحف أرض اللبان، بالإضافة الى الأسواق التقليدية.

وأضاف الغساني إن هناك تنسيقا وتعاونا دائما مع كافة الجهات ذات العلاقة لتسهيل إجراءات إستقبال السفن السياحية لضمان وصولها ونزول الركاب بكل سلاسة وانسيابية.

انتعاش الحركة الاقتصادية

من جانب آخر، يقول محمد الظهوري ، المدير المساعد للسياحة الداخلية بمحافظة مسندم ، إن السفن السياحية تسهم في تعزيز القيمة المضافة لقطاع السياحة من خلال إسهامها في الناتج المحلي وتنشيط الحركة الإقتصاية والسياحية ، وأضاف تم التنسيق والتعاون مع فرع غرفة تجارة وصناعة عُمان بمحافظة مسندم لإنشاء عدد من الأكشاك على أرضية حوض ميناء خصب للعمل على إستغلالها لتسويق المنتجات المحلية من قبل المؤسسات الأهلية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ، حيث تسعى الحكومة لتطوير الميناء بشكل متكامل لخدمة قطاعي السياحة والتجارة على حد سواء ، ومن أهم مشاريع الميناء حالياً مشروع طريق خصب ـ بخاء الساحلي .

وعن دور الشركات السياحية في إثراء القطاع بمحافظة مسندم، أشار عبدالفتاح بن أحمد الشحي، صاحب شركة مغامرات بحر مسندم للسفر والسياحة ، إلى أن الشركات السياحية تقوم بمصاحبة الأفواج السياحية القادمة بحرا للإستمتاع بمعطيات الثقافة والطبيعة بالمحافظة ، موضحا أن الشركة تملك 7 سفن تقليدية تنقل السياح في رحلات يومية إلى الخلجان التي تتميز بها محافظة مسندم ، حيث يطلع السياح على القرى المحيطة بتلك الخلجان ، كما تنقلهم السفن لمشاهدة الدلافين ولممارسة رياضة السباحة ، بالإضافة إلى رحلات الغوص ورحلات صيد الأسماك ، ورحلات تسلق الجبال مشياً على الأقدام ، والرحلات الجبلية بمساعدة سيارات الدفع الرباعي .

ميناء السلطان قابوس

من جانبه، يتميز ميناء السلطان قابوس بنشاطه السياحي المزدهر، بفضل ما يملكه من مقومات طبيعية وإطلالة على سوق مطرح التقليدي، الذي يضم الحرف والملابس التقليدية، والقطع الفخارية التي إستخدمها الأجداد في الماضي، إضافة إلى إستمتاع السائح بالجولات التي يقدمها المرشد السياحي في مسقط وما يجاورها من مناطق سياحية تزخر بها السلطنة .

جهود مستمرة

وحول الجهود التي تبذلها وزارة السياحة في تعزيز سياحة السفن محليا وعالميا قال عبدالله بن سيف السعدي ، رئيس قسم السفن والرحلات السياحية ، إن الوزارة قامت خلال العام الماضي بالمشاركة في المنتديات والمعارض المتخصصة في قطاع السفن السياحية تحت مظلة (كروز اريبيا) ، والذي يضم الوزارات والهيئات المشرفة على هذا القطاع من دول مجلس التعاون ، بالإضافة إلى الشركات السياحية والملاحية وموانئ دول المنطقة ، بالإضافة إلى مشاركة الوزارة بمعرض ميامي في الولايات المتحدة الأميركية في أبريل الجاري والذي يقام في كل عام ، وفي منتدى الشرق الأوسط للسفن السياحية.

وافاد السعدي أن الوزارة قامت بعمل حملات ترويجية مشتركة مع الشركات المسيرة للرحلات السياحية ، ويعمل القائمين على قطاع السفن السياحية بالوزارة باستقبال عدد من السفن السياحية أثناء زيارتها لموانئ السلطنة .

واشار السعدي إلى أهم الإنجازات التي قام بها قسم السفن السياحية بالوزارة في عام 2018 ، ومنها التعاون لأول مرة مع شركة Marella Cruises وشركة ترافكو، لإستقبال السياح من مطار مسقط ، واصطحابهم إلى السفن السياحية التي تنتظرهم في الميناء لقضاء رحلتهم البحرية في موانئ السلطنة وما يجاورها من مناطق، لتنتهي الرحلة بمغادرتهم من مطار مسقط .

وأضاف، قدمت إلى موانئ السلطنة أول سفينة إسبانية (Horizon) من شركة Pullmantur الإسبانية وتوجهت إلى ميناء السلطان قابوس ، وميناء خصب ، وميناء صلالة.

وأكد السعدي استمرار توافد السفن السياحية لموانئ السلطنة في كل من ميناء السلطان قابوس السياحي وميناء خصب وميناء صلالة.

وبلغت أعداد السفن السياحية التي زارت الموانئ السياحية في السلطنة خلال موسم (2017 ـ 2018) 192 سفينة منها 112 سفينة رست في ميناء السلطان قابوس ، و 36 سفينة في ميناء خصب ، و 44 سفينة في ميناء صلالة.

وفي موسم (2018 ـ 2019) زادت أعداد السفن لتصل إلى 298 سفينة ، حيث رست 147 سفينة في ميناء السلطان قابوس السياحي ، و72 سفينة في ميناء خصب ، و79 سفينة في ميناء صلالة.

ومن المتوقع أن يشهد الموسم القادم (2019 ـ 2020) زيادة أيضاً في عدد السفن السياحية الزائرة لتصل إلى 360 سفينة.

كما بلغ عدد ركاب السفن السياحية في عام (2018) 193.467 سائح ، ومن المتوقع أن يصل في العام الحالي (2019) إلى 220.000 سائح .

وأشار السعدي إلى أن الموانئ العُمانية تستقبل السياح من مختلف الدول ، لغرض الاستمتاع بجمالها والتعرف على ثقافتها وتراثها وتلمس المقومات الطبيعية المختلفة التي تميزها عن غيرها من دول المنطقة .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*