مسقط – وجهات|
أعلنت شركة تنمية نفط عُمان اليوم (20 مارس) عن خطط لزيادة إنتاج النفط إلى معدل جديد يصل إلى 670 ألف برميل في اليوم خلال السنوات الخمس القادمة.
بعد تحديد التزام بواقع 550 ألف برميل يوميًا على مدار عشر سنوات على مدار العقد الماضي، زادت الشركة الإنتاج باستمرار وهي على ثقة من تحقيق المزيد من النمو في الإنتاج. يأتي ذلك بعد أن أكدت أن عام 2018 حقق أعلى معدل لإنتاج للنفط منذ عام 2005 حيث بلغ 610170 برميلاً يومياً على الرغم من تأثير إعصار ميكونو في مايو الماضي، مما عطل الإنتاج في جنوب منطقة الامتياز.
وقال راؤول ريستوشي، المدير العام لشركة تنمية نفط عُمان في كلمته التي ألقاها في المؤتمر الصحفي السنوي الذي نظمته وزارة النفط والغاز في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض: “منهجنا بسيط: المضي قدماً رغم التحديات في مواجهة الواقع الضبابي لأسعار النفط والقيود المفروضة على الإنتاج مع زيادة إيجاد القيمة لتطوير البلاد وإعداد العمل لمواجهة توقعات الطاقة التي ما انفكت تتغير.
وقال: يعني المزيد من النفط والغاز المستدام، والدفع قدماً بترشيد استهلاك الطاقة في كل جانب من جوانب عملياتنا وتوسعة نموذج عملنا لإضافة قيمة إلى عُمان تتجاوز عملياتنا في منطقة امتيازنا.
وأضاف: مع اقترابنا من العقد المقبل، نعمل على تكثيف تطبيق التكنولوجيا الجديدة واتباع طرق أكثر فاعلية للعمل لتعزيز الإنتاجية في أنشطة الاستكشاف والإنتاج. وخلال عام 2018، نجحنا في إنتاج 1.205 مليون برميل من مكافئ النفط يومياً من النفط والغاز والمكثفات”.
كما حققت الشركة إنجازاً جديداً في مجال السلامة، حيث حققت رقماً قياسياً في معدل تكرار الحوادث المضيعة للوقت بلغ 0.15 – وهو انخفاض بنسبة 25 ٪ عن عام 2017. كما انخفض معدل تكرار إجمالي الحوادث القابلة للتسجيل إلى 0.71 مع العمل أكثر من 214 مليون ساعة.
أما على صعيد السلامة على الطريق، بلغت المسافة التي قطعها الموظفون والشركات المتعاقدة أكثر من 750 مليون كيلومتر دون وقوع حادث مميت مرتبط بالعمل، أما في جاهزية الموجودات، فقد حققنا انخفاضاً بنسبة 77% في حوادث سلامة العمليات من المستوى (1) وبنسبة 50% في حوادث المستوى (2)، وكلا المعدلين هما الأقل منذ عام 2010.
وفي هذا الصدد قال راؤول ريستوشي: تبرز هذه التحسينات الجهود الدؤوبة المستمرة في جميع أنحاء الشركة لتعزيز السلامة والتميز التشغيلي في الخطوط الأمامية. وقد تحقق ذلك من خلال تحسين الإشراف والوعي والتدريب والتطبيق المستمر للتكنولوجيات والبرامج الجديدة، مثل نظام “اهتمام” المبني على السلوك الذي غير قواعد اللعبة.
وقال: للأسف ألقت بعض الحوادث بظلالها على هذه الإنجازات المدهشة، فقد فقدنا زميلين من إحدى الشركات المتعاقدة معنا في نمر في أبريل وفي جبال في يوليو مما يذكرنا بضرورة التيقظ والتحسين وتحقيق قدر أكبر من الامتثال للقواعد على كافة المستويات”.
وأضاف: في العام الذي احتفينا فيها بمناسبة مرور أربعة عقود لتوريد الغاز دون انقطاع، يسرني الإعلان أننا نجحنا لأن نصبح المنتج الذي يعتمد عليه لمواءمة تذبذب العرض والطلب في البلاد، مما تطلب منا العمل في وضع ديناميكي للغاية، وكثيراً ما نعوض عن تقلب الإنتاج للجهات الأخرى. ومع ذلك، من المهم أن نؤكد على أنه في الوقت الذي سيظل فيه النفط والغاز جزءاً أساسياً من منظومة الطاقة في الشركة إلا أننا سنطوّر أيضاً حلولاً إبداعية للطاقة المتجددة لإيجاد فرص جديدة للنمو للشركة وللبلاد على حد سواء. ويمكننا من زيادة التركيز على مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية، وفي الوقت نفسه الاستفادة من التكنولوجيا الجديدة وإرساء مزيد من التعاون إلى جانب تحسين كفاءة الطاقة.
وقال ريستوتشي إن الشركة أحرزت “تقدم جيد” في المشروعين العملاقين: “رباب – هرويل” المتكامل و”جبال-خف” حيث يعد المشروع الأول أكبر مشروع رأسمالي في تاريخ الشركة، من المتوقع ربطه بخط الإنتاج في منتصف عام 2019، مما يمثل إضافة للاحتياطي قدرها 500 مليون برميل من النفط المكافئ. أما المشروع الثاني، فهو مشروع متكامل لتطوير النفط والغاز الحمضيين، ومن المقرر أن يبدأ في عام 2021، مضيفاً ما يفوق على 327 مليون برميل بمكافئ النفط.
على صعيد آخر، حققت مديرية الاستكشاف رقماً قياسياً جديداً بتوفير بيانات للمسح الزلزالي عالية الجودة جمعت باستخدام تقنية الإنتاجية فوق العالية المتقدمة جداً مع تحقيق تكلفة استكشاف للوحدة بلغت 0.3 دولار أمريكي لكل برميل بمكافئ النفط. وقال راؤول: ساهمت التقنية الجديدة للمسح الزلزالي في الاضطلاع بأدوار جديدة في وسط عمان مؤكدة على الإمكانات الهائلة في منطقة امتيازنا.
وذكر ريستوشي أن مركز تطوير الحقول ومكتب التصاميم الهندسية الأولية بالشركة قد حققا حلولاً للنمو بتكلفة أقل وخطط تطوير متينة.
وقال راؤول في هذا الشأن: تعتمد كلتا هاتين الدائرتين اعتماداً كبيراً على المواهب العمانية وتسهمان بدور مهم في ضمان استمرار قدرتنا التنافسية واستعدادنا للمستقبل. نحن نبحث أيضًا في كيف يمكننا تسويق خبراتهم خارج حدودنا في مجالات أخرى مثل الاستخلاص المعزز للنفط وإدارة المشروعات والتدريب.
استمرت الشركة في الدفع قدماً بانتهاج ضوابط صارمة للتكلفة وتطبيق فلسفة “ليين” لتعزيز كفاءة الأنشطة في مختلف أرجاء أعمالها حيث أكملت 142 مشروعاً لتحسين الكفاءة محققة وفورات بلغت 152 مليون دولار أمريكي. وحدد مبلغ إضافي قدره 300 مليون دولار أمريكي كوفورات متوقعة من خلال مراجعات تحسين التكاليف مع الشركات المتعاقدة معنا وغيرها من مبادرات الاستغلال الأمثل للقيمة في مواجهة انخفاض أسعار النفط.
على الرغم من زيادة التعقيدات في مجال الحفر خلال عام 2018، فقد أنجزت مديرية هندسة الآبار 600 بئر جديدة وحققت أفضل تكلفة مسجلة على الإطلاق لكل متر مربع حفر في تاريخ الشركة (4٪ أقل من 2017). وفي الوقت نفسه استطاعت المديرية تعزيز كفاءتها من الوقت اللازم لحفر متر واحد، وتحسن هذا المعدل أيضا بنسبة 5% مقارنة بالعام السابق.
وبنهاية عام 2018، نفذت المديرية 22400 خدمة إكمال وصيانة للآبار، وهو أكبر معدل تحققه بنفس العدد من الموارد في الأعوام السابقة حتى اليوم.
من جانب آخر، عززت الشركة من برنامجها للقيمة المحلية المضافة عبر إسناد عقود بقيمة تربو على 3.7 مليار دولار أمريكي لشركات مسجلة في عمان، وهو ما يعني الاحتفاظ بنسبة 44% داخل البلاد، وكذلك دعم افتتاح ورش ومصانع جديدة في عمان لخدمة قطاع النفط والغاز محلياً.
كما أوجد فريق الأهداف الوطنية بالشركة 17027 فرصة عمل للعمانيين الباحثين عن عمل بما ينسجم وهدفها خلال العام سواء في القطاعات النفطية وغير النفطية. وتخطط الشركة لإيجاد 21 ألف فرصة عمل خلال عام 2019.
وفي هذا الصدد قال راؤول ريستوشي: “في خضم الظروف الاقتصادية الصعبة التي خيّم عليها تدنّي أسعار النفط وظهور تقنيات جديدة والضغوط لمجابهة التغير المناخي، يسرّني أن أعلن عن نجاحنا في الوفاء بأهدافنا – إن لم نتجاوزها – في مختلف الموجودات والمديريات، ونحن في موضع يتيح لنا مواصلة دورنا في دعم تحقيق قيمة لكافة ذوي الشأن”.